الضابط الإسرائيلي المعتدي على المتضامن الدنماركي: تذكروا أنني لم أقتله

هاجم رئيس أركان الجيش على مهادنته وسط تأييد من اليمين المتطرف

TT

على الرغم من أن الكاميرات خلدت بشكل واضح كيف اعتدى الضابط الإسرائيلي، شالوم آيزنر، على المتضامن الدنماركي، أندرياس إياس، فقد قرر أن يتقدم بشكوى ضده في المحكمة بدعوى أن المتضامن الدنماركي هو الذي اعتدى عليه أولا. وقال إنه ضربه ببندقيته دفاعا عن النفس. وأضاف: «تذكروا أنني لم أقتله. فقط ضربته بسلاح بارد».

وجاءت هذه التصريحات، عندما توجه الضابط إلى المستشفى لتلقي العلاج في منتصف الليل بدعوى أنه لم يستطع النوم من شدة الأوجاع. وهاجم الضابط رئيس أركان الجيش، بيني غانتس، الذي أمر بتحقيق معمق معه، ثم اتخذ قرارا أمس بطرده من منصبه في قيادة الوحدة العسكرية في الجيش الإسرائيلي العاملة في منطقة غور الأردن. وقال إن غانتس وغيره من قادة الجيش يتهادنون مع الفلسطينيين والأجانب لأسباب سياسية.

ويتسبب هجومه عليه بإحراج شديد للمؤسسة العسكرية. ويزيدها حرجا أن اليمين الإسرائيلي ينظم حملة تضامن كبيرة معه، باعتبار أن الاعتداء الذي نفذه هو أمر مألوف في الجيش، وأن المميز للضابط آيزنر هذا هو أن الكاميرات التقطت صورة لتصرفاته، بينما هناك اعتداءات أشد كانت نتائجها أخطر وبلغت حد القتل، لكنها لم تصل إلى الرأي العام، لذلك خرج منفذوها أبرياء، كما قالت إذاعة المستوطنين التي تحمل اسم «القناة السابعة».

ونظم مؤيدوه من اليمين مظاهرة أمام مقر وزارة الدفاع وقيادة الأركان، في تل أبيب، تضامنا مع الضابط. وقال النائب ميخائيل بن آري، من حزب الاتحاد القومي المعارض، إن الرسالة التي يبثها الجيش في معاقبته آيزنر هي أن على الضباط أن يهربوا أمام الفلسطينيين والمتضامنين معهم، حتى لا يدفعوا ثمنا كهذا. ولكن الصحيح هو أن يمنح الضابط وساما على شجاعته وتصرفه الصائب والحكيم.

من جهة ثانية، وقع أكثر من 15 ألف إسرائيلي على عرائض تأييد للضابط شالوم آيزنر، وطالب هؤلاء الجمهور الإسرائيلي بالانضمام للعريضة بغية الوصول إلى أكثر من مائة ألف توقيع، للحيلولة دون فصل الضابط المعتدي من صفوف الجيش الإسرائيلي. وكتب أحد الناشطين على صفحته على «فيس بوك»: «فلينفجر جميع اليساريين، نحن نؤيد آيزنر. وحظي آيزنر أول من أمس (الثلاثاء)، بمقالين مؤيدين من كاتبين يعتبران من أهم كتاب اليمين، الأول هو عضو التنظيم الإرهابي اليهودي، سابقا، وحجاي سيغل، والثاني هو بن درور يميني، حيث حاول الاثنان إيجاد مبررات لسلوك الضابط المعتدي، وإلقاء اللوم على المتضامنين الأجانب واتهامهم باستفزاز جنود الاحتلال باستمرار والعمل ضدهم.

أما الضابط المعتدي، وهو يشغل منصب نائب قائد منطقة الغور في الجيش الإسرائيلي، فادعى أمس في مقابلات صحافية، وفي حديث مع القناة العاشرة، أنه قد يكون أخطأ لأنه استعمل سلاحه أمام عين الكاميرا، لكنه اتهم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي وقادة الجيش بعدم الاهتمام بموقفه وروايته للاعتداء. ثم عاد واعتذر قائلا «أخطأت مرة أخرى. يجب علي أن أغلق فمي».