لبنان: الحكومة تحت نار المعارضة في الملف السوري

نائب من كتلة بري: بقاء سوريا أهم بكثير من الشعارات المعلبة الرامية لتفتيت الوطن العربي

TT

في اليوم الثاني لجلسات المناقشة العامة النيابية للحكومة اللبنانية استمر الملف السوري طاغيا على مجمل المشهد النيابي بعد أن عكست مداخلات نواب 8 و14 آذار عمق الخلاف بين قوى الأكثرية والمعارضة في التعاطي مع الأزمة السورية.

وشكل موقف عضو كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، النائب غازي زعيتر الموقف الأبرز لقوى 8 آذار من الملف السوري خلال الجلسة الصباحية، إذ أنه رغم إعرابه عن «أسفه لكل ضحية تسقط في سوريا»، فإنه اعتبر أن «بقاء سوريا أهم بكثير من الشعارات المعلبة الرامية لتفتيت الوطن العربي». وتوجه زعيتر للنواب زملائه قائلا: «كنت آمل لو حمل أحدكم صورا لأطفال قانا والمنصورية بدل الصور المزعومة من سوريا».

وإذ دعا زعيتر الحكومة لتطبيق القانون والعمل وفقا للاتفاقيات الموقعة، قال: «التردد لن يفيدك أيتها الحكومة لأنه يولد الانفجار، والذين يتحدثون عن إغاثة هنا وهناك، نحن مع كل الظروف الإنسانية التي يعيشها أي إنسان فكيف بإنسان عربي»، متوجها لوزير الشؤون الاجتماعية «كيف تسمح الهيئة العليا بإغاثة غير اللبنانيين؟».

بدورها شنت قوى المعارضة هجوما عنيفا على الحكومة ومجمل وزرائها فأعرب عضو كتلة «المستقبل» النائب خضر حبيب عن أسفه «لما تقترفه هذه الحكومة بحق لبنان»، معتبرا في مجال آخر أن «القرار بسلخ لبنان عن محيطه العربي متخذ سابقا وآن أوان تنفيذه، وبدا هذا القرار واضحا عبر نسف اتفاق الدوحة وعندما قرر فريق سياسي لا أدري إذا كان سياسيا أم لا (في إشارة إلى حزب الله) أن التسوية لم تعد تلائمه، فأخذ الضوء الأخضر لينزع لبنان عن غطائه العربي».

ولفت حبيب إلى أن «الحكومة بسياستها الخارجية تقدم نموذجا سيئا للمغتربين في الخارج كما للدول»، لافتا إلى أن «آلاف اللبنانيين مهددون بالترحيل من الخليج العربي نتيجة تسجيل البعض مواقف ليس للبنان علاقة بها وبسبب عدم الرشد السياسي للبعض».

وإذ رأى أن «الحكومة غير ناشطة ولن تصل إلى حد البلوغ»، قال حبيب: «هذه الحكومة أخذت لبنان بمواقفها إلى العزلة العربية قبل الدولية عن سابق إصرار وتصميم، فهل معنى النأي بالنفس أن نحاكم من يلجأ إلى لبنان هربا من القتل والبطش؟ وهل النأي بالنفس هو قمع الحريات؟ وهل النأي بالنفس أن لا نساعد اللاجئين؟».

وفي الإطار عينه، وجه عضو كتلة «المستقبل» النائب جمال الجراح سلسلة أسئلة للحكومة، فقال: «قيل إن هذه الحكومة هي من أجل الاستقرار، وهنا لا بد لي أن أسأل: هل محاولة اغتيال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وحجب (داتا) الاتصالات هو مبرر لوجود الاستقرار؟ وهل الاعتداءات التي يقوم بها النظام السوري هو استقرار؟ وهل خطف المعارض السوري شبلي العيسمي من أمام بيته استقرار؟ وهل قتل المواطنين استقرار؟»، مضيفا: «لا أجد في هذه الحكومة إلا استقرارا للصفقات والسمسرة، فنحن بحاجة إلى نوافذ يدخل منها الضوء».

وفيما أعلن عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي جهوزية الحزب للحوار، اعتبر أنه «لولا المقاومة لكانت إسرائيل تنتشر في ربوع الجنوب اللبناني»، وتساءل: «ما هو اقتراح من لا يريد المقاومة؟»، داعيا «للبحث في كيفية مواجهة الخطر الإسرائيلي قبل الذهاب إلى هذا الطرح».

بدوره، اعتبر عضو الكتلة نفسها النائب عن حزب الله علي فياض أن «قوى المعارضة مصابة (بالزهايمر) أو بالارتجاج السياسي». وحول الموقف عن سلاح المقاومة رأى فياض أن «بعض تلك المواقف لا تنفع في شيء بل تعيد إنتاج التوترات السياسية في البلد»، مشيرا إلى أننا «لا ننزع الحق في النقاش في هذه الموضوعات ولكن ما يلفت أن هؤلاء يقفزون مباشرة إلى الحديث في سلاح المقاومة دون الإشارة إلى مشكلة اسمها إسرائيل والتهديدات»، معتبرا أن «كل من ينتقد سلاح المقاومة مفلس ومعقد سياسيا».