أسانج يطلق برنامجه التفلزيوني بلقاء «روسي» مع نصر الله

أمين عام حزب الله قال إنه اتصل بالمعارضة السورية لكنها رفضت الحوار

TT

بعد غيابهما عن الانظار منذ فترة، ظهر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ومؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان اسانج أمس في مقابلة تلفزيونية مفاجئة، اذ استضاف اسانج نصر الله، عبر دائرة تلفزيونية، في اول حوار لبرنامجه التلفزيوني الجديد، على قناة «آر تي» الروسية باللغة الانجليزية.

وكانت استضافة اسانج لامين عام «حزب الله» بمثابة الخبر الصادر عن اللقاء الذي بث امس ونقل مباشرة على موقع القناة الالكتروني. وأعلنت قناة «آر تي» الناطقة بالإنجليزية والعربية والإسبانية، تعاونها مع أسانج الذي نشر على موقعه «ويكيليكس» آلاف البرقيات الدبلوماسية الأميركية تحت شعار حرية الإعلام. وتوقعت رئيسة تحرير «آر تي» مرغريتا سيمونيان أن تثير هذه المقابلة جدلا كبيرا! وهي الأولى في سلسلة من 12 مقابلة. وقالت سيمونيان عبر موقع «تويتر» إن «كثيرين سيبدون استياء كبيرا», وذلك قبل بدء بث المقابلة والتي أجريت عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة في بريطانيا، حيث يخضع الأسترالي أسانج للإقامة الجبرية في إطار اتهامه بقضية اغتصاب. وبدوره اعتبر أسانج أنه سيعامل «كمقاتل عدو وخائن يرتمي في أحضان الكرملين ويجري مقابلات مع متطرفين».

وشكلت المقابلة مع حسن نصر الله فرصة للأمين العام للتنظيم الشيعي اللبناني لتكرار دعمه للنظام السوري الذي يقمع منذ أكثر من عام حركة مناهضة له، ولاتهام المعارضة السورية برفض الحوار.

وردا على سؤال عن الوضع في سوريا قال نصر الله إن حزبه سعى إلى تشجيع الحوار، وقال: «لقد اتصلنا بالمعارضة لتشجيعها ولتسهيل الحوار مع النظام لكنها رفضت الحوار».

وأضاف: «منذ البداية كنا نتعامل مع نظام على استعداد لإجراء إصلاحات ومستعد للحوار. من جهة أخرى هناك معارضة ليست مستعدة للحوار وليست مستعدة لقبول الإصلاحات. كل ما تريده هو إسقاط النظام. وهذه مشكلة».

ويتقاطع موقف نصر الله مع موقف موسكو التي عطلت صدور قرارين دوليين يدينان دمشق.

وقالت آنا كاتشاكاييفا المتخصصة في شؤون الإعلام في إذاعة «سفوبودا» الروسية، التي يمولها الكونغرس الأميركي: «من زاوية التسويق والعلاقات العامة فإنها خطوة موفقة» لقناة «آر تي» وأسانج. وأضافت أن «القناة جذبت الأنظار إليها وأجبرت وسائل الإعلام الدولية على التحدث عنها». و«آر تي» التي كانت تسمى أصلا «روسيا توداي» تابعة للدولة الروسية ولم تتمكن من فرض حضورها حتى الآن على الساحة الإعلامية الدولية. ورأت ماريا ليبمان من مركز كارنيغي في موسكو أن المقابلات التي يجريها أسانج تعزز انتشار القناة وتخدم المصالح الروسية. وقالت: «أسانج يكره الولايات المتحدة على غرار الأمين العام لحزب الله. والموقف الرسمي الروسي حيال الأميركيين يتخذ طابعا مزدوجا: فمن جهة (هناك سعي) لإحياء العلاقات، ومن جهة أخرى هناك دعاية مناهضة للأميركيين».

لكن ليبمان شككت في فاعلية هذه الاستراتيجية على المدى الطويل، وأضافت في هذا السياق: «إذا كان الهدف منافسة (بي بي سي) و(الجزيرة) و(سي إن إن) فإن الأمر لن ينجح.. اللجوء إلى الفضائح لا ينسجم مع السعي إلى استقطاب مشاهدين على الصعيد الدولي».

من جهته أكد أسانج أنه لا يستطيع العمل لمصلحة وسيلة إعلام غربية، كون الولايات المتحدة هدفه الأول. وقال: «نخوض مواجهة مع وزارة العدل الأميركية (...) نحتاج إلى وسيلة إعلام شريكة يمكنها التعبير عن رأيها». وأضاف: «لو نشر (ويكيليكس) أمورا كثيرة عن روسيا لكان الوضع مختلفا، ولكن حتى الآن فإن مواجهتنا الكبرى هي مع الغرب». كذلك اتهم وسائل الإعلام الأميركية بأنها «عاجزة عن انتقاد التجاوزات التي ترتكبها القوة العسكرية الأميركية»، كما اتهم «بي بي سي» بأنها تناصبه «العداء».

وكان مؤسس موقع «ويكيليكس» حظي في ديسمبر (كانون الأول) 2010 بدعم رئيس الوزراء الروسي آنذاك فلاديمير بوتين، الذي تساءل: «لماذا سجن أسانج؟ هل هكذا تكون الديمقراطية؟».

وعكست المقابلة موقف حزب الله وروسيا في ان واحد من الاوضاع في روسيا. وقال نصر الله أنه «شخصيا وجد عند الرئيس الأسد استعدادا كبيرا للقيام بإصلاحات جذرية ومهمة». وقال نصر الله: «في الأساس نحن لا نتدخل في شؤون الدول العربية، وهذه كانت دائما سياستنا. نحن منذ بداية الأحداث في سوريا كانت لنا اتصالات دائمة مع القيادة السورية وتحدثنا كأصدقاء ننصح بعضنا بعضا عن أهمية إجراء إصلاحات».

ولدى سؤال قوى المعارضة السورية عن تفاصيل الاتصالات التي كشف عنها نصر الله، قال عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري أحمد رمضان إنه «لربما يحاول حزب الله القيام باتصالات مماثلة، لكنه مطالب وقبل أي شيء بإعادة النظر بمواقفه المساندة للنظام السوري قبل الحديث عن أي اتصالات سياسية معنا». وقال رمضان لـ«الشرق الأوسط»: «على حزب الله قبل أن يجري أي اتصال أو حوار معنا أن يحدد موقفا سياسيا جديدا مساندا للشعب السوري، يخدم مفهوم المقاومة ولا يضرب به عرض الحائط».

بدورها، نفت هيئة التنسيق الوطنية حصول أي اتصال رسمي بين حزب الله وقيادتها، وقال ماجد حبو عضو المكتب التنفيذي في الهيئة لـ«الشرق الأوسط»: «قد تكون الاتصالات الحاصلة اتصالات حاصلة على مستوى شخصي، ولكن لا شيء رسميا في هذا الإطار، علما بأن الحوار أمر قائم حاليا في سوريا من خلال تجاوبنا مع خطة المبعوث الدولي كوفي أنان».