أميركا وحلفاؤها يدرسون «كل الخيارات» إزاء كوريا الشمالية

الأمم المتحدة تعزز عقوباتها ضد بيونغ يانغ بعد تجربتها الصاروخية الفاشلة

TT

عزز مجلس الأمن الدولي، مساء أول من أمس، العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية بعد عملية إطلاق الصاروخ الفاشلة التي قامت بها، وحذر سلطات هذا البلد من إجراءات جديدة إذا قام بتجربة نووية. وبُعيد صدور القرار، صرح قائد القيادة الأميركية في المحيط الهادي، أن الولايات المتحدة وحلفاءها يدرسون «كل الخيارات» في حال حدوث «أعمال استفزازية» جديدة من قبل كوريا الشمالية.

وقالت الدول الـ15 الأعضاء في المجلس، ومن ضمنها حليفتها القريبة الصين، وباكستان التي تمتلك سلاحا نوويا، في بيان إنها «تدين بقوة» إطلاق الصاروخ، معبرة عن «قلقها الخطير على الأمن» في آسيا.

من جهتها، نقلت وسائل الإعلام اليابانية، أمس، عن مصادر دبلوماسية، أن كوريا الشمالية حذرت من أنها لن تقبل مجيء مفتشين تابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وكانت بيونغ يانغ وافقت مبدئيا في 29 فبراير (شباط) الماضي على عودة هؤلاء المفتشين في إطار اتفاق مع الولايات المتحدة ينص على تقديم مساعدة غذائية أميركية مقابل وقف إطلاق الصواريخ بعيدة المدى والتجارب النووية ونشاطات تخصيب اليورانيوم.

وبعد أن ذكر مجلس الأمن بالعقوبات التي أقرت في 2006 و2009، قال إنه قرر إجراء تعديل على الإجراءات الواردة في هذين القرارين، وطلب من لجنة العقوبات في الأمم المتحدة استكمال لائحة الأشخاص والكيانات المشمولة بهذه العقوبات. وتقرر أن تسلم لجنة العقوبات مجلس الأمن اللائحة الجديدة خلال أسبوعين.

ولم تدلِ البعثة الكورية الشمالية في الأمم المتحدة بأي تعليق على هذه العقوبات. وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، إن لجنة العقوبات ستعد لائحة تتضمن «تكنولوجيا حساسة» سيمنع نقلها من وإلى كوريا الشمالية. وأضافت رايس للصحافيين أن الولايات المتحدة تعد «حزمة جديدة من الأسماء» ستقدم إلى اللجنة وستتضمن أسماء شركات مرتبطة بالبرنامجين النووي والباليستي لكوريا الشمالية.

وفي سيول، قال الأميرال صموئيل لوكلير، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) أمس: «سنعمل بشكل وثيق جدا مع شركائنا في هذه المنطقة لمراقبة الوضع في كوريا الشمالية من أجل تجنب استفزازات أخرى». وردا على سؤال حول احتمال توجيه ضربات عسكرية لمواقع تجارب نووية أو قواعد إطلاق صواريخ في كوريا الشمالية، قال «ندرس كل الخيارات». وبعيد صدور القرار، قالت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، إن الصين ودولا كبرى أخرى ستدعم «إجراءات أخرى» ضد كوريا الشمالية في حال قامت بعمل استفزازي جديد. وقالت كلينتون للصحافيين خلال زيارة لبرازيليا «نحن جميعا متفقون بمن فينا الصين، على أنه ستكون هناك إجراءات أخرى في حال واصل الكوريون الشماليون أعمالهم الاستفزازية».

وأطلقت بيونغ يانغ يوم الجمعة الماضي صاروخا، قالت إنه سيضع على المدار قمرا صناعيا للمراقبة المدنية الأرضية، لكن الولايات المتحدة اعتبرته تجربة صاروخ باليستي طويل المدى. وكان مجلس الأمن أصدر، الجمعة، إعلانا آخر اكتفى بالإعراب عن «الأسف» لإطلاق الصاروخ الكوري الشمالي من دون الإشارة إلى العقوبات. وفرضت الأمم المتحدة عقوبات على كوريا الشمالية بعد تجربتين نوويتين عامي 2006 و2009.