صمغ ذكي قادر على الالتصاق والتحلل بأوامر خارجية

مستخرج من أصداف البحر ويرمم نفسه بنفسه

TT

بعد نجاحهم في إنتاج مادة أولية تشبه صمغ الأصداف، وإنتاج مادة لاصقة أخرى «ذات أرجل» تقلد الحشرات في الالتصاق على السطوح الملساء، توصل علماء ألمان، من معهد ماكس بلانك إلى إنتاج صمغ ذكي من الأصداف، قادر على الالتصاق، أو التحلل، عبر تلقي الإيعازات من الخارج. وذكر المعهد في تقرير له أن المادة اللاصقة الجديدة مناسبة للاستخدام تحت الماء وفي أعماق البحار التي يتعذر على الإنسان بلوغها.

وجاء في تقرير للمعهد نشر في مجلة «العلوم التطبيقية» أن اللاصق الجديد، المستمد من الأصداف، يرمم نفسه بنفسه، كما يحتوي على مواد «شافية» للجروح عند استخدامه في لصق الجروح البشرية.

وتعود قدرة الأصداف البحرية على الالتصاق الشديد على سطوح الصخور تحت الماء، وعلى جدران السفن والقوارب (السطوح الخشبية والمعدنية الملساء)، وعلى جلود الحيتان (السطوح الحية)، إلى مادة لاصقة تعتبر الأحماض الأمينية من نوع دايهايدروكسي فينيل أمين «دوبا» (Dihydroxyphenylamine/ DOPA) المكون الأساسي لها. وتتحول المادة اللاصقة المحتوية على الأحماض الأمينية «دوبا»، عند ملامسة السطوح، إلى شبكة متماسكة من البوليمرات، وتمتلك الأخيرة القدرة، عند ملامستها الصخور مثلا، على خلق مادة أوكسيدية غير عضوية مشتركة بينها وبين الصخور. وتستخدم الأصداف في هذه العملية الكثير من الأيونات المعدنية، مثل أيونات الحديد، لمنح المادة اللاصقة متانة كبيرة، ولجعلها قادرة على ترميم نفسها بنفسها. علماء معهد ماكس بلانك، بقيادة الباحث أرانزازو ديل كامبو، أنتجوا بوليمرا مشابها على شكل نجمة رباعية الزوايا، وعلقوا في هذه الزوايا أحماضا أمينية تحتوي على النيترودوبامين، وهي أحماض من عائلة «دوبا» نفسها.