دمشق توقع اتفاقا أوليا مع الأمم المتحدة حول آلية عمل المراقبين

الشيشكلي لـ«الشرق الأوسط»: نخشى على المراقبين من عمليات الاغتيال والتصفية

رئيس الوفد الفني للأمم المتحدة في بعثة حفظ السلام ابهيجيت غوها ونائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أثناء توقيع الاتفاق بين سوريا والأمم المتحدة حول عمل المراقبين بدمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلنت وزارة الخارجية السورية أن دمشق وقعت مع وفد من الأمم المتحدة يوم أمس الخميس اتفاقا أوليا حول آلية عمل المراقبين الدوليين لوقف إطلاق النار في سوريا، على أن يقر على شكل بروتوكول بين الجانبين في مرحلة لاحقة في مجلس الأمن الدولي.

وأوضحت الخارجية السورية أنه «تم التوقيع رسميا في مبنى وزارة الخارجية والمغتربين على التفاهم الأولي الذي ينظم آلية عمل المراقبين»، وقد وقع عن الجانب السوري نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، وعن الأمم المتحدة رئيس الوفد الفني الجنرال غوها ابهيجيت من إدارة عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة. وأضاف بيان الخارجية السورية: «يأتي هذا الاتفاق في سياق الجهود السورية الرامية إلى إنجاح خطة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان بهدف تسهيل مهمة المراقبين ضمن إطار السيادة السورية والتزامات الأطراف المعنية»، وأشار البيان إلى أن في الاتفاق أيضا «مراعاة تامة لمعايير القانون الدولي الناظمة لعمل هذا النوع من البعثات الدولية».

وشرح المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي أن «الاتفاق الأولي يتضمن جوهر البروتوكول الذي يجب أن يصدر عن الأمم المتحدة بعد أن يصادق عليه مجلس الأمن».

في المقابل، أعرب عضو المجلس الوطني السوري أديب الشيشكلي عن تخوفه من أن تطال المراقبين «عمليات اغتيال وتصفية ينفذها النظام ويتهم بها الثوار على الأرض»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لا نعول على عمل المراقبين، كما فقدنا الأمل من خطة أنان التي حولها النظام إلى بند واحد بينما هي مكونة من 6 بنود». واعتبر الشيشكلي أن «كل ما طرحته جامعة الدول العربية والمجتمع الدولي حتى الساعة لحل الأزمة السورية فشل فشلا ذريعا»، داعيا للعودة إلى «متطلبات الثورة والثوار من دعم للجيش الحر، وتأمين ممرات آمنة، وحماية المدنيين».

ميدانيا، زار فريق المراقبين الدوليين في سوريا مدينة درعا للمرة الثانية بعد أن كان قد زارها يوم الثلاثاء الماضي. وهو التقى وبحسب فيديو بثته صفحة «اتحاد التنسيقيات في سوريا» على موقع «فيس بوك» أهالي منطقة خربة غزالة الذين استقبلوه بالهتافات المنددة بالنظام والداعية لإسقاطه. وأظهر الفيديو اثنين من المراقبين يخرجان من سيارة تابعة للأمم المتحدة وهما يسارعان لوضع الخوذات الزرقاء على رأسيهما. ورفع عشرات من المتجمهرين من أهل المنطقة صور القتلى أقاربهم الذين وقعوا خلال الأحداث السورية، كما حاولوا الاقتراب من المراقبين للحديث معهما.

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط» أوضح أبو قيصر الحوراني عضو لجان التنسيق المحلية في بلدة سحم في درعا أن المراقبين يزورون المنطقة الشرقية لدرعا، وبالتحديد بلدات خربة غزالة وبصر الحرير، إلا أنهم لم يتوجهوا بعد إلى المنطقة الغربية. ولفت أبو قيصر إلى أن «الأهالي الذين استقبلوا المراقبين بالأمس أخذوهم لمعاينة الدبابات التي سعى النظام لإخفائها عنهم، وأخبروهم أنه يلبس عناصر الجيش زي الشرطة المدنية ليقول لهم إنه سحب عناصره من الشوارع». وكان رئيس وفد المراقبين العقيد أحمد حميش رفض صباح يوم أمس لدى مغادرته الفندق الذي يقيم فيه في دمشق إعطاء تفاصيل عن برنامجه، وقال: «إننا لا نفصح عن خطتنا لأسباب أمنية». وحول ما إذا كان ينوي متابعة جولته الميدانية، قال: «نحن مستمرون بالتعاون». وردا على سؤال يتعلق بالمباحثات حول البروتوكول الذي ينظم عمل بعثة المراقبين في سوريا، أجاب حميش: «نحن مراقبون عسكريون، لذلك نحن لا نتناول الأمور الدبلوماسية على الإطلاق، مهمتنا القيام بالعمليات».

ولدى عودته من جولته الميدانية ليل أول من أمس، لفت حميش إلى أن إتمام مهمة بعثة المراقبين التي أقرها مجلس الأمن الدولي للإشراف على وقف إطلاق النار يحتاج إلى وقت وبناء الثقة مع جميع الأطراف في البلاد، رافضا تحديد مهلة للانتهاء من مهمته، وقال: «إن الوقت ليس له حد»، مشيرا إلى أن هدف مهمته «الإعداد للمهمة المقبلة إذا أقرها مجلس الأمن». وعن المعلومات التي تحدثت عن تعرض مظاهرة لإطلاق نار من قوات النظام خلال وجود المراقبين في بلدة عربين في ريف دمشق، أجاب رئيس وفد المراقبين: «تقريرنا سنقدمه إلى الأمم المتحدة، وهو سري ولا نقدم أي تقرير للصحافة».

يذكر أن طائرة إيطالية كانت قد حطت ليل أول من أمس في مطار بيروت الدولي حاملة على متنها سيارة «لاند كروزر»، ومن ثم حطت 3 طائرات أخرى آتية من تشيكيا، حملت على متنها أيضا 9 سيارات لصالح فريق المراقبين الدوليين، على أن يتم نقلها إلى سوريا.