قال محامي عائلة زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن أمس إنه سوف يتم ترحيل أرامله وأبنائه من باكستان، وذلك بعد 11 شهرا من مقتله في مداهمة للقوات الأميركية. ومن المقرر أن تغادر أسرة بن لادن باكستان في غضون 48 ساعة، بحسب ما ذكره محامي الأسرة الباكستاني، محمد أمير، لـ«الشرق الأوسط» في مكالمة هاتفية من إسلام آباد. وقال في تصريحه «من المرجح أن يتم ترحيل الأسرة إلى المملكة العربية السعودية». فيما قال مسؤولون في الحكومة الباكستانية لـ«الشرق الأوسط» إنه سوف يتم ترحيل أسرة أرامل بن لادن المحتجزة من باكستان خلال 48 ساعة.
وقال محمد أمير خليل، محامي عائلة بن لادن، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «سوف يتم استكمال مدة حكم السجن بحق ثلاث من الأرامل وابنتين لابن لادن بسبب الدخول غير المشروع للبلاد، حسبما يُزعَم، مساء أمس، ثم سيتم ترحيلهن كما أمرت المحكمة إلى بلادهن».
وأوضح محامي أرامل بن لادن، وهن سعوديتان ويمنية، أنهن سيغادرن باكستان إلى السعودية مع أبنائهن الموجودين معهن. وأضاف «سيغادرون منتصف الليل، وسيتوجهون جميعا على الأرجح إلى السعودية، ويمكن لآمال (اليمنية) التوجه مع أبنائها بعد ذلك إلى اليمن». وأكد مسؤول أمني باكستاني طالبا عدم كشف هويته أنه «سيتم إبعاد عائلة بن لادن نحو منتصف الليل، وستتوجه إلى السعودية على الأرجح».
وكان حكم صدر على زوجات بن لادن بالحبس بتهمة دخول باكستان بطريقة غير مشروعة، وتنتهي عقوبتهن مساء أمس.
من جهته، قال السفير السعودي في إسلام آباد عبد العزيز الغدير، لـ«الشرق الأوسط»، إنه وحتى بعد مضي يوم على انتهاء محكومية أرامل بن لادن فإنه لم يتقدم إلى السفارة أي من ذويهن لطلب استخراج أي أوراق تمهيدا لترحيلهن. وقال إن أبواب القنصليات والسفارات السعودية مفتوحة جميعها لكل السعوديين من دون أي استثناء، مؤكدا أن لدى السفارة محامين مختصين لمتابعة الشؤون القانونية للرعايا السعوديين، إلا أنه وحتى اللحظة لم يتقدم أي من ذوي أرملتي بن لادن السعوديتين للسفارة السعودية لحل إشكالية الأوراق الثبوتية. وشدد الغدير على أنه في حال قدوم أي من ذوي أرملتي بن لادن السعوديتين فإن السفارة ستعتمد على دراسة الأوراق اللازمة واتخاذ القرار في وقته، مضيفا «نحن في انتظار تقديم الأوراق الخاصة والتي تثبت هويتهما من قبل ذويهما».
ونوه السفير السعودي في إسلام آباد ببذل السفارة السعودية لدى باكستان كل الجهد لخدمة الرعايا السعوديين أينما حلوا، استجابة للتوجيهات الملكية بضرورة متابعة شؤون الرعايا السعوديين بالخارج. وبين أنه في حال حصول أي مستجدات بشأن تحديد وجهة ترحيل أرملتي بن لادن السعوديتين وأبنائهما ستعمد السفارة إلى إصدار بيان صحافي بهذا الشأن.
إلى ذلك، أوضح عبده عبد الرحمن، السفير اليمني في إسلام آباد، أن أرملة بن لادن اليمنية وأبناءها في انتظار انتهاء الإجراءات الروتينية من قبل الأجهزة الأمنية استعدادا لترحيلهم، مضيفا أن مسألة ذهابهم إلى اليمن عقب انتهاء محكوميتهم قد تستغرق ما يقرب من ثلاثة أيام.
وقد حكم على الخمسة في الثاني من أبريل (نيسان) الحالي بالسجن لمدة 45 يوما، لكن جرى حساب الـ31 يوما التي قضوها في السجن خلال المحاكمة. وقال خليل إنه سوف يتم ترحيلهم على الأرجح غدا الأربعاء. كما سيتم ترحيل خمسة أطفال من أصغر زوجات بن لادن، اليمنية الجنسية، وطفلين من الزوجتين السعوديتين، واثنين من أحفاده.
واحتجزت القوات الباكستانية العائلة في مايو (أيار) الماضي بعد مقتل بن لادن في أبوت آباد الواقعة على بعد نحو 61 كم شمال شرقي العاصمة إسلام آباد. ومكث المحتجزون في مواقع لم يكشف عنها وتم استجوابهم. وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن زوجته اليمنية أمل السادة روت تفاصيل عن الفترة التي أمضوها في باكستان بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001. وقالت إنهم غيروا المنزل خمس مرات على الأقل قبل الانتقال أخيرا إلى المقر المحاط بجدران عالية في أبوت آباد. كما وضعت أربعة أطفال خلال رحلة الفرار مع زوجها. أما السعوديتان فقد حددت هويتهما بأم حمزة وأم خالد، وتردد أنهما لم تكونا متعاونتين خلال التحقيقات.