سفاح النرويج المعادي للإسلام يدفع ببراءته أمام المحكمة

وجه تحية اليمين المتطرف لأسر الضحايا داخل القاعة

النرويجي أندريس بيرينغ برييفيك أمام المحكمة بالعاصمة النرويجية أوسلو وسط حراسة مشددة أمس (أ.ب)
TT

مثل اليميني المتطرف أندرس بيرينغ برييفيك النرويجي المعادي للإسلام الذي قتل 77 شخصا في يوليو (تموز) أمام المحكمة في العاصمة النرويجية أوسلو أمس الاثنين وسط حراسة مشددة ورفع يده في تحية وصفها بأنها تحية يمينية مع بدء محاكمته.

ودفع برييفيك ببراءته في بداية محاكمته ولم يبد أي ندم على فعلته. وقال أمام المحكمة: «أعترف بالوقائع لكنني لا أعترف بمسؤوليتي بالمعنى الجنائي. وما قمت به كان دفاعا عن النفس».

وبعد اعتقاله قال برييفيك إنه ارتكب هذه الهجمات الدامية «ليخلص الأمة من خونة» فرطوا في المجتمع النرويجي بفتحه للغزو الإسلامي والتعددية الثقافية. وفور دخوله إلى قاعة المحكمة، فكت قيود برييفيك الذي وجه تحية اليمين المتطرف إلى الحضور الذي يضم أسر عدد من الضحايا ومن الناجين والصحافيين.

وبرييفيك الذي كان يرتدي سترة داكنة وقميصا أبيض وربطة عنق ذهبية قدم نفسه كـ«كاتب»، وقال متوجها إلى القضاة «لا أعترف بشرعية المحكمة النرويجية».

وخلال فترة استراحة أولى لم يقف كما تسري العادة! عند خروج القضاة من القاعة.

وبدأت محاكمة المتهم بأسوأ مجزرة ارتكبت في النرويج منذ الحرب العالمية الثانية في الساعة 9:00 (7:00 تغ) وسط إجراءات أمنية مشددة وتغطية إعلامية كبيرة.

ويتوقع أن تستمر المحاكمة 10 أسابيع. ومع اعترافه بارتكاب المجزرة تتعلق نقطة التساؤل الأساسية فيها بسلامة قواه العقلية.

وسيخصص اليوم الأول من المحاكمة لتلاوة القرار الاتهامي والملاحظات التمهيدية لوزارة العدل التي تلاحق برييفيك، 33 عاما، بتهمة «ارتكاب أعمال إرهابية». وسيتم الاستماع الثلاثاء إلى إفادة المتهم.

وقال غير ليبتشاد محامي برييفيك «سيكون من الصعب جدا الاستماع إلى تبريراته، خصوصا أنه سيأسف لأنه لم يذهب إلى أبعد من ذلك» في المجزرة التي يرى أنها «فظيعة لكنها كانت ضرورية».

وشاهد الحضور الذي ضم نحو 200 شخص، دخول برييفيك إلى قاعة المحكمة قبل دقائق من وصول القاضية وينشي إليزابيث أرنتزن.

وكان أيضا في القاعة 4 أطباء نفسيين مكلفين مراقبة برييفيك طيلة فترة المحاكمة ومحامو الدفاع والمدعون. وتلت المدعية اينغا بيير اينغ قرار الاتهام وأسماء الضحايا الـ8 الذين قضوا في انفجار السيارة المفخخة قرب مقر الحكومة محددة أسباب مقتلهم وواصفة الأضرار المادية الناجمة عن الانفجار.

وفي هذه الأثناء لم يرفع برييفيك عينيه وكأنه كان يقرأ وثيقة. وقالت بيير اينغ: «إن عددا من المباني بما فيها مكتب رئيس الوزراء.. لم تكن صالحة للاستخدام لفترة من الزمن» موضحة أن هذه الهجمات «أثارت حالة من الذعر والهلع بين النرويجيين».

ثم تحدثت المدعية عن المجزرة التي وقعت على جزيرة أوتويا حيث قتل برييفيك متنكرا بزي شرطي 69 شابا بدم بارد معظمهم برصاصة في الرأس. وكان معظم الضحايا دون العشرين من العمر.

وفي قاعة المحكمة التي سادها صمت لم يسمع سوى صوت المدعية وهي تتلو أسماء الضحايا. وكان أفراد من أسر الضحايا يبكون بصمت. ولم يحرك برييفيك ساكنا عندما أعلنت المدعية أن «المتهم ارتكب جرائم خطيرة جدا بمستوى لم يشهد له مثيل حتى الآن في بلدنا في عهدنا الحديث». والسؤال الأكبر في هذه المحاكمة يتعلق بمسؤولية برييفيك الجنائية بعدما أكد تقرير طبي أولي العام الماضي أنه مريض نفسيا في حين أكد تقرير ثان نشر في العاشر من أبريل (نيسان) سلامته العقلية، وسيعود إلى القضاة الخمسة في محكمة أوسلو البت في هذه المسألة في الحكم الذي يفترض أن يصدر في يوليو المقبل. ويواجه برييفيك الذي يحاكم بتهمة ارتكاب «أعمال إرهابية» عقوبة السجن 21 عاما في حال إدانته. إلا أن سجنه قد يمتد إلى ما لا نهاية إذا اعتبر بعد قضاء عقوبته أنه ما زال يشكل خطرا على المجتمع أو وضعه في مستشفى للأمراض العقلية مدى الحياة.