برييفيك من فتى عادي إلى قاتل

TT

بمظهر رجل عادي لا سوابق له ولا مشكلات، قضى النرويجي أندرس بيرينغ برييفيك اذلي نحو ثلث حياته يدبر مشروعا متطرفا جعل منه أحد المجرمين الأكثر عنفا في التاريخ.

والشاب الأشقر الطويل القامة الثاقب النظرة نفذ المجزرة التي أودت بحياة 77 شخصا في 22 يوليو (تموز) 2011.

وكان صرح أمام المحكمة مطلع فبراير (شباط) بأنه ارتكب هذه المجزرة في «عمل وقائي ضد خونة هذا الوطن». وقد أقر الرجل البالغ من العمر 32 عاما بالوقائع التي وصفها بأنها «وحشية» لكنها «ضرورية» بحسب ما أفاد به محاميه. وإن كانت دوافعه لا تزال غامضة، إلا أن تصميمه بات جليا. ونشر النرويجي يوم المجزرة شهادة طويلة من أكثر من 1500 صفحة على الإنترنت، عرض فيها بشكل مفصل التزامه العقائدي بمكافحة الإسلام والماركسية خلال السنوات التسع الأخيرة، واللحظة الحاسمة في خريف 2009 حين قرر الانتقال إلى تنفيذ مشاريعه، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ويشرح بيرينغ برييفيك الذي ولد في 13 فبراير 1979 ويعرف عن نفسه بلقب «قائد فرسان الحق»، تيمنا بالفرسان الصليبيين، كيف أخفى خططه عن محيطه حتى لا يفشل مشروعه قبل تنفيذه. ويبدو أنه نجح في ذلك. وقال إميل فينيروو، أحد جيرانه الذي يؤكد أنهما ترددا على المدرسة ذاتها، إنه «كان يبدو لي شخصا عاديا ولا يلفت الانتباه»، معتبرا أنه «نموذج النرويجي العادي الذي لا يثير شبهات مطلقا».

ويروي بيرينغ برييفيك أنه عاش طفولة عادية بين والد دبلوماسي وأم ممرضة تطلقا حين كان عمره سنة. وكتب في شهادته: «حظيت بتربية مميزة، محاطا بأشخاص مسؤولين وأذكياء». وقد نشأ مع والدته في عائلة من الطبقة الوسطى لم تواجه مشكلات مالية، ومأخذه الوحيد هو أنه أعطي «قدرا من الحرية أكثر مما ينبغي». وقال عنه والده ينس برييفيك متحدثا: «عندما كان فتى كان صبيا عاديا، لكنه كان منطويا على نفسه ولم يكن يكترث بالسياسة في تلك الفترة». وأوضح أنه قطع الاتصال به في 1995 عندما كان في الخامسة أو السادسة عشرة من العمر.

وفي 1999 التحق برييفيك بحزب التقدم، وهو تنظيم يميني شعبوي، وأوكلت إليه مسؤوليات محلية مع حركة شبيبة الحزب. غير أنه ترك الحزب عام 2006 وكتب لاحقا على أحد المنتديات على الإنترنت أنه يعتبر الحزب شديد الانفتاح على «التعددية الثقافية» وعلى «مثل التوجهات الإنسانية التي تنطوي على نزعة انتحارية». وقد قال الحزب إنه «كان فتى خجولا بعض الشيء، ونادرا ما كان يشارك في المناقشات». وإن كان غالبا ما ينتقد الإسلام والتعددية الثقافية والماركسية على الإنترنت حيث ينشط كثيرا، إلا أنه يعتبر نفسه «أكثر ميلا إلى التساهل» و«متهاونا». وكتب: «بعدما بقيت طوال الوقت تحت تأثير عقود من الإرشادات العقائدية التعددية، أشعر بالحاجة إلى التأكيد على أنني في الواقع لست عنصريا ولم أكن يوما عنصريا».