عريقات يسلم رسالة عباس لنتنياهو.. والأخير يعد بالرد خلال أسبوعين

بعد انسحاب فياض من رئاسة الوفد لأسباب لم يكشف عنها الفلسطينيون

TT

تأكدت الإشاعات التي ترددت في وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس، حول احتمال رفض رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ترأس الوفد الثلاثي المكلف بتسليم نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسالة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) التي طال انتظارها. واستقبل نتنياهو الوفد الفلسطيني برئاسة صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، وعضوية ماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، في وقت أبكر من الوقت المعلن عنه سابقا، وهو الساعة السابعة من مساء أمس في مقر رئاسة الوزراء الإسرائيلية في القدس الغربية، وتسلم منه الرسالة.

وقال عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح لـ«الشرق الأوسط» إن عريقات وفرج سلما الرسالة لنتنياهو. وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي وعد بالرد عليها في غضون أسبوعين.

ويعتبر هذا اللقاء الأعلى مستوى في اللقاءات الفلسطينية - الإسرائيلية منذ توقف المفاوضات في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2010.

وعلى الرغم من أن الجانب الفلسطيني لم يكشف عن أسباب رفض فياض في اللحظة الأخيرة، ترؤس الوفد الثلاثي الذي كان سيضم إضافة إلى عريقات، ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية أبرزت عددا من الأسباب، أهمها أن تسليم الرسالة يتصادف مع يوم الأسير الفلسطيني، حيث خرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة للتضامن معهم، كما يتصادف مع إعلان أكثر من 1500 أسير إضرابهم المفتوح عن الطعام، وكذلك مع الذكرى الـ25 لاغتيال إسرائيل للرجل الثاني في منظمة التحرير خليل الوزير (أبو جهاد) في تونس، وكذلك في الذكرى الثامنة لاغتيال زعيم حركة حماس عبد العزيز الرنتيسي في غزة.

وظلت قضية ترؤس فياض للوفد محط تكهنات لم يعرف بها أحد حتى إن عريقا شخصيا لم يكن يعرف ما يدور في خلد فياض حتى قبل ساعات من الاجتماعات، وعندما توجهت «الشرق الأوسط» إليه بالسؤال قال: «لا أعرف.. لم أبلغ بشيء». وأضاف: «حاولت الاتصال بالدكتور سلام لأنه كما يبدو كان مشغولا باجتماعات الحكومة».

ورفض الكشف عن موقف فياض حتى أكبر المساعدين له الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يعرف شيئا عن هذه القضية»، مؤكدا أنه لم يتدخل بها منذ البداية، ولم يتابعها، كما لم يبحثها مع رئيس الوزراء.

وعبر مسؤول فلسطيني، طلب عدم ذكر اسمه، عن سعادته لعدم ترؤس فياض للوفد، وقال المسؤول: «في الأساس لم يكن هناك داع لوفد ثلاثي لكي يسلم الرسالة، وثانيا الرسالة فقدت معناها وأهميتها وقيمتها عندما أعلن وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي عن أن الأميركيين اطلعوا على الرسالة».

وبدأت الإشاعات على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي الذي قال لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن اجتماع فياض - نتنياهو قد يلغى. وأضاف: «إن فياض ليس معنيا بلقاء نتنياهو بسبب الاختلافات في الرأي حول القضايا الداخلية الفلسطينية».

وعزز من كلام باراك ما نسبته صحيفة «هآرتس» من تأكيد عن دبلوماسي أوروبي ومسؤولين إسرائيليين، أن فياض ضد تسليم الرسالة إلى نتنياهو، وأنه لا يريد ترؤس الوفد، لأنه يرى فيه مطبا سياسيا في مثل هذا اليوم الذي يشهد تحركا فلسطينيا جماهيريا دعما للأسير الفلسطيني، وخاصة بعدما استبق نتنياهو استقبال الوفد بالتأكيد على عزمه إعطاء شرعية الحكومة لثلاث بؤر استيطانية.

وليس معروفا بعد ما إذا كان رفض فياض سيؤثر سلبا على علاقته بالرئيس عباس الذي ظل متمسكا به كرئيس للوزراء على الرغم من معارضة حركة حماس القوية له.