«مركزية» فتح بصدد إقرار تشكيلة قيادية جديدة في غزة

أسير محرر أقوى المرشحين لرئاستها

TT

تسود حالة من الترقب والتوتر الشديد أوساط كوادر حركة فتح في قطاع غزة، عشية الاجتماع الحاسم التي ستعقده اللجنة المركزية للحركة قريبا، ومن المقرر أن يصدر قرار بتشكيل هيئة قيادية جديدة لفتح في القطاع خلفا للهيئة الحالية التي يرأسها الدكتور عبد الله أبو سمهدانة. وعلمت «الشرق الأوسط» أن اللجنة المركزية للحركة تراجعت في اجتماع سابق وفي آخر لحظة عن إقرار تشكيلة قيادية جديدة اختارتها، بعدما تبين أن كوادر الحركة في القطاع يرفضون بشدة بعض الأشخاص الذين وردت أسماؤهم فيها.

وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أن حركة فتح كلفت عضو لجنتها المركزية الدكتور نبيل شعث بالاتصال بكوادر حركة فتح والتشاور معهم قبل تقديم التشكيلة النهائية للهيئة القيادية الجديدة. وأشارت إلى أن شعث أعد اقتراحه حول تشكيل الهيئة القيادية الجديدة في ضوء الزيارة التي قام بها لقطاع غزة ولقاءاته مع قيادات وكوادر الحركة. وحسب هذه المصادر فإن اللجنة المركزية قررت إحالة المقترح الذي تقدم به شعث إلى لجنة خاصة، بعد أن اكتشفت «المركزية» أن قطاعات واسعة من كوادر الحركة ترفض وجود بعض شخصيات ضمن التشكيلة القيادية الجديدة.

وذكرت المصادر أن اللجنة ستعقد قريبا اجتماعا حاسما برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) باعتباره رئيس الحركة، لإقرار الهيئة القيادية الجديدة. وأوضحت أن اللجنة المركزية للحركة معنية بالإعلان عن تشكيلة الهيئة القيادية العليا في القطاع، في ظل أكبر قدر من التوافق الداخلي، خشية أن يواجه القرار بموجة من الاستقالات من الحركة.

وأشارت المصادر إلى أن اللجنة المركزية ستكلف الهيئة القيادية الجديدة بإعادة تشكيل الهياكل التنظيمية، وضمن ذلك تعيين هيئات قيادية فرعية ستقود أقاليم الحركة في غزة لتحل محل الهيئات الفرعية التي مضى وقت طويل على وجودها في مواقعها، والإشراف على إجراء انتخابات داخلية جديدة، مع العلم بأن الحركة لم تجرِ أية انتخابات داخلية منذ تفجر الصراع العنيف بين حركتي فتح وحماس عام 2007، الذي انتهى بسيطرة حماس على القطاع.

وحسب المصادر فإن اللجنة المركزية ستبحث اقتراحا بتعيين أعضاء الهيئة القيادية القديمة للحركة كأعضاء في لجنة سياسية عليا تمثل الحركة في مواجهة الفصائل الأخرى، وهو الاقتراح الذي يقابل برفض من قيادات الحركة في القطاع الذين كانوا يعارضون الهيئة القيادية العليا القديمة. وقالت المصادر إن أوفر قيادات الحركة حظا في خلافة أبو سمهدانة كرئيس للهيئة القيادية العليا لفتح في غزة هو الأسير المحرر يزيد الحويحي، الذي اعتقل مرتين من قبل سلطات الاحتلال وقضى 11 عاما في السجون الإسرائيلية. ويرى مراقبون في غزة أن أية انتخابات داخلية تجريها فتح في غزة تكتسب أهمية خاصة لأن نتيجتها ستوضح موازين القوى الداخلية بين التيار الموالي للرئيس عباس والتيار الموالي لعضو اللجنة المركزية محمد دحلان، الذي قامت الحركة بطرده من صفوفها قبل عدة أشهر.

يذكر أنه على الرغم من طرد دحلان من صفوف الحركة فإنه ما زال يحظى بدعم قطاعات واسعة داخل جماهير الحركة في القطاع.