ساركوزي يحافظ على هدوئه أمام تقدم هولاند قبل 4 أيام من الاقتراع

الرئيس الفرنسي يتودد مجددا لناخبي اليمين المتطرف.. ويعد بمبادرات لسلام الشرق الأوسط إذا فاز

هولاند يحيي أنصاره في مدينة أميان بشمال فرنسا أمس (أ.ف.ب)
TT

بدا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس هادئا ومستسلما للقدر، قبل أربعة أيام من الدورة الأولى لانتخابات الرئاسة الفرنسية، وبعد نشر عدد من النتائج السيئة لاستطلاعات الرأي التي ذهب أحدها إلى حد توقع هزيمة ثقيلة له.

وقال الرئيس المرشح لقناة «بي إف إم تي في»: «أمامنا ثلاثة أيام من الانتظار، فلننتظر بهدوء»، وذلك ردا على سؤال عن الاستطلاعات التي توقعت له هزيمة كبيرة. وأكد استطلاعان نشرت نتائجهما الليلة قبل الماضية وصباح أمس، أحدهما للمركز الأعلى للإعلام المرئي والمسموع (سي إس إيه) والآخر لمعهد دراسات السوق والرأي (بي في آي)، الاتجاه إلى هزيمة ثقيلة لساركوزي مع تصدر المرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند الدورة الأولى، الأحد المقبل، بما لا يقل عن 29 في المائة مقابل ما بين 24 إلى 27 في المائة للرئيس الحالي. كما توقعت الاستطلاعات هزيمة ساحقة للرئيس الحالي، في الدورة الثانية المقررة في السادس من مايو (أيار) المقبل أمام منافسه الذي يتوقع أن يحصل على ما بين 56 إلى 58 في المائة من الأصوات.

وسعى الرئيس الذي بدت على وجهه علامات الإرهاق إلى التقليل من مدلول هذه الاستطلاعات، وأكد أن استطلاع «سي إس إيه» وهو الأسوأ بالنسبة له «يتناقض مع كل الاستطلاعات الأخرى». وقال ساركوزي «لقد بذلت في هذه الحملة ما لم أبذله من قبل»، ووصفها بأنها «اختبار»، مؤكدا في الوقت نفسه أنه سيناضل حتى النهاية لكن من دون أن يجرؤ على تأكيد فوزه كما فعل في مهرجان جماهيري قبل 15 يوما. كذلك لم يعد كثيرون في فريقه يؤمنون بهذا الفوز. وكتبت صحيفة «لوفيغارو» المؤيدة لساركوزي أنه «فعليا لم يعد يبدو متحمسا»، واصفة إياه بالمرشح الفاقد للجاذبية الذي بدا وبشكل غريب «غير مبال ومرتاحا» خلال زيارته الميدانية لإقليم بريتاني الثلاثاء. وكشفت الصحيفة أن «التردد الواضح بين استراتيجيتين (يمينية أو أكثر وسطية) أفقده نقاطا كثيرة في رصيد أصوات الجبهة الوطنية (أقصى اليمين، 14 إلى 17 في المائة من الأصوات) أو حزب موديم (وسطي، مع 11 - 12 في المائة).

وتوجه الرئيس صباح أمس مجددا إلى ناخبي «الجبهة الوطنية»، الذين ضمنت له أصواتهم فوزا مريحا عام 2007، محذرا من بادرة مزاجية تخدم اليسار. وقال إن «التصويت لمارين لوبن يخدم من؟ فرنسوا هولاند. وفي النهاية سيكون لدينا الاشتراكيون والمزيد من الضرائب والمزيد من الرسوم»، و«حق التصويت للأجانب».

من جانبه، قال النائب الأوروبي المدافع عن البيئة دانيال كوهين بنديت «أعتقد أن فرنسوا هولاند قد ربح»، مشيرا إلى وجود «رغبة في الانتهاء من ولاية نيكولا ساركوزي». والثلاثاء، حصل المرشح الاشتراكي، الذي لا يلقى حتى الآن تأييدا من القادة الأوروبيين المحافظين، على دعم رئيس الوزراء البلجيكي اليو دي روبو، بل ووزراء سابقين لنيكولا ساركوزي، وأيضا دعم الرئيس السابق جاك شيراك، حسب المقربين من الأخير.

من جانبه، تعهد ساركوزي في مقابلة مع مجلة «لكسبريس» الفرنسية باتخاذ «مبادرات» حيال الشرق الأوسط «اعتبارا من هذا الصيف» إذا أعيد انتخابه. وقال «في ولاية ثانية أرغب في أن أكرس نفسي لمبادرات دولية مهمة سأتخذها اعتبارا من صيف 2012. أوروبا وفرنسا يجب أن تساعدا الإسرائيليين والفلسطينيين على إبرام اتفاق سلام. حان الوقت لمنح الفلسطينيين وضع دولة مراقبة في الأمم المتحدة شرط أن يؤكدوا مجددا حق إسرائيل في الوجود والأمن، وأن يتقدم الطرفان باتجاه تعايش بين دولتين أمتين». كما أوضح ساركوزي أنه سيتخذ مبادرة أخرى «من أجل الاتحاد من أجل المتوسط الذي يشله النزاع الإسرائيلي الفلسطيني». وقال إن «الربيع العربي وزوال أنظمة ديكتاتورية أو أنظمة قوية يسمح بإقامة شراكة حقيقية بين الديمقراطيات في الشمال والديمقراطيات الناشئة في الجنوب». ورأى ساركوزي أن «هذا يغير الكثير من الأمور، مثل اتفاقات الهجرة. نتفهم بسهولة رغبة النخب الليبية في الهرب من القذافي. ليبيا اليوم بحاجة إلى نخبها. سنقوم بتأهيل مزيد من المعلمين ومزيد من الباحثين ومزيد من الأطباء ليتمكنوا من ممارسة أعمالهم في بلدهم». وأضاف «بعد خمسين عاما من إزالة آثار الاستعمار، يجب أن ننجز مع الجزائر من دون تأخير إعادة التفاوض حول الاتفاقات التفضيلية في مجال الهجرة التي تعود إلى 1968».