دراسة مصرية: تزايد اعتماد إسرائيل على الدين لتهويد الأراضي الفلسطينية

قالت إن ساسة تل أبيب برروا به التعدي على مقدسات إسلامية

TT

قالت دراسة مصرية حديثة، إن اعتماد إسرائيل على الدين يتزايد ويستخدم في تهويد الأراضي الفلسطينية، وإن ساسة في تل أبيب يتخذون من التفاسير الدينية مبررا للتعدي على مقدسات إسلامية ومسيحية في الأراضي المحتلة. وأعدت الدراسة الباحثة المصرية رشا محمد محمود، وحصلت بموجبها على درجة الماجستير في جامعة عين شمس بالقاهرة. وأشارت الدراسة إلى أن بداية الألفية الحالية، حسب المزاعم التي يتم الترويج لها في إسرائيل، تشهد ما يشبه حمى التنبؤ بالحروب بين الأمم، والكوارث التي تحل بالعالم، باعتبارها إرهاصات لنهاية العالم، فأطلق البعض لخياله العنان لوضع تواريخ محددة لليوم الذي سوف يشهد نهاية العالم، وفقا لتلك المزاعم. وقالت الدراسة أيضا، إن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة اتخذت من المعتقدات الدينية عند اليهود ستارا لتبرير ما تقوم به من اعتداءات مستمرة على الأراضي الفلسطينية، وتهجير أهلها والتوسع في إقامة المستوطنات والتعدي على المقدسات الإسلامية والمسيحية.

وأضافت الدراسة، أن سعي إسرائيل بخطى حثيثة لاتخاذ خطوات فعلية لتهويد جميع الأراضي الفلسطينية، يرجع إلى اعتقادهم أن بداية الألفية الحالية تمثل الوقت المحدد لاجتماع اليهود في فلسطين. وأن بداية الألفية الحالية هي أيضا بمثابة خطوة حتمية في سبيل المجيء الثاني لـ«يسوع المسيح» ليحقق الخلاص النهائي للمؤمنين به، وفقا للمعتقدات التي يتم ترويجها، والتي تعتبر هذا التاريخ «علامة فارقة في تاريخ الكون عامة، وتاريخ اليهود بصفة خاصة، نظرا لأنها تمثل الألفية السادسة من عمر الكون وفقا لحساباتهم وتوقعاتهم».

وأعطت الدراسة مثالا على تلك النبوءات بحاخام من القرن الثامن عشر يدعى «جاؤون فلينا»، زعم أن اليهود سيشرعون في بناء هيكلهم الثالث فوق أنقاض المسجد الأقصى في السادس عشر من مارس (آذار) عام 2010، ولاقت رواجا وانتشارا هائلين على صفحات الصحف الإسرائيلية وعبر شبكات المعلومات الدولية (الإنترنت)، وأنشأت لهذا الغرض مواقع للرد على التساؤلات الخاصة بكيفية النجاة من تلك الكوارث التي سوف يشهدها العالم، والاستعداد لخوض الحروب التي سوف تشنها الأمم على إسرائيل، وفقا لتلك التوقعات. وبعد أن كان هناك إصرار على علمانية الدولة، قالت الدراسة إن «الكيان الصهيوني» اتجه بعد ذلك إلى التأكيد على يهودية دولة إسرائيل، مشيرة إلى أنه وفي سبيل ذلك تسعي إسرائيل بخطى حثيثة لاتخاذ خطوات فعلية لتهويد جميع الأراضي الفلسطينية.

واعتمدت الدراسة في تفسيراتها على ما قالت، إنه تتبع لجذور معتقدات دينية في التلمود وكتب التفاسير اليهودية، والوقوف على أصول أفكار في ديانات ومعتقدات حضارات الشرق الأدنى القديم ككل.

ومضت الدراسة قائلة، إنه في ظل هذه المزاعم، ظهرت مجموعة متنامية من الهيئات الدينية أو ما يسمى جماعات «أنصار الهيكل» والتي تعمل على دفع فكرة إقامة «بيت المقدس الثالث»، (الهيكل الثالث)، وتضع نصب أعينها هدفا واضحا، هو هدم أو تفجير المساجد الواقعة على جبل الهيكل (مسجد قبة الصخرة والمسجد الأقصى)، وبناء «بيت المقدس الثالث» على أنقاضها.

وأشارت الدراسة كذلك إلى أنه، وفي نفس السياق، تشن الحكومات الإسرائيلية حملات ترويع واعتقالات مستمرة على السكان الفلسطينيين، أصحاب الحق التاريخي في الأراضي الفلسطينية، تحت مزاعم حتمية عودة اليهود إلى الأرض الموعودة والاستعداد لإقامة «الهيكل الثالث»، تمهيدا لظهور «المسيح المخلص»، إلى جانب ما تحصل عليه من دعم من المؤسسات «المسيحية الصهيونية» في أميركا والبلدان الأوروبية.