بدو غاضبون يقطعون طريقا في سيناء لساعات ويحتجزون العشرات

بينهم 65 من قوات حفظ السلام.. والسلطات تدخلت لحل الأزمة

بدويتان من شمال سيناء منشغلتان برعي الأغنام («نيويورك تايمز»)
TT

أفادت مصادر أمنية مصرية وشهود عيان أمس أن 65 من قوات حفظ السلام في سيناء كانوا من بين عشرات احتجزهم بدو غاضبون بعد أن قاموا بقطع الطريق الأوسط بمنطقة الكونتلا بالقرب من مدينة القسيمية في القطاع الأوسط من سيناء، وأن السلطات تدخلت لحل الأزمة. وأضافت المصادر، في وقت لاحق من يوم أمس، أن البدو الذين يضغطون على السلطات المصرية من أجل الإفراج عن ذويهم المسجونين في إسرائيل، تخلوا عن احتجاز الحافلتين اللتين كانتا تقلان عاملين تابعين لقوات حفظ السلام على الحدود المصرية مع إسرائيل، بعد تدخل قيادات أمنية للتفاوض معهم.

وقال مصدر أمني مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بعد واقعة الاحتجاز بساعات، إن البدو الذين قاموا بقطع الطريق واحتجاز السيارات، عادوا وسمحوا بتشغيل الطريق الدولي والسماح للسيارات بالمرور، والسماح للعاملين في قوات حفظ السلام بمواصلة طريقهم. وأضاف أن «أهالي المسجونين في إسرائيل أعادوا فتح طريق العوجة والسماح للسيارات المارة بمواصلة سيرها ومن بينها حافلتان تابعتان للقوات الدولية وذلك بعد تفاوض بعض المسؤولين معهم».

وقال أهالي السجناء المحتجين إنهم حصلوا على وعود بالإفراج عن أبنائهم بإسرائيل قبل نهاية الشهر الحالي. ووقعت عملية قطع الطريق واحتجاز المارين عليه صباح أمس، حيث أوضحت المصادر أن البدو قطعوا الطريق واحتجزوا عشرات السيارات التي كان من بينها حافلتان تقلان 65 عاملا من قوات حفظ السلام بينهم ضباط وجنود من دولة فيجي، وأن البدو قاموا بذلك في إطار ضغوط يمارسونها على الحكومة المصرية، لكي تتدخل للإفراج عن ذويهم السجناء المصريين في إسرائيل.

وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن البدو قاموا باحتجاز حافلة خاصة بقوات حفظ السلام الدولية العاملة هناك، وينتمون لدول أميركا وإسبانيا وفيجي وإيطاليا.

وقالت مصادر أمنية وبدوية لـ«الشرق الأوسط» إن بدوا مسلحين من أهالي السجناء المصريين بإسرائيل قطعوا اليوم الطريق الأوسط بمنطقة الكونتلا مما تسبب في احتجاز عشرات السيارات من بينها حافلتان تقلان 65 ضابطا وجنديا من فيجي وهم من قوات حفظ السلام بسيناء احتجاجا على عدم استجابة السلطات المصرية لمطالبهم بالتفاوض مع إسرائيل لإطلاق سراح 63 سجينا مصريا ما زالوا محتجزين داخل إسرائيل.

وقال مصدر أمني إن عشرات البدو الذين يحملون الأسلحة الآلية رفضوا مرور حافلتين تقلان عشرات الضباط وجنود قوات حفظ السلام، وإنهم قاموا باحتجازهم أمس بمنطقة الكونتلا بالقطاع الأوسط من سيناء، مضيفا أنه لا يوجد أي خطر على حياة أفراد قوات حفظ السلام، وإنهم محتجزون ضمن عشرات الأفراد الآخرين.

وكان العشرات من أهالي سجناء مصريين في إسرائيل، قد تظاهروا أول من أمس أمام مقر تابع للمجلس العسكري الحاكم بمدينة العريش إلا أنهم لم يتلقوا أي وعود بالإفراج عن ذويهم مما اضطرهم أمس إلى تصعيد احتجاجاتهم.

وقالت مصادر أمنية إن السلطات المصرية تتفاوض الآن مع البدو المسلحين من أجل إعادة فتح الطريق وإنهاء أزمة احتجاز ضباط قوات حفظ السلام. ومن جانب آخر أوضحت مصادر أمنية رفيعة المستوى أن مفاوضات بدأت بالفعل مع الجانب الإسرائيلي بشأن إطلاق سراح بقية السجناء المصريين لديها وأن هذه المفاوضات لم تتوقف منذ الصفقة التي تمت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وتم خلالها إطلاق سراح 25 سجينا مصريا مقابل جاسوس إسرائيلي محتجز في مصر.وأسقطت مصر بموجب الاتفاق الذي تم مع إسرائيل عددا من التهم الموجهة للجاسوس الإسرائيلي - الأميركي إيلان غرابيل، وهي التهم التي تشمل التخابر لصالح إسرائيل والإضرار بالمصالح السياسية والاقتصادية بمصر، والتحريض على إتلاف الممتلكات العامة، وإحراق أقسام الشرطة أثناء فترة الثورة. وتابعت أن السجناء المصريين داخل إسرائيل متهمون بقضايا تتعلق بتهريب المخدرات أو الأسلحة وليس بينهم أي متهمين بقضايا قتل.

وتقضي المحاكم الإسرائيلية بالسجن ما بين 6 أشهر إلى ثلاث سنوات على المصريين الذين يتم ضبطهم متسللين بينما توقع على الذين يتم ضبطهم بمواد مهربة على أحكام بالسجن تصل إلى عشر سنوات. وأضافت المصادر أن إسرائيل تصر على إطلاق سراح عودة سليمان الترابين الجاسوس الإسرائيلي المحبوس بمصر حاليا. وتقول مصر إن عودة ترابين المسجون في مصر والذي تطالب إسرائيل بالإفراج عنه باعتباره مواطنا إسرائيليا تمت محاكمته باعتباره مصريا وإنه يقضي حاليا عقوبته بسجن ليمان طرة.