«القاعدة في بلاد اليمن» تعلن مسؤوليتها عن اختطاف الدبلوماسي السعودي

اللواء منصور التركي لـ«الشرق الأوسط»: مواقفنا ثابتة.. وما يهمنا هو التحقق من سلامة نائب القنصل

TT

كشفت وزارة الداخلية السعودية أمس، عن تسجيل لمكالمة هاتفية جرت بين علي الحمدان السفير السعودي في صنعاء، ومشعل الشدوخي أحد المطلوبين للجهات الأمنية السعودية، والذي أعلن عن اسمه ضمن قائمة الـ«85» في الثاني من فبراير (شباط) 2009، تمحورت حول إعلان «القاعدة في بلاد اليمن» مسؤوليتها عن اختطاف عبد الله الخالدي، نائب القنصل السعودي في عدن. واحتوى الاتصال الهاتفي المسجل على مطالب لإطلاق سراح الدبلوماسي السعودي، قال الشدوخي للسفير إنه يحملها من أمير تنظيم القاعدة في بلاد اليمن ناصر الوحيشي.

وقال اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، إن الخطوة الأهم التي يجب أن تتم هي مسألة التحقق من كون الدبلوماسي المختطف موجودا بالفعل لدى عناصر التنظيم باليمن أم لا، وأن عبد الله الخالدي لم يمس بسوء مع الحفاظ على استمرار سلامته، مؤكدا أن السعودية تعول على تعاون الشعب اليمني في تأدية دور مساند نحو تخليص الدبلوماسي السعودي المختطف منذ الثامن والعشرين من مارس (آذار) الماضي.

وأبلغ مصدر أمني «الشرق الأوسط» بأن «القاعدة» تنتهج طريقة الاختطاف في أدبياتها، وليس من المستغرب أن تعلن مسؤوليتها عن غياب عبد الله الخالدي، مؤكدا أن أساليب التنظيم محل رفض شديد من قبل المجتمع المسلم في السعودية وغيرها. وأفاد المصدر بأن السعودية تسلمت مشعل محمد رشيد الشدوخي ضمن الدفعات الأولى المفرج عنها من معتقل «غوانتانامو»، وخضع لبرنامج «المناصحة» وأطلق سراحه لكنه فر إلى اليمن بعد ذلك.

وشدد المصدر على أن برنامج «المناصحة»، الذي أخضعت فيه السعودية العائدين من غوانتانامو ومعتنقي الفكر المتشدد لدروس وبرامج دينية واجتماعية، يهدف إلى تهذيبهم وتهيئتهم نحو التفكير «الوسطي»، وليس بالضرورة أن «يستقيم» كل من خضع لبرامجه.

وكان المتحدث الأمني بوزارة الداخلية صرح أمس بأنه في إطار متابعة واهتمام الجهات المختصة بالمملكة بتطورات جريمة اختطاف نائب القنصل السعودي بمدينة عدن اليمنية عبد الله بن محمد الخالدي أثناء ممارسته مهامه الوظيفية في منح المواطنين اليمنيين تأشيرات دخول المملكة للحج والعمرة والعمل وزيارة الأهل والأقارب وغيرها، تلقت سفارة خادم الحرمين الشريفين في العاصمة اليمنية اتصالات هاتفية من مشعل محمد رشيد الشدوخي، أحد المطلوبين للجهات الأمنية والمعلن عن اسمه بتاريخ 1430/2/7هـ ضمن قائمة ضمت 85 مطلوبا، مفيدا بأنه يمثل «الفئة الضالة»، ويؤكد مسؤوليتهم عن اختطاف نائب القنصل السعودي بعدن، وأن لهم مطالب تتضمن تسليم عدد من السجناء إلى أعضاء التنظيم في اليمن.

وأورد المتحدث الأمني أنه ووفق ما ورد في الاتصالات المتعددة التي جرت معه، فقد جاءت المقاطع التالية:

الشدوخي: أنت قبل شوي اتصلت على جوال بخصوص عبد الله الخالدي صح؟

السفير: أي نعم.

