كرزاي: صور الجنود الأميركيين مع جثث أفغان «غير آدمية»

طالبان تتوعد بالثأر.. ولافروف يحذر من الانسحاب المبكر

TT

وصف الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أمس صورا التقطت لجنود أميركيين مع جثث انتحاريين أفغان بأنها «غير آدمية». وأضاف أن هذه الصور «غير إنسانية واستفزازية. إن من المقزز التقاط صور مع بقايا بشرية ثم تبادلها مع آخرين». وجاء ذلك تعليقا على نشر صحيفة «لوس أنجليس تايمز» صورا ظهر فيها جنود أميركيون يسيئون إلى عدد من جثث مقاتلين أفغان، وتعود الصور إلى عام 2010 ولكن تم نشرها قبل يومين بعد أن سربها جندي أميركي استاء من تصرفات زملائه. وأعلن البيت الأبيض أول من أمس فتح تحقيق في الحادث، كما ندد المسؤولون الأميركيون بالحادث.

وقال بيان صادر عن مكتب كرزاي إن «السبيل الوحيدة لإيقاف هذه التجارب المؤلمة ينبغي أن تكون طريق الإسراع بنقل المهمات الأمنية إلى القوات الأفغانية». وأضاف: «من الضروري نقل المسؤولية الأمنية سريعا إلى قوات الأمن الأفغانية لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث».

وأظهرت إحدى الصور عناصر من وحدة عسكرية أميركية محمولة جوا تقف مع الشرطة الأفغانية عام 2010 وهم يحملون سيقانا مقطوعة لانتحاري أفغاني.

من جهتها، توعدت حركة «طالبان» الأفغانية بالثأر من الأميركيين والقوات الأفغانية بسبب الحادث الذي أدانته. وقالت في بيان إنها «تدين بحزم الأعمال الشنيعة وغير الإنسانية التي يرتكبها المحتل الأميركي وعبده الجاهل». وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لـ«رويترز» عبر الهاتف «سينالون العقاب على أفعالهم وسوف نثأر. متى ذلك؟ وكيف؟ هو أمر يرجع إلى مسؤولينا العسكريين لكنه سيضاف إلى خططنا».

وقد أحدثت انتهاكات رصدت في أول أربعة أشهر من 2012 حرجا كبيرا للولايات المتحدة وأدت إلى غضب واسع في أفغانستان. ففي يناير (كانون الثاني) تم بث تسجيل على الإنترنت يظهر جنودا أميركيين وهم يبولون على جثث 4 مقاتلين أفغان ضد الولايات المتحدة. وفي يناير أيضا اتهم محققون أفغان القوات الأميركية بسوء السلوك والمعاملة القاسية في حق المعتقلين الأفغان في قاعدة بارغرام الجوية. وبعدها، حرق جنود أميركيون نسخا من القرآن الكريم في قاعدة تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في فبراير (شباط) الماضي. واعتذر القائد الأميركي لقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان جون ألن عما فعله الجنود، وقال «تخلصوا من نسخ من المصحف بشكل غير مناسب». وأدى هذا الحادث إلى احتجاجات واسعة من قبل الأفغان أمام قاعدة بارغرام الجوية.

وفي مارس (آذار) الماضي، قام رقيب بالجيش الأميركي بمجزرة، حيث هاجم بلدة أفغانية عند منتصف الليل بها مدنيون أفغان وقتل أكثر من 17 شخصا.

من جهة أخرى، انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خطة حلف شمال الأطلسي الرامية إلى سحب قواته من أفغانستان بحلول عام 2014، قائلا أمس إن «قوات التحالف ينبغي أن تظل في أفغانستان حتى تكون القوات الحكومية قادرة على تأمين الأمن».

وقال لافروف: «ما دامت أفغانستان غير قادرة على تأمين الأمن بمفردها في هذا البلد، فالجداول الزمنية لسحب القوات تمثل إجراء غير صحيح ولا ينبغي أن توضع أصلا».

يذكر أن لافروف كان يتحدث في بروكسل، حيث اجتمع مع وزراء خارجية «الناتو» لبحث الأوضاع في أفغانستان.

ويعتزم «الناتو» بحلول منتصف السنة المقبلة نقل المسؤوليات الأمنية إلى القوات الأفغانية على أن يسحب قواته من البلد بحلول نهاية عام 2014.