البحرين: وزارة الداخلية تعلن استنفارا أمنيا لتأمين سباق السيارات الدولي «الفورميولا 1»

المعارضة تعلن عن مسيرة حاشدة في ضاحية المنامة.. وتؤكد أنها لا تستهدف السباق

طائرة انقاذ عسكرية تحلق فوق حلبة البحرين الدولية في الصخير (أ. ف. ب)
TT

تنطلق اليوم فعاليات سباق السيارات لجائزة البحرين الكبرى «الفورميولا 1» وسط إجراءات أمنية مشددة، كما أكدت مصادر من وزارة الداخلية البحرينية لـ«الشرق الأوسط»، بينما أكد مصدر أمني أن المظاهر الأمنية ستكون واضحة على الشوارع وفي المنطقة المحيطة بالحلبة في منطقة الصخير. وقال المصدر الأمني «إن المظاهر الأمنية ستعمل على تأمين الطرقات وانتقال المشاركين والجمهور بسلاسة بين المطار الحلبة وبقية مناطق العاصمة البحرينية».

وشدد المصدر الأمني على أن وزارة الداخلية تتعامل مع هذا الحدث في إطاره ووفق مقتضياته كحدث رياضي فقط، وستعمل على تأمين جمهوره ومتابعيه، مضيفا أن المسيرات التي تنظمها المعارضة شأن سياسي، بينما قال مصدر في المعارضة، إن خمس جمعيات سياسية ستنظم اليوم مسيرة جماهيرية حاشدة في منطقة المقشع شمال العاصمة المنامة.

وقال المصدر الأمني، إن البحرين تتمتع بهامش من الحرية يضمنها الدستور البحريني، ويتم التصريح للمسيرات وفق إجراءات محددة، متى ما توفرت في الطلب المقدم من الجهة التي تنظم المسيرة.

وتابع المصدر الأمني «إن وزارة الداخلية البحرينية وضعت خطة محكمة بمشاركة كافة القطاعات الأمنية، لحفظ الأمن والطمأنينة لإنجاح فعاليات سباق جائزة البحرين الكبرى».

ولفت المصدر الأمني إلى أن وزارة الداخلية في مملكة البحرين ستتعامل مع هذا الحدث كأي دولة تنظم فعالية أو مناسبة رياضية أو غير رياضية، حيث تكون أجهزتها الأمنية في حالة استنفار لتأمين سلامة المشاركين والضيوف والمتابعين للحدث.

وأشار المصدر إلى الخبرة التي تمتلكها وزارة الداخلية البحرينية في هذا الجانب، حيث تم تنظيم هذه المناسبة للمرة الثامنة، وقال إن شوارع المملكة ستشهد حضورا أمنيا واضحا للجميع على الطرقات وفي المطار وفي الحلبة والمنطقة المحيطة بها، وقال إن وزارة الداخلية أكملت استعداداتها الأمنية لتأمين الحدث، ولن تسمح بأي تجاوز أو أي محاولة لإعاقة الحركة المرورية أو التأثير بأي شكل على السباق. وكانت وزارة الداخلية البحرينية قد أعلنت يوم أمس على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أنها لم توافق على مسيرة جمعية «الوفاق» إحدى جمعيات المعارضة السياسية في المنامة وقالت إن المشاركة فيها تعد مخالفة للقانون.

وكان اللواء طارق الحسن رئيس الأمن العام في مملكة البحرين كشف عن القبض على عدد من مثيري أعمال الشغب والتخريب بعد خروجهم في مسيرات وتجمعات غير قانونية وتعطيل المصالح العامة والخاصة تمثلت في إغلاق للشوارع بهدف تعطيل الحركة المرورية وترويع الآمنين والاعتداء على المواطنين ورجال الأمن بالزجاجات الحارقة (المولوتوف) والأسياخ الحديدية والحجارة، وقال إن ذلك يأتي في إطار قيام قوات الشرطة بأداء واجبها والنهوض بمسؤولياتها في حفظ الأمن والاستقرار وفرض النظام العام وتطبيق القانون لحماية أمن الوطن وسلامة مواطنيه وصون مكتسباته ومنجزاته.

وأوضح أنه تم اتخاذ هذه الإجراءات، في إطار قانوني بالتنسيق مع النيابة العامة وبناء على التحريات التي أسفرت عن تحديد هوية عدد من المتهمين تم القبض عليهم، وأن العمل جار لاتخاذ الإجراءات القانونية لإحالة كل من يثبت تورطه بأعمال الشغب والتخريب إلى النيابة العامة.

وقال رئيس الأمن العام إن ما أطلق عليه «الممارسات التخريبية» لا تندرج أبدا تحت حرية التعبير المكفولة قانونا، وإنما تشكل أعمال فوضى وتتنافى مع السلوكيات الحضارية التي يجب أن يلتزم بها الجميع، فضلا عن أنها تمثل تهديدا للسلم الأهلي، مؤكدا أن حفظ الأمن وبث الطمأنينة بين جميع المواطنين والمقيمين وحماية سلامتهم وكل ما من شأنه حماية الممتلكات العامة والخاصة هو أمر يأتي في سلم الأولويات والواجبات الأمنية التي لن تتهاون قوات الأمن بشأنها، وسيتم التعامل مع أي أفعال خارجة على القانون بكل حزم في إطار الصلاحيات والضوابط القانونية المخولة لرجال الأمن.

أمام ذلك، كشف رضي الموسوي القيادي في جمعية «وعد» إحدى الجمعيات المعارضة السياسية، عن أن المعارضة تخطط لتنظيم مسيرة حاشدة في منطقة المقشع من ضواحي العاصمة المنامة، يتوقع أن يشارك فيها عشرات الآلاف.

وكانت خمس جمعيات سياسية بحسب الموسوي دعت للمسيرة وهي جمعيات «وعد والوفاق والتقدمي والوحدوي والإخاء».

وقال الموسوي، إن المعارضة السياسية لا تستهدف الإضرار بسمعة البحرين نتيجة تنظيم المسيرة بالتزامن مع فعاليات مسابقة جائزة البحرين الكبرى «الفورميولا 1»، وقال «نحن في المعارضة السياسية نعتقد أن أي استثمارات محلية أو خارجية تنتج مجالا لتعزيز الاقتصاد الوطني وتفتح المزيد من فرص العمل هي استثمارات مرحب بها وتدعهما المعارضة السياسية». وقال إن هذا هو الموقف المبدئي للمعارضة.

وتابع «إن تصادف تنظيم مسابقة جائزة البحرين الكبرى مع حراك اجتماعي تشهده مملكة البحرين منذ 14 فبراير (شباط)، مشيرا إلى توقف هذا الحراك عند تطبيق قوانين السلامة الوطنية، وقال إن المعارضة لا تستهدف مسابقة «الفورميولا 1» أو أي نشاط اقتصادي مفيد للبلد، لكنها تطالب بالبحث عن الأسباب لا النتائج، وقال إن البحرين تعيش أزمة سياسية حقيقية لا يمكن معالجتها بالحلول الأمنية فقط.