الشدوخي: كيف حالك طيب؟

السفير: الحمد لله.. كيف ولدنا عندكم؟

الشدوخي: والله الرجال طيب ما به خلاف، الحمد لله صحته طيبة، أموره طيبة، وإن شاء الله الأمور طيبة، والجماعة عندهم بعض الكلام ودهم يوصلونه لكم.

السفير: وايش هوه الكلام؟

الشدوخي: يعني الكلام من التليفون ما يصلح، لكن نشوف الطريقة المناسبة، لكم شوفوا اللي تشوفوه مناسب، أرسل لنا واحد من عندكم سواء سعودي أو يمني أي شي تشوفه مناسب لك يا أبو فارس.

السفير: وين أرسله لك فيه؟

الشدوخي: أرسله عندنا إلى أبين، إلى جعار، أول ما يوصل بيتصل على هذا الرقم أو قبل ما يتحرك يتصل ويعطينا موعد أكيد انه بيوصل إن شاء الله نعطيه الكلام.

السفير: أنا ما اقدر أنت لا تعرفني وأنا لا أعرفك يعني لازم.

الشدوخي: خلاص ما فيه مشكله طبعا الآن جيتك في الكلام، أنا عندي بعض الأسئلة لكم لأنه طبعا هوه قال لي كلم الأخ على الحمدان صح؟

السفير: أي نعم معك.

الشدوخي: وقال كلم أبو فارس وأنا عندي بعض الأسئلة أريد أسألك عنها لأنه إحنا ما نريد أي طرف ثاني يدخل في الموضوع، ما نريد إلا الحكومة السعودية بس.

السفير: طيب قول لي ما تقدر توضح لي ذا الحين؟

الشدوخي: المطالب ما تصلح تعرف البلاد مخبوصة والكل يعني، والشباب هنا جربوا بعض القضايا زي كذا، والكلام بالتليفون ما يصلح، كأنك تبغي تأكد منه يعني بخير، وانه موجود عندنا ممكن أنا باحاول أخليك.

السفير: لا لازم أطمئن عليه إحنا قلقين عليه مرة.

الشدوخي: والله إنه طيب.

السفير: أنا ما أقدر أواصل إلا لحين أسمع صوت الرجال.

الشدوخي: أنا يعني واحد من عندكم أنا سعودي ما أنا بيمني.

السفير: انت سعودي؟

الشدوخي: أنا سعودي الدولة تعرفني، وأنا موجود في اليمن لي فترة، ممكن نتواصل إن شاء الله بعدين.. أنا طلب مني أن أوصل الرسالة، يحملني ابن البلد واعرف دولة أهلي ما يكون فيه وسيلة إن شاء الله بادرس بارتب مع الجماعة هنا وأقول لهم أبو فارس طلب يريد يطمئن فاشرحوا لي الطريقة المناسبة.. هل تسمحون لعبد الله يتصل، هل تشوف فيه رأي ثاني أيضا أنا عندي أسئلة أريد أطرحها عليك لكن إن شاء الله أنا أعدها وبيكون اتصال على هذا الرقم.

الشدوخي: الجماعة عندهم مطالب وبتوصلكم إن شاء الله، انت قول الجماعة قولهم يريدون كذا كذا.. أنا بالنسبة لي هم ما كلفوني بهذا الموضوع إلا الأمور طيبة تمام، أنا طلب مني اني أتكلم بوضوح أعرفكم منه أنا وباسمي، والدولة عارفة يعني.

السفير: ما دامت الدولة عارفة ما تعطيني اسمك.

الشدوخي: أنا اسمي مشعل محمد الشدوخي.

السفير: الشدوخي من القصيم.

الشدوخي: قصيمي يكلم قصيمي إن شاء الله خير.

السفير: لهجتك نسيت القصيمية.

الشدوخي: لا ما نسيتها لكن علشان نشأنا في اليمن وضاعت في بعض الكلام.

