اشتباكات واعتقالات عشوائية وقصف مستمر على حمص

عضو لجان التنسيق المحلية في حمص لـ «الشرق الأوسط»: قوات النظام تقوم بحملة همجية على مدينة القصير

موكب لجنة المراقبين الدولية عند وصولها إلى درعا أمس (أوغاريت)
TT

في اليوم الرابع لمهمة بعثة المراقبين الدوليين المكلفين بمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل أسبوعه الثاني، لا تزال الخروقات الأمنية تعكر صفو الهدنة المفترضة من خلال ما أعلنته المعارضة السورية عن قصف لأحياء حمص ودرعا استهداف المتظاهرين الذين يخرجون في مناطق سوريا عدة أو توسع دائرة حملات الاعتقالات التي تلاحق الناشطين في معظم المناطق السورية.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل مواطن وجرح ثلاثة إثر إطلاق رصاص خلال اقتحام القوات النظامية لحي الطب في بلدة الجورة بريف دير الزور، لافتا إلى أن اشتباكات وقعت في الحي بين القوات النظامية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة.

وفي حمص فقد ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن قصفا عنيفا استهدف الحي الشمالي والحي الغربي من مدينة القصير مع وصول تعزيزات كبيرة من المدرعات والدبابات، وذلك إثر عودة بعض النازحين إلى منازلهم بحسب اتحاد تنسيقيات الثورة السورية.

وقد نفذت هذه القوات حملة اعتقالات عشوائية وتفتيش ونهب للمنازل إضافة إلى تمركز قناصين فوق المباني.

كما أعلنت الهيئة عن تعرض أحياء حمص القديمة والخالدية والبياضة والقرابيص والقصور وجورة الشياح لقصف مدفعي وإطلاق نار كثيف من الأسلحة الثقيلة والخفيفة. وفي حي باب السباع قال ناشطون إن قوات الأمن قامت باعتقال ومن ثم قتل شخصين كانا يتفقدان منزليهما.

وعن الوضع الأمني في حمص، أكد سليم قباني، عضو اللجان التنسيق المحلية في حمص، أن القصف بقذائف الهاون لم يتوقف على المدينة منذ صباح أمس، ولا سيما منطقة القصير، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «قامت قوات النظام بحملة بربرية باتجاه محافظة حمص، ولا سيما مدينة القصير، حيث قامت بإدخال تعزيزات أمنية من آليات ثقيلة ومدرعات وجنود، وقد سقط عدد من الضحايا، بينهم قتيل وعدد كبير من الجرحى معظمهم في حالة خطرة»، مضيفا «مع العلم بأننا نعاني من مشكلة إضافية وهي عدم قدرتنا على إسعافهم بما يتلاءم مع وضعهم الصحي وعدم إمكانية نفلهم إلى المستشفيات». ولفت قباني إلى أن «قوات النظام اقتحمت الحي الجنوبي في منطقة القصير وسرقت ونهبت وحرقت عددا من المنازل واعتقلت عددا من الشباب، ثم عمدت إلى قصفه. وفي حين أشار قباني إلى أنه تأكد لغاية بعد ظهر يوم أمس، مقتل شخصين في حمص، أعلن عن اكتشاف جثتين في حي باب السباع في منزلهما كانت قوات النظام قد قتلتهم بالسلاح الأبيض. ورأى قباني أن قوات النظام لا تستهدف المسلحين، كما تدعي، بل هي تقتل المدنيين بهدف القضاء على الحراك الثوري، لا سيما في منطقة حمص التي تجمع معارضين من طوائف مختلفة».

وفي درعا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات وقعت بين قوات النظام السورية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة في طريق السد ومحيط المخيم في المدينة، كما سمعت أصوات إطلاق الرصاص في ساحة بصرى بالمدينة. كما ذكر المرصد أن المدينة تعرضت منذ صباح أمس لإطلاق نار كثيف ومتواصل في معظم الشوارع، معتبرا أنها محاولة من قوات النظام لفرض حظر تجول فيها. كما سجلت مظاهرات في عدد من المناطق ومنها في المتاعية، حيث خرجت مظاهرة طلابية في البلدة تهتف للحرية وأخرى في أبطع تهتف للمدن المنكوبة.

كما أعلن في درعا عن سقوط جرحى إثر إطلاق نار كثيف من أسلحة ثقيلة في محيط مبنى السرايا بدرعا المحطة، إضافة إلى دخول قوات النظام المجهزة بالأسلحة والعتاد إلى خربة غزالة وانتشارهم فيها، كما تم تنفيذ حملة اعتقالات على حواجز منطقة إنخل وبصر الحرير.

وفي دمشق وريفها، فقد أفادت لجان التنسيق المحلية بأن جيش النظام قصف بلدة يبرود بالمدفعيات وسجل سقوط ثلاثة شهداء في البلدة إثر إطلاق قوات الأمن النار بشكل عشوائي. كذلك أطلقت النار في «الميدان» على المشيعين ونفذت حملة اعتقالات طالت الكثير من الشبان.

كذلك ذكرت لجان التنسيق أن تعزيزات أمنية مدعومة بعدد كبير من ناقلات الجنود دخلت كفر بطنا في ريف دمشق، فيما خرجت مظاهرة طلابية في حرنة الغربية وأخرى في حرنة الشرقية وثالثة من المدرسة الابتدائية، مطالبة بإسقاط النظام.

وفي اللاذقية، فقد أفادت اتحاد تنسيقيات الثورة عن تنفيذ حملة تفتيش دقيق على حاجز الشاليهات من جهة مقبرة الروضة.

وفي دير الزور فقد أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن قتل مواطن وإصابة 3 بجراح إثر إطلاق رصاص خلال اقتحام القوات النظامية لحي الطب بمنطقة الجورة.

كما أعلن المرصد عن اشتباكات وقعت في المدينة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة فيما ذكرت لجان التنسيق أن قوات الأمن والجيش تطوق كلية الحقوق وتدخل الحرم الجامعي وتنشر عددا من القناصة على مبنى الكلية وفي حلب فقد أعلنت لجان التنسيق عن وصول تعزيزات أمنية جديدة إلى الشارع العام في حريتان وفي مدينة إعزاز. كما خرج اعتصام للمحامين في القصر العدلي للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين.

كما خرجت مظاهرات في حماه واقتحمت قوات النظام طيبة الإمام وسط إطلاق نار كثيف أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص.

وفي سياق متصل، أوضح الناشطون أنه تم أمس سحب الهويات العسكرية من العسكريين والشبيحة واستبدالها بهويات شرطة كما تم إعطاء العسكريين والشبيحة بدلات شرطة بلون أزرق.

وفي دمشق قامت مجموعة من الناشطين مساء أمس بقطع طريق رئاسة مجلس الوزراء أمام كلية الطب البشري في دمشق، وذلك ضمن حملة «هذه دمشق» للتصعيد في العاصمة.

في المقابل ذكرت قناة «الإخبارية» السورية الرسمية، أن مسلحين ألقوا قنبلة على قوات حفظ النظام أثناء مرافقتهم الوفد الأممي الذي زار منطقة عربين.

وأوضحت أن القنبلة أصابت العميد سالم داغستاني بجروح، مشيرة إلى أن الوفد الأممي غادر المكان على الفور إثر الحادث.

في المقابل، أفاد المرصد السوري بمقتل ثمانية جنود في صفوف القوات النظامية بينهم سبعة جنود إثر انفجار عبوة ناسفة بحافلة عسكرية كانت تقلهم عند مدخل إدلب، وسقط ضابط برصاص مسلحين مجهولين في مدينة دوما.