هادي يصر على إقالة الأخ غير الشقيق لصالح.. والأخير يعتصم بقيادة الجوية

مصدر رسمي لـ«الشرق الأوسط»: معظم ألوية الجوية تؤيد قرار الرئيس.. واستمرار المعارك مع «القاعدة».. وقتلى وجرحى من الجيش

TT

ذكر مصدر رسمي يمني أن اللواء محمد صالح الأحمر، شقيق الرئيس اليمني السابق وقائد القوات الجوية والدفاع الجوي المقال، منع، أمس، أعضاء اللجنة العسكرية المكلفة إعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن، من دخول مقر قيادة القوات الجوية في قاعدة الديلمي. في حين نفى المصدر ذاته أن يكون الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد أرسل ببرقية تهنئة إلى الرئيس السوري، بشار الأسد، يهنئه فيها بعيد الجلاء، في وقت تشتد فيه حدة المواجهات بين عناصر أنصار الشريعة من جهة، والجيش اليمني والمسلحين المؤيدين له من جهة أخرى.

وذكر مصدر رسمي مسؤول، طلب عدم ذكر اسمه، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن أن اللواء محمد صالح الأحمر قائد القوات الجوية والدفاع الجوي الذي أقاله الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، «قد منع دخول أعضاء اللجنة العسكرية والأمنية لقاعدة الديلمي الجوية حيث مقر قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي، أمس»، وقال المصدر: «لا بد أن ينصاع محمد صالح الأحمر للقرار الرئاسي الذي لا رجعة فيه»، وأضاف: «على الرغم من تمترس الأحمر في قاعدة الديلمي الجوية قرب مطار صنعاء، فإن عددا كبيرا من ألوية القوات الجوية والدفاع الجوي أعلنت تأييدها لقرار الرئيس هادي وإدانتها لعدم التزام الأحمر بالقرار الرئاسي».

وذكرت مصادر يمنية أن أعضاء من اللجنة العسكرية توجهوا، أمس، إلى مقر قيادة القوات الجوية لإجراء عمليات التسليم والتسلم بين اللواء الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس السابق، واللواء طيار ركن راشد ناصر علي الجند، قائدا القوات الجوية والدفاع الجوي المعين من قبل الرئيس منصور هادي، حسب اتفاق جرى بين وزارة الدفاع واللواء الأحمر.

وكشفت مصادر عسكرية لموقع «مأرب برس»، القريب من المعارضة، أن محمد صالح الأحمر عاد إلى قاعدة الديلمي بعد أن غادرها، أمس، وكان رجوعه بأمر من الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، مصحوبا بحماية أمنية كبيرة من الحرس الجمهوري لتأمين دخول قاعدة الديلمي التي يقع فيها مقر قيادة القوات الجوية، وبخاصة بعد أن فرضت قوات العميد مجاهد الشدادي، قائد الشرطة الجوية المعين من قبل هادي، سيطرة شبة كاملة على كل المواقع التابعة للقوات الجوية وعلى كل الجهات الشمالية والغربية لقاعدة الديلمي، ولم يعد للمتمرد سوى المدخل الجنوبي من جهة خط المطار ومبنى مقر القيادات الجوية.

إلى ذلك، قتل 3 جنود وأصيب 5 آخرون بجروح، أمس، الثلاثاء، في انفجار سيارة مفخخة قادها انتحاري من «القاعدة» بالقرب من مدينة لودر في جنوب اليمن، حسب ما أفاد به مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال المصدر إن «سيارة مفخخة يقودها انتحاري من تنظيم القاعدة استهدفت نقطة تفتيش للجيش في عقبة ثرهة بين لودر ومحافظة البيضاء». وتقع النقطة على تل مرتفع يطل على القرى المجاورة. وذكر المصدر أن الانتحاري لقي مصرعه أيضا.

من جهته، أفاد مصدر عسكري آخر من اللواء 111 المتحصن في جنوب مدينة لودر، أن 10 جرحى من الجيش سقطوا «نتيجة 12 قذيفة هاون أطلقتها (القاعدة) من مناطق متفرقة إلى داخل مقر قيادة اللواء 111». وأفاد المصدر أن الجيش رد على مصادر النيران مشددا على أن «القاعدة»: «عجزت حتى الآن عن دخول لودر إلا أن عناصرها يتسللون ويشنون هجمات على المدينة». ويشن مسلحو «القاعدة» منذ أكثر من أسبوع هجمات على لودر، وهم يسيطرون على القرى المحيطة بها، إلا أنهم عجزوا عن السيطرة عليها وذلك خصوصا بسبب مقاومة مقاتلين مدنيين من أبناء المدينة مدعومين من الجيش. وأسفرت المعارك في لودر منذ أول من أمس، الاثنين، عن أكثر من 225 قتيلا. وتسيطر «القاعدة» على قطاعات واسعة من محافظة أبين ومحافظة شبوة المجاورة. وكان 5 من عناصر «القاعدة» قتلوا في غارة جوية أميركية على شبوة المجاورة، كما أكد، أمس، الثلاثاء، مسؤول محلي.

وقال هذا المسؤول إن الرجال الـ5 استهدفوا «بطائرة أميركية من دون طيار» مساء أول من أمس، الاثنين، في منطقة خرامة بين عزان والحوطة. وتشن غارات جوية تنسب إلى الولايات المتحدة باستمرار ضد أعضاء «القاعدة» في جنوب اليمن وشرقه. ولم تعترف واشنطن يوما بشن هذه الغارات، لكن وثائق دبلوماسية نشرها موقع «ويكيليكس» والصحف الأميركية تتحدث عنها. وكان موقع «26 سبتمبر» التابع لوزارة الدفاع اليمنية ذكر، الأحد الماضي، أن «3 من قيادات العناصر الإرهابية في تنظيم القاعدة قتلوا في غارة جوية نفذها الطيران اليمني مساء (السبت) واستهدفت سيارة للعناصر الإرهابية في مديرية الزاهر بمحافظة البيضاء».

بينما تواصلت المعارك بين مقاتلي «القاعدة» واللجان الشعبية والجيش في محافظة أبين، لليوم التاسع على التوالي، دون أن يتمكن الجيش من حسم المعارك وفرض سيطرته، في الوقت الذي بدأ فيه التنظيم محاولة نقل المعركة إلى خارج أبين، بالتزامن مع لجوئه إلى العمليات الانتحارية لمحاولة تخفيف حدة المعارك التي يواجها في لودر.

ومع استمرار القتال وصل العشرات من أبناء مديريات يافع إلى مديرية لودر للمشاركة في الحرب الدائرة بين الأهالي ومسلحي «القاعدة»، كما وصلت قافلة إغاثة من البيضاء دعما للنازحين واللجان الشعبية، وقالت وكالة «سبأ» إن القافلة تتكون من 15 سيارة محملة بالمواد الغذائية والطبية.