مطالبة عربية بطرد القوات الكردية من كركوك إثر مقتل شاب عربي

قائد شرطة المدينة لـ «الشرق الأوسط»: نبذل قصارى جهدنا لتوفير الأمن للجميع

TT

بينما شيع المئات من العرب في كركوك شمال العراق أمس شابا اختطف ثم قتل، وسط اتهامات للقوات الكردية بالتورط في الجريمة، مطالبين بطرد هذه القوات من المحافظة المتنازع عليها، نفى قائد شرطة كركوك اللواء جمال طاهر هذه الاتهامات، وقال: «إن هذه الاتهامات لا مبرر لها».

وتسبب خطف ومقتل شخص من القومية العربية في كركوك بتصدع علاقاتهم مع الأكراد الذين يمسكون كلية بالملف الأمني في المحافظة، وتظاهروا أمس أمام مبنى المحافظة أثناء تشييع القتيل للتعبير عن غضبهم على سلطات الأمن الكردية التي اتهموها بالوقوف وراء الحادث، وحمل المشيعون، وعددهم نحو 500، نعش وصور الضحية نافع عبد الله أحمد العزي (27 عاما)، الأب لثلاثة أطفال والذي يعمل بائعا لأكياس النايلون، بحسب ما أفاد به مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.

وسار المشيعون من منطقة العروبة في شرق المدينة إلى وسطها حيث تجمعوا لبعض الوقت أمام مبنى المحافظة، قبل أن يتوجهوا في سياراتهم نحو مقبرة تبعد نحو 30 كلم جنوب المدينة حيث ووري الضحية الثرى.

وكان العزي اختطف من قبل مجهولين من منزله مساء الاثنين قبل أن يتم العثور على جثته أول من أمس، وسط اتهامات لقوات الأمن الكردية المسماة بالأسايش بالتورط في الجريمة. وهتف المشيعون لدى مرورهم أمام مبنى محافظة كركوك وسط المدينة (240 كلم شمال بغداد): «يا مالكي اخرج الأسايش من كركوك»، في إشارة إلى رئيس الوزراء نوري المالكي.

وقال النائب عن عرب كركوك عمر الجبوري في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية إن «عصابات الأسايش التابعة للأحزاب الكردية ارتكبت واحدة من أبشع جرائمها المتكررة في كركوك».

وأضاف أن «تلك العصابات عاجزة عن تنفيذ الأحلام المريضة لقادتها بسلخ كركوك عن الوطن وتجريدها من هويتها العراقية من خلال محاولاتها الرامية إلى تهجير العرب من كركوك بواسطة ممارسة سياسة الموت بحقهم».

وتابع: «نطالب القيادات الكردية بالكف عن هذه الممارسات وأن يقلعوا بشكل نهائي عن حلمهم المريض بضم كركوك إلى إقليم كردستان».

وقال قائد شرطة كركوك اللواء جمال طاهر لـ«الشرق الأوسط» أمس: «إن هذه الاتهامات لا مبرر لها، لأننا نبذل قصارى جهدنا من أجل تأمين الوضع الأمني وملاحقة الإرهابيين والمجرمين وحماية المواطنين، وليس قتلهم أو خطفهم كما تدعي بعض الأوساط العربية أو غيرها، التي اعتادت أن تطلق مثل هذه الاتهامات ضدنا في معظم الحوادث التي تقع بالمحافظة».

وقال اللواء طاهر: «إن محافظ المدينة الدكتور نجم الدين كريم اجتمع يوم (أول من) أمس بعدد من القادة العرب في المدينة، في مقدمتهم عبد الرحمن المنشد وراكان الجبوري، وطمأنهم بأنه سيتابع شخصيا هذا الملف، وسيعاقب أي فرد مسؤول عن الحادث بغض النظر عن موقعه ومنصبه في حال ثبوت ضلوعه بالجريمة. وأمر بتشكيل لجنة تحقيق فورية لكشف ملابسات الحادث، وبذلك اطمأن الجميع وعادوا إلى دفن الضحية».

وأضاف قائد شرطة كركوك قائلا: «في ما يتعلق بنا، نحن أيضا شكلنا لجنة تحقيق داخلية لتحديد الشخص أو الجهة المقصرة على مستوى الأمن بالمحافظة، وسنتابع بشكل جدي مراحل التحقيق لتحديد أسباب وملابسات هذا الحادث الأليم، وبالتعاون مع لجنة المحافظة سنقدم تقريرا كاملا عن الحادث بعد انتهاء التحقيقات المشتركة».

يذكر أن كركوك التي يسيطر عليها الأكراد أمنيا من خلال مؤسستي الشرطة والأسايش (الأمن الكردي) تعيش منذ سقوط النظام السابق حالة من الاضطراب الأمني بين فترة وأخرى، وغالبا ما تحمل الأطراف العربية والتركمانية مسؤوليات وقوع بعض الحوادث على عاتق السلطات الكردية التي تسيطر على الملف الأمني بالكامل في المدينة.

وتواجه كركوك الغنية بالنفط والتي يعيش فيها نحو 900 ألف نسمة يمثلون معظم أطياف المجتمع العراقي، تحديات ومشكلات مختلفة، أبرزها التنازع على السلطة.

ويطالب الأكراد بإلحاق كركوك بإقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي، بينما يصر العرب والتركمان والحكومة المركزية على الإبقاء عليها كمحافظة مستقلة مرتبطة بالحكومة المركزية.

وقال عبد الرحمن منشد العاصي، القيادي في المجلس السياسي العربي، أكبر ممثل للعرب في كركوك، إن «هناك جهات في كركوك هدفها خلق الفتن». وأضاف: «نحن نذبح منذ 2003 ولا بد من الوصول إلى من يستهدف المكون العربي، إذ إننا نخشى حدوث نفور شعبي وهيجان لا نستطيع السيطرة عليه».