السفير: القصيمي عمره ما ينسى لهجته.

الشدوخي: أنا معك بريداوي اللي تبغي بس.

السفير: إيه واضح.

الشدوخي: أنا تواصلت مع الجماعة قالوا عادي تكلم معاه بالتليفون، انتو عندكم اعتراض على التليفون ولاّ عادي؟

السفير: لا ما فيه اعتراض تفضل.

الشدوخي: خلاص المطالب موجودة عندي.

السفير: تقولها لي؟

الشدوخي: معك قلم وورقة؟

السفير: طيب ايوه تفضل.

الشدوخي: عندك الطلب الأول إطلاق جميع المسجونات في السجون السعودية وتسليمهن لنا في اليمن.

السفير: وإذا ما يبغي يروحون لليمن إيش تسوي فيهن؟

الشدوخي: بعدين نتشاور لأنهم يقولون خذ المطالب.

السفير: تفضل الثاني.

الشدوخي: لا تستعجل الله يهديك.

السفير: بالله تفضل.

الشدوخي: وين وصلنا وتسلمهم لنا في اليمن، معي الأخت القصير ونجوى الصاعدي وأروى بغدادي وحنان سمكري ونجلاء الرومي وهيفاء الأحمدي الأسيرات في السجون السعودية.

السفير: طيب أيوه تفضل راح الصوت.

الشدوخي: المطلب الثاني إطلاق سراح جميع المعتقلين في سجون المباحث العامة.

السفير: طيب تفضل.

الشدوخي: وكذلك الذين تم اعتقالهم من دون توجيه أي تهم.

السفير: طيب.

الشدوخي: وعلى رأس هؤلاء جميعا هؤلاء الأسماء، الأول الشيخ فارس الزهراني والشيخ ناصر الفهد والشيخ عبد الكريم الحميد وعبد العزيز الطويلعي وسليمان العلوان ووليد السناني وعلي خضير ومحمد الصقعبي وخالد الراشد، ويكون تسليم المشايخ لنا في اليمن، هذا المطلب الثاني تمام المطلب الثالث.

السفير: الثالث هذا الرابع اللي تقوله ها الحين.

الشدوخي: خلاص عدوا لنا رابع تمام، إطلاق سراح جميع المعتقلين اليمنيين المسجونين عند المباحث العامة.

السفير: ما فيه هنا مباحث عامة.

الشدوخي: لا المباحث العامة دون استثناء تمام.

السفير: تمام.

الشدوخي: المطلب الخامس والأخير دفع فدية مالية سيتم الاتفاق عليها في ما بعد.. عموما أنا مجرد ناقل لرسالة فهمتني؟.. فيه ناس عندنا هنا والله العظيم من أول ما اختطف الخالدي وهم يقولون جهزوا السكين.

السفير: انتم ها الحين يا أخ مشعل بديتوا فينا؟

الشدوخي: أنا أقولك أمير التنظيم كلفني اني أتواصل معكم في هذا الكلام.

السفير: من هو أمير التنظيم؟

الشدوخي: ناصر الوحيشي، الدولة تعرفه، انت سفير السعودية لدى اليمن عارف ها الأشياء كلها.. ناصر الوحيشي وسعيد الشهري وقاسم الرومي كلهم تعرفهم الدولة، هذا الآن قنصل يختطف بكرة سفارة تنفجر بكرة أمير يقتل.

وأكد المتحدث الأمني على المواقف الثابتة للمملكة في رفض وإدانة مثل هذه الأعمال الإرهابية بكل أشكالها وصورها والتي ينكرها الشرع الحنيف وتأباها الشيم العربية، وهي ضرب من ضروب الفساد في الأرض، وحمّل من يقف وراء هذا العمل الإجرامي كامل المسؤولية عن سلامة عبد الله بن محمد الخالدي، وطالبهم بالرجوع عن غيهم والمبادرة بإخلاء سبيله، موضحا أن التنسيق جار مع «الأشقاء» في الجمهورية اليمنية لتحقيق ذلك.