بارزاني يصل إلى تركيا.. والمالكي يتوجه لإيران الأحد

مقرب من رئيس الحكومة العراقية لـ «الشرق الأوسط»: الزيارة هدفها اقتصادي

TT

كشف القيادي في دولة القانون سعد المطلبي أن «الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء نوري المالكي إلى طهران الأسبوع المقبل كانت مقررة قبل زيارته إلى الكويت لكن تم تأجيلها بسبب انشغال العراق بالإعداد للقمة العربية التي كانت هناك مؤشرات على عدم انعقادها برغم التحضيرات». وأضاف المطلبي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمس أن «المالكي حين قام بزيارة إلى الكويت قبل القمة فللأهمية التي كانت تنطوي عليها تلك الزيارة على صعيد العلاقات العراقية ـ الكويتية وقد أدت بالفعل نتائجها الإيجابية من خلال الحضور الكويتي المثمر في القمة».

أما على صعيد الزيارة التي يزمع المالكي القيام بها إلى إيران فقال المطلبي إن «زيارة المالكي إلى إيران ليست سياسية في المقام الأول بقدر ما هي تجارية وعلمية وهو ما سوف نلاحظه عبر تشكيلة الوفد الذي سيرافقه»، مشيرا إلى أن «هناك الكثير من القضايا سيتم بحثها مع الإيرانيين ومنها مثلا قضية شراء الدولار من الأسواق العراقية من قبل الإيرانيين وكذلك مسألة 5+1»، مشيرا إلى أن «المالكي سوف يحث الإيرانيين على أن يتعاطوا بشكل إيجابي مع المجتمع الدولي». وبشأن ما إذا كانت الزيارة لها علاقة بالزيارة التي قام بها إلى إيران رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني قال المطلبي إن «هناك معلومات مؤكدة ومن قبل أكراد أن السيد البارزاني أثار قضية رئاسة الوزراء العراقية مع الجانب الإيراني ولكن الإيرانيين عبروا عن استغرابهم حيث أبلغوا البارزاني أن هذا الموضوع لا يعنيهم وأن بإمكان نيجيرفان بارزاني بحث هذا الأمر مباشرة مع المالكي دون تدخل طرف آخر». وأوضح أنه «حين التقى بارزاني السيد مقتدى الصدر في إيران فإنه ـ البارزاني ـ لم يتطرق على الإطلاق مع الصدر بشأن المالكي لا من قريب ولا من بعيد».

وكان المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي علي الموسوي أعلن أن المالكي سيزور طهران الأحد على رأس وفد وزاري رفيع المستوى حيث سيناقش أبرز القضايا، الكهرباء والطاقة والمياه».

وفي وقت يزور فيه المالكي إيران فقد وصل الزعيم الكردي العراقي مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق إلى تركيا أمس لبحث ملفي الصراع مع حزب العمال الكردستاني التركي والتوتر السياسي في العراق مع المسؤولين الأتراك، على ما أعلن مصدر رسمي تركي الأربعاء. ويستقبل الرئيس عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بارزاني الذي يلتقي وزير الخارجية أحمد داود أوغلو بحسب بيان لمكتب الأخير. وأضاف البيان أن رئيس إقليم كردستان العراق سيبحث مع المسؤولين الأتراك بشكل خاص العلاقات الثنائية ومكافحة الإرهاب. وتطلب تركيا منذ فترة طويلة دعما أكبر من إدارة بارزاني والبيشمركة في مواجهة متمردي حزب العمال الكردستاني المتحصنين في الجبال العراقية. وتأتي زيارة الزعيم الكردي العراقي في فترة خلاف في العراق تفاقمت بصدور مذكرة توقيف في ديسمبر (كانون الأول) بحق نائب الرئيس طارق الهاشمي على خلفية اتهامات تتعلق بالإرهاب. والهاشمي موجود حاليا في إسطنبول بعد أن لجأ إلى كردستان العراق وزارا دولا خليجية. واستقبلته حكومة أردوغان بالترحاب حيث اتهم رئيس الوزراء نظيره العراقي نوري المالكي الشيعي بالاستئثار بالسلطة والاستبداد. واتهم نائب الرئيس العراقي في مقابلة مع صحيفة «حرييت ديلي نيوز» الناطقة بالإنجليزية الأربعاء حكومة المالكي بأنها «فاسدة وظالمة». وقال: إن «الأزمة (السياسية) التي أثارها المالكي تضع بلادي على مفترق طرق».

وتأتي زيارة المالكي لطهران في وقت يشهد العراق أزمة سياسية منذ انسحاب القوات الأميركية نهاية العام الماضي، بينما تتواصل أعمال العنف التي حصدت عشرات الآلاف منذ 2003 رغم انخفاض معدلاتها. كما تأتي الزيارة في وقت تعيش المنطقة توترا على خلفية الموقف من الأزمة في سوريا، حيث تتواصل حركة احتجاجية تتعرض للقمع من جانب النظام، وتتبنى طهران وبغداد موقفا متقاربا حيالها. وكان المالكي، الذي تحظى حكومته بدعم كل من طهران وواشنطن، زار العاصمة الإيرانية في أكتوبر (تشرين الأول) 2010 بهدف كسب التأييد لترشحه على رأس حكومة جديدة في العراق.