مصدر يمني لـ «الشرق الأوسط»: لا تراجع عن قرارات الرئيس هادي

7 قتلى في صفوف «القاعدة» في هجوم بلودر في أبين وتشديد الحراسة على مقر السفارة السعودية وملحقاتها

جندي يمني ينظر إلى يمنية تزين حائطا بوسط العاصمة صنعاء أمس (أ.ف.ب)
TT

جدد مصدر في الرئاسة اليمنية التأكيد لـ«الشرق الأوسط» على أنه لا تراجع عن القرارات التي أصدرها الرئيس عبد ربه منصور هادي والمتعلقة بإقالة عدد من القادة العسكريين وتعيين بدلاء عنهم، في وقت، يواصل فيه المبعوث الأممي، جمال بن عمر، مشاوراته ولقاءاته في صنعاء مع الأطراف اليمنية بشأن التوصل إلى تسوية بشأن النقاط الخلافية التي برزت عقب القرارات التي أصدرها الرئيس عبد ربه منصور هادي، والتي شملت تعيينات في العديد من المناصب العسكرية والمدنية. وقالت مصادر في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن بن عمر التقى، أمس، بالسياسي اليمني البارز الشيخ حميد الأحمر واستعرض معه «الخطوات التي أنجزت والمتعلقة بالمرحلة الانتقالية»، ونقل عن الأحمر تأكيده على ضرورة استكمال تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.

وأجرى جمال بن عمر، مستشار ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، منذ يومين، مشاورات واسعة النطاق للوقوف على الأسباب التي تعيق الخطوات المتعلقة بتنفيذ المبادرة الخليجية، وبالأخص في الشق المتعلق برفض عدد من القيادات العسكرية لقرارات رئاسية بإقالتهم وهم المحسوبون على الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وبالأخص المقربين منه.

هذا وما زال ضباط القوات الجوية والدفاع الجوي يواصلون احتجاجاتهم للمطالبة بتسلم القائد الجديد للقوات لمسؤولياته ورحيل السابق وهو اللواء محمد صالح الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس السابق (صالح)، هذا في وقت وجهت فيه مصادر في أحزاب «اللقاء المشترك» التي ترأس حكومة الوفاق الوطني، أصابع الاتهام إلى اللواء الأحمر بسحب كميات كبيرة من الأسلحة من القواعد الجوية ونقلها إلى جهات غير معلومة.

وتتوجه الأنظار إلى القصر الرئاسي في صنعاء لمعرفة القرارات التي سوف يتم اتخاذها بحق اللواء محمد صالح الأحمر، الرافض لقرار عزله، حيث منحت له مهلة انتهت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، دون أن ينصاع للقرار، في الوقت الذي تؤيده الدول الراعية للمبادرة الخليجية.

وقال مصدر في الرئاسة اليمنية لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة بن عمر ومباحثاته ومشاوراته تأتي في إطار تكليف مجلس الأمن الدولي له بمتابعة التسوية السياسية في اليمن في ضوء المبادرة الخليجية، وإن بن عمر «وكلما كانت هناك مشكلة يقوم بزيارة اليمن، ثم يرفع تقريرا إلى مجلس الأمن بشأن ذلك، وجدد المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، التأكيد على قرارات الرئيس هادي تحظى بدعم دولي وليست قابلة للتراجع عنها مطلقا»، وقال المصدر إنه لن تصدر قرارات رئاسية جديدة حتى يتم حسم أمر القرارات السابقة، في إشارة إلى الرفض والتمرد على تلك القرارات من قبل بعض القادة العسكريين المحسوبين على النظام السابق.

