الأطلسي للدول الأعضاء: نحتاج إلى 4 مليارات دولار لتأهيل القوات الأفغانية بعد الانسحاب

الأمين العام للحلف غير قلق من عزم أستراليا على سحب قواتها قبل سنة من الموعد المحدد

TT

دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أمس، الدول الأعضاء إلى المساهمة بشكل عادل في موازنة تأهيل القوات الأفغانية بدءا من عام 2014، وقال: «إن الحلف بحاجة إلى أربعة مليارات دولار على الأقل لهذا الغرض».

وتهدف هذه الاجتماعات التي تدوم يومين، إلى التحضير لقمة الحلف في شيكاغو الشهر المقبل، التي يفترض أن تتخذ قرارات هامة حول مستقبل البعثة التي يقودها حلف الأطلسي في أفغانستان عقب انسحاب القوات الدولية في 2014.

وحاول الأمين العام أمس التهوين من إعلان أستراليا سحب قواتها المنتشرة في أفغانستان اعتبارا من عام 2013. وقال راسموسن: «لست قلقا إطلاقا» من تصريحات رئيسة الوزراء الأسترالية جوليا غيلارد، التي أعلنت أول من أمس انسحاب الجزء الأكبر من قواتها من أفغانستان في 2013، أي قبل عام من البرنامج الزمني الذي حدد لرحيل قوات التحالف الدولي من هذا البلد. وأضاف أن «الإعلان الأسترالي مطابق تماما لخريطة الطريق التي حددناها للنقل التدريجي» للمسؤوليات في أفغانستان.

وكانت أستراليا الحليفة الأساسية للولايات المتحدة أكدت مرارا، على الرغم من مقتل 32 من جنودها منذ 2001، أنها ستحترم الجدول الزمني الذي حدده الحلف للانسحاب في نهاية 2014. لكن رئيسة الوزراء جوليا غيلارد رأت أول من أمس أن الأفغان سيكونون مستعدين لتولي مسؤولياتهم قبل هذا الموعد. وأوضح راسموسن أن ولاية أوروزغان (جنوب) حيث يتمركز معظم الجنود الأستراليين يفترض أن تنتقل إلى مسؤولية الأفغان «في الأشهر المقبلة». ويفترض أن يستغرق انسحاب القوات الأسترالية بعد ذلك بين 12 و18 شهرا. وأكد أن غيلارد قالت «بوضوح إن أستراليا ستبقى إلى جانب أفغانستان بعد 2014». وأضاف أن «الدول الخمسين الحليفة والشريكة في الائتلاف تعاهدت على مبدأ: وصلنا معا نرحل معا».

وتعهد حلف الأطلسي بالإبقاء على دعمه لأفغانستان لما بعد عام 2014، وهو الأمر الذي تتفق عليه جميع الدول الأعضاء، حيث ستكون هناك بعثة جديدة بمجرد انتهاء عمل القوات الدولية للمساعدة الأمنية في أفغانستان (إيساف). وسيتركز عمل بعثة الحلف بعد 2014 في تأهيل ودعم قوات الأمن الأفغانية، لكي تتولى بعدها المسؤولية كاملة عن إدارة الأمن في البلاد. وحسب تقارير إعلامية أكدت مصادر من الحلف أن «هناك اتفاقا واسعا على أن بعثة ما بعد 2014 لن تكون مهامها قتالية»، مشيرة إلى أنه من اللازم «تحديد مدة بقاء هذه البعثة، وكذلك نوعية القوات التي ستبقى على الأرض في أفغانستان». إلا أن مصدرا آخر قال إنه على الرغم من اتفاق الحلفاء على أن تأهيل القوات الأفغانية هو العنصر المركزي لمستقبل عمليات الأطلسي، فإن هناك عدة دول، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا، ترغب في بقاء عدد من القوات القتالية. وتراهن واشنطن ولندن على إبقاء عدد من قوات الحلف في أفغانستان، على الأقل عدد مخفض من القوات الخاصة التي تستطيع مكافحة الإرهاب، لكن يلزم من أجل تحديد هذا وضعه في إطار اتفاقي بين حلف الأطلسي وكابل.