مفتي مصر يزور القدس ويجدد جدلا فقهيا وسياسيا حولها

صلى مع الأمير غازي بن محمد في المسجد الأقصى.. ومستشاره أكد أنها علمية وتمت دون تأشيرات

د. علي جمعة
TT

أثارت زيارة مفتي مصر الدكتور علي جمعة إلى القدس الشريف أمس حالة من الجدل بين الأوساط الدينية والسياسية، حيث تفاجأ العديد بنشر صورة للمفتي على موقع التواصل «فيس بوك» وهو يقف على منبر بمسجد البراق بالقدس الشريف، حيث استنكر البعض الزيارة واعتبرها خطوه للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وهو ما نفاه الدكتور إبراهيم نجم، مستشار المفتي، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «فضيلة المفتي يرفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، والزيارة علمية في المقام الأول».

واستنكرت بعض القوى السياسية والتيارات الدينية في مصر زيارة المفتي للأراضي الفلسطينية وهي تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي، واعتبرتها خرقا لكل مواثيق القوى الوطنية بعدم التطبيع، فيما وصفها البعض بخرق للموقف الوطني المصري المساند للقضية الفلسطينية.

وعلق الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الديار المصرية، على الزيارة قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «زيارة فضيلة المفتي علمية في المقام الأول وليست رسمية، بهدف افتتاح كرسي الإمام الغزالي». وأضاف نجم أن فضيلة المفتي يرفض كل أشكال التطبيع مع العدو الإسرائيلي، مؤكدا أن جمعة دخل إلى القدس دون الحصول على أي تأشيرات أو أختام دخول. وذلك لأن الديوان الملكي الأردني يعد هو المشرف على المزارات المقدسة للقدس الشريف.

وأمّ الدكتور علي جمعة المصلين في صلاة الظهر داخل مسجد البراق بالحرم القدسي الشريف، وتوجه مفتي الجمهورية عقب زيارة المسجد الأقصى، يرافقه الأمير غازي بن محمد مستشار عاهل الأردن للشؤون الدينية، إلى كنيسة القيامة بالبلدة القديمة من خلال بوابة الخليل، واجتمع مع بطريرك الروم داخل البطريركية، كما زار المفتي الرخامة الأثرية التي غسل عليها جثمان السيد المسيح عليه السلام.

واستنكرت الجبهة السلفية في مصر، أمس، زيارة المفتي ووصفتها بـ«المخزية»، واعتبرت الجبهة أن زيارة المفتي لمدينة القدس تشويه لصورة الأزهر الشريف. من جهته استنكر محمد رفاعة الطهطاوي المتحدث الرسمي السابق باسم الأزهر، زيارة مفتي الديار المصرية، واعتبرها خطوة من خطوات التطبيع، حيث قال لـ«الشرق الأوسط»: إن «شيخ الأزهر والقوى الإسلامية والبابا شنودة كانوا رافضين لهذه الزيارة، وأكدوا أنهم لن يدخلوا القدس إلا بعد تحريرها».

وأضاف الطهطاوي: «أنا لا أرى لهذه الزيارة سببا ولا مبررا»، مشيرا إلى أنه تفاجأ بها، لافتا إلى أنها لن تصب في خانة دعم صمود سكان القدس.

وكان الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، قد أكد رفضه زيارة القدس في الوقت الراهن، كما أنه يدعو جميع المسلمين إلى عدم زيارتها إلا بعد تحريرها. وهو الموقف الذي تبناه شيخ الأزهر السابق الدكتور محمد سيد طنطاوي.

وكان الشيخ علي جمعة قد زار المسجد الأقصى المبارك برفقة الأمير غازي بن محمد كبير المستشارين للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني للشؤون الدينية والثقافية.

وتأتي هذه الزيارة بعد دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) قبل أسابيع المسلمين كافة، إلى رفادة المسجد الأقصى المبارك ودعمه وإعماره البشري والروحي بالمصلين والحجاج، تلك الدعوة التي أدت إلى التراشق الكلامي بين السلطة الفلسطينية والشيخ يوسف القرضاوي الذي أصدر فتوى تحرم زيارة القدس في ظل الاحتلال. كما تأتي الزيارة المثيرة للجدل التي قام بها الداعية الإسلامي اليمني الحبيب علي قبل أسبوعين برفقة الأمير هاشم بن الحسين الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني. وصلى المفتي والأمير غازي ركعتي تحية المسجد داخل المسجد الأقصى (مسجد عمر الذي يدعى أيضا المسجد القبلي) وفي قبة الصخرة المشرفة وفي كل من مسجد البراق والمصلى المرواني والأقصى القديم (الأقصى السفلي) وفي صحن الحرم القدسي .