السفير السوري لدى لبنان يؤكد أن الحوار سيكون مع معارضة الداخل

رمضان: النظام لا يعترف بوجود الشعب السوري أصلا

TT

قال السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي إن «سوريا تسير في الإصلاحات بشكل كامل وبخطوات متسارعة ومدروسة»، لافتا إلى أن «معظم السوريين مؤيدون للإصلاح وللحوار الذي يدعو إليه الرئيس بشار الأسد والقيادة السورية». وقال السفير السوري بعد لقائه رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون، إن «الأصوات التي تقدم اعتراضات وآراء مغايرة، بعضها شكل عزلة لنفسه، خصوصا إذا كانت ترفض الحوار وتستقوي بالأجنبي وتدعو إلى التدخل العسكري، هذه الدعوات رصيدها في المجتمع السوري في الداخل يكاد يكون من أدنى المستويات، أما المعارضة الوطنية في الداخل، المعارضة الغيورة على سوريا وسيادتها وموقعها، فهي التي لها الرصيد في الموقع السوري، وهي التي يتم الحوار بين أطيافها المختلفة»، مؤكدا أن «سوريا تعيد بنيتها وتحصن نفسها بعد هذه الأزمة الطاحنة والمؤامرة المركبة التي شاركت فيها قوى عالمية شريرة خطيرة استخدمت الإعلام والمال وسلاح الفتنة، ومع ذلك أثبتت سوريا مع غالبية مواطنيها حرصها على الوحدة الوطنية وتمسكها بسيادتها والدور الذي لعبته تاريخيا وتلعبه الآن بوصفها محورا أساسيا في احتضان الأمة العربية واحتضان المقاومة ورفض المساومة على الكرامة». وأثارت مواقف السفير السوري استغراب المعارضة السورية، والتفريق بين معارضة الداخل ومعارضة الخارج، فأوضح عضو المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني السوري» أحمد رمضان، أن «النظام السوري لم يعترف أصلا بوجود الشعب السوري، فكيف له أن يعترف بوجود معارضة؟!». ورأى في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «أزمة هذا النظام أنه لا يعترف بالرأي الآخر وبمن يعارض سياسته»، وقال: «تحت الضغط العربي والدولي، اصطنع هذا النظام بعض الأشخاص المعروفين بصلتهم به، وراح يقدمهم على أنهم معارضون، بينما هم جزء من النظام وآلته، وأعتقد أن الرأي العام في سوريا يعرف هؤلاء جيدا ولن يقبل التعامل معهم»، وأضاف: «من المعيب على النظام أن يتحدث عن إصلاحات بعد سقوط 20 ألف شهيد، وآلة القتل والموت ما زالت تعمل يوميا»، وسأل: «أي إصلاحات يتحدث عنها وآلته العسكرية مستمرة في قتل أطفال سوريا يوميا وراجمات صواريخه تدكّ المدن؟!». ولفت إلى أن «المعارضة السورية ليست معارضة خارجية، فما بين 60 و70 في المائة منها هي معارضة الداخل، لكن أعمال القتل والتصفيات والاعتقالات والتعذيب، اضطرت رموزها إلى المغادرة إلى الخارج من أجل التحرك السياسي ونصرة الثورة». معتبرا أن «الكلام عن معارضة داخل ومعارضة خارج لا قيمة له، وتجاوزه الرأي العام السوري والرأي العام الدولي، ولم يعد بالإمكان أن يتحدث هذا النظام عن إصلاحات أو حوار بأي شكل من الأشكال».

أما نائب المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا فاروق طيفور، فاعتبر أن «كلام النظام السوري عن معارضة داخلية ومعارضة خارجية مردود على أصحابه ولا يمكن الأخذ به». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ليس غريبا على نظام مجرم يقتل شعبه أن يتفوه بكلام هو خارج التاريخ وخارج الجغرافيا، ولا أعرف ما إذا كانت المظاهرات التي تخرج في حمص ودمشق وحماه وإدلب وفي كل أنحاء سوريا وتطالب بإسقاط هذا النظام، هي معارضة داخل أم خارج، وهل هؤلاء المتظاهرون الذين يخرجون بصدورهم العارية هم معارضة خارج متآمرة على البلد؟! هل هؤلاء الذين يجابههم النظام بالدبابات والمدرعات والطائرات والمدافع والصواريخ، ويقوم بتدمير البيوت على أهلها ويذبّح الأطفال هم معارضة خارج أم داخل؟!». وردا على سؤال عن اتهام السفير السوري لدى لبنان لمعارضة الخارج بالاستقواء بالأجنبي، سأل نائب مراقب «الإخوان»: «من يستقوي بالأجنبي؛ المعارضة السورية التي لم تحظ بأي دعم فعلي وتتكل على إيمانها بقضيتها، أم هذا النظام الذي يستقوي بالفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن ليذبح شعبه؟! أليس هذا النظام هو من يتلقى الدعم المادي والعسكري ويستقدم المقاتلين من إيران ومن حزب الله في لبنان ومن (رئيس الحكومة العراقية نوري) المالكي وكل من لفّ لفهم؟!».