من ناحية ثانية، تواصل القوات المسلحة اليمنية هجماتها على معاقل عناصر تنظيم «أنصار الشريعة» التابع لتنظيم القاعدة في جنوب اليمن، وأعلنت السلطات اليمنية، أمس، مقتل 7 من عناصر التنظيم في هجوم لقوات «اللواء العسكري 111» استهدف أحد أوكارهم قرب مدينة لودر، وقالت وزارة الدفاع اليمنية إن بين القتلى 4 ممن يحملون الجنسية الصومالية، في وقت تزايدت فيه الأنباء عن مشاركة مقاتلين يحملون الجنسيات الأجنبية وبالأخص السعوديون الذين يوجدون في عدة مناطق بجنوب اليمن وهم ممن ينتمون لتنظيم «القاعدة في جزيرة العرب». وأضافت الوزارة أن «أبطال اللواء 111 مشاة وبمشاركة اللجان الشعبية نفذوا عملية نوعية تم فيها تدمير وكر إرهابي تابع لعناصر تنظيم القاعدة خلف محطة الكهرباء شمال شرقي مدينة لودر بمحافظة أبين، وتمت السيطرة على الموقع والتمركز فيه»، وأن «العناصر الإرهابية كانت تستخدم ذلك الوكر مركزا متقدما لمجموعة من الإرهابيين ومنطلقا لتنفيذ أعمال تخريبية وإجرامية في لودر».

وتتواصل المواجهات في محافظة أبين بين القوات الحكومية المسنودة بمسلحي اللجان الشعبية، من جهة، وعناصر «القاعدة» من جهة أخرى.

وفي عدن قتل عنصر مفترض من «القاعدة» في هجوم انتحاري بواسطة دراجة نارية استهدف إحدى النقاط العسكرية في منطقة البريقة التي تقع فيها مصفاة النفط الرئيسية في البلاد، غير أن الهجوم لم يسفر عن سقوط قتلى في صفوف ضباط وجنود النقطة، وقتل فيه المهاجم فقط، وهذا الهجوم هو الثاني من نوعه في عدن خلال الأسبوعين الأخيرين، وقالت وزارة الدفاع اليمنية إن «إرهابيا من تنظيم القاعدة يدعى محمد عبد الحكيم كان يسير على متن دراجة نارية مفخخة باتجاه نقطة عسكرية تابعة للواء 31 في منطقة البريقة غير أن الدراجة انفجرت به فوق الجسر في حي الفارسي عند مدخل مدينة البريقة على بعد 600 متر تقريبا من النقطة العسكرية»، وأشار المصدر إلى أنه «لم تحدث أي أضرار جراء الانفجار الذي أدى إلى تمزق جسد الإرهابي وتناثره إلى أشلاء في موقع الانفجار».

وفي سياق متصل، قالت وزارة الدفاع اليمنية، أمس، إن تنظيم أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة في جنوب اليمن، يشهد تناحرا وصفته بالدموي في أوساطه، وكشف الوزارة أن القيادات الميدانية قامت بإعدام 7 من العناصر بسبب رفضهم لتنفيذ عمليات انتحارية في لودر، هذا في وقت لجأ فيه التنظيم إلى أسلوب العمليات الانتحارية بعد أن دحر ميدانيا ولم يتمكن مقاتلوه من السيطرة على مدينة لودر خلال عشرة أيام من المواجهات، كما أشارت التقارير الرسمية إلى أن قتالا داخل التنظيم في منطقة «امعين» بأبين، أيضا، وتشير مصادر محلية إلى وجود أعداد غير قليلة من المقاتلين الأجانب في صفوف «القاعدة» في محافظة أبين بجنوب اليمن.

وفي موضوع آخر، شددت وزارة الداخلية من إجراءات الحماية والحراسة على مقر السفارة السعودية وملحقاتها ومكاتبها والمجمع السكني لموظفيها في العاصمة صنعاء، وكذا حول مقر القنصلية العامة بعدن وسكن القنصل، وذكرت وزارة الداخلية، عبر مركز الإعلام الأمني، أن قيادتها «وجهت الجهات الأمنية المكلفة بحماية السفارة السعودية للتحلي باليقظة الأمنية التامة والبقاء في حالة جاهزية كاملة لمنع أي خرق أمني»، وبحسب المركز فإن هذه الإجراءات جاءت «بناء على طلب من السفارة، وفي أعقاب تبني تنظيم القاعدة لاختطاف نائب القنصل السعودي بعدن عبد الله الخالدي».