سفاح النرويج: مستعد لتكرار المذبحة.. وتصرفت دفاعا عن النفس

هاجم المهاجرين المسلمين.. وقال إنه نفذ «عملا وحشيا صغيرا لتجنب عمل وحشي أكبر»

TT

طلب اليميني المتطرف أندرس بيرينغ بريفيك الذي قتل 77 شخصا الصيف الماضي في النرويج، الإفراج عنه، مؤكدا أنه قام بهذا العمل «دفاعا عن النفس»، وأنه يمكن أن يكرر فعلته هذه. وكان محاميه غير ليبشتاد حذر من أنه لن يكون من السهل الاستماع إلى شهادة موكله. وقد سمح لبريفيك بقراءة بيان، بعد أن تعهد بتخفيف لهجته، إلا أن القاضية فنشه إليزابيث ارنتزن التي تترأس المحاكمة، قامت بمقاطعته عدة مرات لتذكيره بتعهده. وقال بريفيك في اليوم الثاني من محاكمته أمس: «نعم سأفعلها من جديد». ثم قال إنه «نفذ عملية هي الأكبر لقومي متشدد في هذا القرن». وتابع أن «تنفيذ عمل وحشي صغير ضروري لتجنب عمل وحشي أكبر بكثير»، في محاولة لتبرير فعلته قبل أن يطلب الاستراحة. وقال «إن الأشخاص الذين يصفونني بالشيطاني يخلطون بين ما هو شيطاني وما هو عنيف»، مشددا على أن «سجنه لبقية حياته أو الموت كشهيد فداء لشعبه هو شرف عظيم. إنه واجب». وتابع بريفيك: «الشيطانيون هم الديمقراطيون الاشتراكيون والماركسيون المثقفون الذين يريدون تحويل بلدهم إلى مجتمع متعدد الثقافات دون استشارة الشعب». وباستخدامه صفة «نحن» للإيحاء بأنه يمثل حركة أكبر، هاجم وسائل الإعلام متهما إياها مع الديمقراطيات الأوروبية بممارسة التضليل تجاه قضيته. وتساءل بريفيك: «أين الديمقراطية في عدم استشارة الشعب النرويجي عبر استفتاء لمعرفة ما إذا كان قادرا على استيعاب هذا الكم من الأجانب، إلى حد أصبح فيه أقلية داخل بلده». وقال هذا وسط امتعاض ذوي الضحايا والناجين الذين حضروا جلسة المحاكمة. وأعلن بريفيك أثناء حديثه عن تدمير المجتمع النرويجي: «كل ما سيتبقى لنا هو السوشي والشاشات المسطحة».

وطالبته القاضية بريفيك باختصار بيانه بينما الأخير طالب بمنحه ساعة واحدة لشرح فعلته بدلا من خمسة أيام مقررة لذلك. وتابع بريفيك ناسبا إلى المهاجرين المسلمين أعمال الاغتصاب والاعتداء «بحق إخوانه وأخواته النرويجيين»، معتبرا أن المسلمين «يحتقرون» الثقافة النرويجية. وقال بريفيك إن «أنهار دماء تسبب بها المسلمون» تسيل الآن في مدن أوروبية كمدريد ولندن وخاصة تولوز.

وفي اليوم الثاني من محاكمته، أمس، طردت محكمة أوسلو أحد خمسة قضاة يفترض أن يحاكموا بريفيك بعد تعليقات أدلى بها تثير شكوكا حول موضوعيته. وكان توماس ايندربو كتب بعيد وقوع الهجمات على الإنترنت أن «عقوبة الإعدام هي الحل العادل الوحيد في هذه القضية». وايندربو الذي يعمل عامل استقبال، اختير قاضيا من قبل المجتمع المدني وفق آلية القضاء الشعبي المطبقة في النرويج. وشرحت القاضية ارنتزن أنه على الرغم من أن القضاء النرويجي لا يسمح بالإعدام، فإن أقوال وايندربو «تضعف الثقة» في حكمه. وعند دخوله القاعة أدى بريفيك مجددا تحية اليمين المتطرف بعد فك قيوده في حركة تجسد بحسب بريفيك «القوة والشرف والتحدي بوجه الطغاة الماركسيين في أوروبا».

وكانت المحاكمة انطلقت أول من أمس بتلاوة الاتهام وتسمية الضحايا الـ77 الواحد تلو الآخر والطريقة التي قتلوا بها وسرد ماضي المتهم. ولم يسمح لبريفيك بالكلام إلا نادرا خلال اليوم الأول للمحاكمة إما للطعن في المحاكمة أو للدفع ببراءته. وكان بريفيك أقدم في 22 يوليو (تموز) الماضي على قتل ثمانية أشخاص في تفجير قنبلة في وسط أوسلو قبل أن يتنكر بزي شرطي ويقتل 69 شخصا في جزيرة اوتويا، غالبيتهم من المراهقين المنتمين لحركة شبابية تابعة لحزب العمال.