إحياء ذكرى أول اعتصام سوري في «ساحة الساعة»

أبناء حمص قالوا إنهم بانتظار «اللقاء» بعد إسقاط النظام

TT

في الذكرى الأولى لـ«مظاهرة ساحة الساعة» في مدينة حمص، في 18 أبريل (نيسان) الماضي، والتي تحولت إلى أول اعتصام مفتوح في المدن السورية، قبل أن تفضها بالقوة قوات الأمن السورية، لا تزال أحداث هذا اليوم ماثلة أمام عيون الشباب السوريين، لا سيما ممن كانوا من أبطالها على أرض الثورة ولا يزالون ينتظرون اليوم الذي سيتكرر فيه هذا المشهد، على أمل أن يكون للتعبير عن فرحة الانتصار بعد إسقاط النظام. وعلى المواقع الإلكترونية، انتشرت دعوات بالداخل والخارج لإحياء الذكرى الأولى لـ«مظاهرة واعتصام ساحة الساعة»، والتي شهدت تجمع نحو 100 ألف من أبناء حمص للمرة الأولى ضد النظام السوري. ويقول سليم قباني، عضو لجان التنسيق المحلية في مدينة حمص، الذي كان من ضمن المشاركين في هذه المظاهرة، لـ«الشرق الأوسط»: «كانت المظاهرة الثانية التي تشهد عليها ساحة الساعة، بعد الأولى التي نظمت في 25 مارس (آذار) 2011، وكان لهذا اليوم الذي وصل عدد المشاركين فيه إلى 250 ألف شخص، الوقع الأكبر في مسيرة الثورة السورية في حمص، إذ شكّل المحرك الأساسي لأبناء حمص على اختلاف طوائفهم، ومن ضمنهم العلويون».

ويضيف «بداية التحرك كانت بهدف تشييع ضحايا المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام قبل يوم واحد في حي بابا السباع في حمص، وذلك بمشاركة شيوخ ونساء وحقوقيين، ورويدا رويدا بدأ العدد يتزايد إلى أن وصل إلى 100 ألف، وبعد دفن القتلى قررنا العودة إلى (ساحة الساعة) لتنظيم الاعتصام، الأمر الذي وسّع أيضا دائرة المشاركة من الأهالي وبدأوا في التوافد من كل أحياء حمص. عندها لم يكن أمام قوات النظام لمواجهتنا إلا الرصاص الذي لم نكن ندرك من أي جهة يأتي. فتحوا علينا النار من كل الجهات، وارتكبوا مجزرة بحقنا سقط فيها عشرات من الجرحى والقتلى، حتى الآن لا نعرف عددهم بالتحديد. وكان رجال الأمن والشبيحة يلاحقون المتظاهرين وحتى الجرحى منهم إلى المنازل ويعتقلونهم، وهذا ما جعل عدد المعتصمين الصامدين يتقلص إلى حدود الـ5000 شخص. وهنا تدخل رجال الدين وعدد من وجهاء المنطقة لإقناعنا بفض الاعتصام، مؤكدين أن قوات الأمن سترتكب مجزرة إذا استمر التجمع، ونفذوا تهديدهم للمرة الثانية وقتلوا عددا كبيرا من المشاركين بعدما حاصرونا من 3 محاور، إلى أن استطاع الآخرون الهروب والابتعاد عن (ساحة الساعة) التي لم نتمكن من الوصول إليها منذ ذلك الحين، نظرا للإجراءات الأمنية المشددة التي تقوم بها قوات النظام وتمنع المتظاهرين من الوصول إليها».

ويعتبر سليم أن الهدف من هذا المنع هو الخوف من تكرار هذه المظاهرة في هذه الساحة بالتحديد وفي الساحات الكبيرة المماثلة، التي تتسع لأكثر من 500 ألف شخص، لا سيما أن من شأن المظاهرات المتكررة فيها أن تعطي الزخم الثوري للتحركات في المدينة، كما أسهمت مظاهرة 18 أبريل 2011 في تغيير معادلة «الموقف الرمادي» لعدد كبير من أبناء حمص الذين تحولوا إلى معارضين للنظام.