مصادر باللجنة الانتخابية: استبعاد نهائي لعشرة مرشحين للرئاسة بمصر

أنصار أبو إسماعيل يهتفون «حي على الجهاد» ويدعون لـ«ثورة إسلامية»

TT

قالت مصادر في لجنة الانتخابات الرئاسية المصرية، لـ«الشرق الأوسط» الليلة الماضية، إن اللجنة استبعدت نهائيا عشرة أشخاص من 23 تقدموا للترشح لانتخابات الرئاسة التي تجرى في مايو (أيار) المقبل. وقالت المصادر إن اللجنة رفضت التظلمات من قرارها السابق استبعاد الأشخاص العشرة. وأضافت المصادر أن من بين المستبعدين العشرة، مدير المخابرات العامة السابق عمر سليمان، والقيادي السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل، والقيادي في جماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر، والسياسي أيمن نور.

وكان 23 مرشحا قد تقدموا بأوراق ترشحهم للانتخابات بعد أكثر من عام على الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك. وسمحت اللجنة للمستبعدين بالتظلم على قرار الاستبعاد لمدة يومين، واستمعت إلى مرافعات مطولة منهم ومن محاميهم لتقديم الدفوع القانونية التي تؤكد أحقيتهم في خوض الانتخابات الرئاسية.

ولم تعلن اللجنة رسميا حتى إعداد هذا التقرير، القائمة النهائية للمرشحين للرئاسة الباقين، الذين يرجح أن يكون عددهم 13 مرشحا فقط من بينهم إسلاميون وليبراليون ويساريون، منهم عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية السابق، وأحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك، إضافة إلى القيادي السابق في جماعة الإخوان عبد المنعم أبو الفتوح، واليساري حمدين صباحي.

وقال حازم صلاح أبو إسماعيل، بعد اعتلائه منصة أنصاره أمام مقر اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، إنه منع من الدخول إليها، وقال لحشد من أنصاره المعتصمين منذ أمس: «تظلمنا أمام اللجنة بعد قرار الاستبعاد، وكان عليهم أن يبلغونا بالنتائج، وإذا باللجنة تفعل فتنة بعد أن دعت دعاة ومشايخ ومحامين لإطلاعهم على الأوراق التي تم استبعادي بسببها، فحضرت لأتأكد من أن هذه هي الأوراق الصحيحة التي شاهدتها فحضرت للجنة فمنعتني من الحضور».

وأضاف أنه اتصل بأحد الشيوخ فقال له «إن اللجنة لم تطلع كل الشيوخ على الأوراق.. لا آتمن هذه اللجنة، وهذه مؤامرة وخيانة عظمى ضدي». وقالت المصادر إن من بين الشيوخ الذين توجهوا لمقر اللجنة للتأكد من موقف أبو إسماعيل: نشأت أحمد، وجمال المراكبي وجمال عبد الرحمن ووسام عبد الوارث ومنتصر الزيات وممدوح إسماعيل.

وقال مصدر قضائي من داخل اللجنة لـ«الشرق الأوسط»، إن اللجنة لم تدع مشايخ ودعاة من التيار السلفي للحضور إليها، ولكن هم من طلبوا الحضور للاطلاع على الأوراق التي تستبعده لإزالة اللبس وتهدئة الرأي العام، وهو ما وافقت عليه اللجنة من أجل الصالح العام. وأضاف المصدر أن الشيخ حازم تحدث هاتفيا مع الدعاة أثناء وجودهم في مقر اللجنة وطلب منهم عدم الاطلاع على الأوراق.

وأوضح شهود عيان أن أبو إسماعيل كان عصبيا ومحتدا وهو يخاطب أنصاره، «لدرجة أنه احتد على أحدهم»، مشيرا إلى أن عددا من أنصار أبو إسماعيل هاجموا القوات التي تؤمّن اللجنة العليا للانتخابات بالحجارة، بينما كان حشد من مؤيديه يهتفون «حي على الجهاد» ويدعون لـ«ثورة إسلامية».

وأعلنت أجهزة الأمن حالة الاستنفار القصوى أمام لجنة الانتخابات، حيث انتشرت قوات من الشرطة العسكرية والأمن المركزي بجانب الحواجز الحديدية والأسلاك الشائكة و4 مدرعات تابعة للقوات المسلحة. وفي وقت من مساء أمس، عززت القوات من وجودها حول مقر اللجنة، خاصة بعد أن احتشد أنصار أبو إسماعيل أمام لجنة الانتخابات للمطالبة بعدم استبعاده من الانتخابات الرئاسية، وتوافد أنصار أبو إسماعيل على لجنة الانتخابات منذ مساء أول من أمس بعد أن أنهى مرافعته في الطعن المقدم منه على قرار استبعاده من الانتخابات الرئاسية بسبب حمل والدته الجنسية الأميركية.

ووفقا للمصادر القضائية، فإن المستبعدين العشرة بشكل نهائي هم: عمر سليمان رئيس المخابرات السابق نائب الرئيس السابق، وذلك بسبب عدم استكمال توقيعات الناخبين من محافظة أسيوط. والسلفي حازم أبو إسماعيل بسبب حمل والدته الجنسية الأميركية، وكل من خيرت الشاطر عن جماعة الإخوان المسلمين، وأيمن نور عن حزب «غد الثورة»، بسبب عدم الحصول على حكم قضائي برد اعتبار كل منهما، وسبق إدانة كل من الشاطر ونور في قضايا مختلفة تحرمهما من مباشرة الحقوق السياسية.

وتابعت المصادر القضائية موضحة أن بين العشرة المستبعدين كذلك: مرتضى منصور عن حزب «مصر القومي»، وأحمد محمد عوض عن حزب «مصر القومي» أيضا (وهو حزب متنازع عليه بين عدد من قياداته)، وحسام خيرت عن الحزب العربي الاشتراكي بسبب عدم وجود نواب أصليين للحزب، وممدوح قطب عن حزب «الحضارة» وذلك بسبب استقالة هيئته البرلمانية بعد ترشحه، وإبراهيم الغريب مستقل والسبب عدم استيفائه التوكيلات، وأشرف زكي مرشح حزب «مصر الكنانة» بسبب عدم وجود ممثلين له في البرلمان.