هولاند لا يزال الأوفر حظا عشية الاقتراع الرئاسي في فرنسا

رهان ساركوزي على لعب ورقتي الفوضى الاقتصادية والأمن لم يأت بنتيجة

ساركوزي يلقي خطابا أمام أنصاره في سان موريس بباريس أمس (رويترز)
TT

يبدو الاشتراكي فرانسوا هولاند الذي يفتقر إلى تجربة حكومية وكان السنة الماضية لا يملك فرصا كبيرة، المرشح الأوفر حظا للفوز في مواجهة الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي في الانتخابات الرئاسية التي تجرى دورتها الأولى بعد غد (الأحد) في فرنسا. وتفيد استطلاعات الرأي بأن الناخبين الـ45 مليونا المدعوين للاقتراع ليسوا متحمسين كثيرا في حملة طغت عليها الأزمة الاقتصادية ومخاوف ارتفاع نسبة الامتناع عن التصويت.

ويتطلع ساركوزي الذي يشهد له بالحيوية والإقدام إلى أن يكون الزعيم الأوروبي الوحيد الذي ينجو من عاصفة الأزمة المالية الأوروبية التي أطاحت بحكومات روما وأثينا ولندن ومدريد. ويرى أن الهدف بسيط، وهو احتلال الموقع الأول لإحداث دفع جديد على أمل الفوز في الدورة الثانية في السادس من مايو (أيار) والاحتفاظ بمقاليد الحكم.

لكن استطلاعات الرأي تصر على أن هولاند سيحتل الصدارة في الدورة الأولى أو سيأتي بفارق ضئيل وراء ساركوزي بحصوله على 28 في المائة من الأصوات، على أن يتفوق عليه بفارق كبير في الدورة الثانية. ولم تأت تحذيرات ساركوزي من مخاطر فوضى اقتصادية قد يحدثها فوز الاشتراكي، أو مواقفه المتصلبة حول الهجرة والأمن، بنتيجة تذكر حتى الآن على غرار الهجمات التي استهدفت شخصية خصمه واعتبرته «سيئا» حين قال للصحافيين «سأهزمه شر هزيمة». وذلك لأن ساركوزي يعاني من تردي شعبيته ويثير أسلوبه انتقاد الكثير من مواطنيه حتى إن بعض المعلقين يرون أن هذا الاقتراع سيكون بمثابة استفتاء: معه أو ضده.

ولم يهتز هولاند (57 سنة)، مثل ساركوزي، وهو البشوش الذي يحبذ الإجماع، بينما يقول أعداؤه إنه «لين» و«غامض»، من تلك الحملة العدائية التي يشنها عليه الرئيس المنتهية ولايته. ولا ينوي الاشتراكي الإصلاحي وريث الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية جاك ديلور، التطاول على التزامات فرنسا المالية. فهو يعد بالعودة إلى توازن المالية العامة بحلول 2017، بعد سنة مما يعد به اليمين، لكنه يقول إن على أوروبا أن تدفع بالنمو وإنه إذا انتخب سيرفض التوقيع على معاهدة الميزانية الأوروبية في صيغتها الحالية التي وقع عليها في مارس (آذار) كل من الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وأعرب عن الأسف لأن ذلك الاتفاق «لا يقترح آفاقا سوى التقشف». وأكد أنه سيخص المستشارة الألمانية بأولى زياراته إلى الخارج كرئيس إذا انتخب من أجل الدفاع عن هذا الموقف، بينما قاطعه الزعماء المحافظون الأوروبيون ورفضوا استقباله.

وتوقع استطلاع هذا الأسبوع أن يفوز هولاند في الدورة الثانية بـ58 في المائة من الأصوات مقابل 42 في المائة. ونتيجة كهذه كانت تبدو خيالية تماما قبل سنة عندما انتخب هولاند رئيس المجلس الإقليمي لمنطقة كوريز الريفية وسط فرنسا وأعلن بعد استفادته من تلك الشرعية ترشحه لرئاسة الجمهورية.

وكان دومينيك ستروس كان المدير السابق لصندوق النقد الدولي يتقدم عليه لكن بعد اتهامه باعتداء جنسي، فرض فرانسوا هولاند زعيم الحزب سابقا الذي لم يتول أبدا منصب وزير، نفسه في الانتخابات التمهيدية الاشتراكية في أكتوبر (تشرين الأول). وعقب حملة يخوضها منذ سنة، بإمكانه القول اليوم إنه يشعر «بانطلاقة وبأمل يتبلور» وإنه يمكن لليسار أن يحقق أول انتصار في الانتخابات الرئاسية منذ فرانسوا ميتران في 1988.

وبدا من الصعب أن يلحق بقية المرشحين بالاثنين الأوفر حظا رغم أن ممثلة أقصى اليمين مارين لوبن وممثل اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون العدوين اللدودين من تيارين سياسيين متناقضين، يتطلعان إلى الوصول إلى الدورة الثانية، حيث يمثلان تيارا احتجاجيا قويا.

وقد شكل ميلانشون مفاجأة الحملة الانتخابية وحشد أنصاره في ساحات في الهواء الطلق وتوقعت الاستطلاعات فوزه بنحو 15 في المائة من أصوات الناخبين وقد يؤثر على فرانسوا هولاند حتى يضفي على خطابه مزيدا من «اليسارية». وتشهد نتيجة فرانسوا بايرو ثباتا عند 10 في المائة من الأصوات بينما يفترض ألا يلعب المرشحون الخمسة الآخرون سوى دور ثانوي بمن فيهم القاضية السابقة إيفا جولي (68 عاما)، مرشحة الخضر وأنصار البيئة.