لافروف يدعو إلى «بذل كل ما من شأنه» أن يضمن نجاح خطة أنان

موسكو ترفض المشاركة في مؤتمر باريس لأنه «لا يختلف عن اجتماعي تونس واسطنبول»

TT

دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس المجتمع الدولي إلى «بذل كل ما من شأنه» أن يضمن نجاح خطة الممثل الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان إلى سوريا.

وصرح لافروف عقب لقاء مع نظرائه الـ28 من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في بروكسل «اليوم شجعت زملائي على التخلي عن الجدل الذي يتوقع فشل خطة أنان».

وأضاف الوزير الذي أجرى خصوصا مباحثات مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الموجودة في بروكسل «قبل التفكير في المستقبل، يتعين علينا أن نبذل كل ما من شأنه أن يضمن نجاح تلك الخطة». حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

واعتبر لافروف أن روسيا تقوم بما يترتب عليها «بنزاهة». وقال «إننا نلتقي كل أعضاء المعارضة لكننا لا نتمتع بالنفوذ الذي يتمتع بها أعضاء آخرون في مجلس الأمن الدولي أو الدول المجاورة عليهم»، داعيا تلك البلدان إلى «استخدام هذا النفوذ».

ودعا الوزير الروسي مجددا «القادة السوريين»، «المسؤولين الرئيسيين عن الوضع في سوريا»، إلى «ضمان حقوق الإنسان وأمن مواطنيهم وسيادة البلاد». وأضاف «لكن الأزمة لا يمكن أن تحل إذا لم تطلب الأطراف الخارجية الأمر نفسه من كافة الفرقاء: أي وقف إطلاق النار والسماح للمراقبين بتقييم الوضع وتفضيل الحوار».

وسيشارك عدة وزراء موجودون في بروكسل بمن فيهم كلينتون عصر الخميس في اجتماع حول سوريا يعقد في باريس وتغيب عنه كل من موسكو وبكين.

واعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن الهدف من هذا الاجتماع الجديد «لا يتعلق البتة بالبحث عن أرضية للتوصل إلى حوار سوري داخلي، بل بالعكس إلى تعميق التناقضات بين المعارضة ودمشق».

وحول رفض موسكو المشاركة في لقاء وزراء خارجية 14 من الدول العربية والغربية لبحث التطورات الخاصة بالمسألة السورية. وقال ألكسندر لوكاشيفيتش المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية إن روسيا ردت على دعوة الجانب الفرنسي بالرفض مشيرا إلى أسباب عدم قبول الدعوة والتي أوجزها في قوله «إنها نفس الأسباب التي وقفت وراء امتناعها عن المشاركة في الاجتماعين السابقين لـ(مجموعة أصدقاء سوريا)، وعدم توجيه منظمي اللقاء الدعوة إلى الحكومة السورية». وقال إن «منظمي اللقاء لم يكونوا يتوقعون حضورنا إلى باريس ولذا تعمدوا إرسال الدعوة في وقت ضيق أي قبل يومين فقط من موعد انعقاده». كما انتقد لوكاشيفيتش الغرض من اللقاء قائلا إنه لا يستهدف التوصل إلى الأسس اللازمة لإجراء الحوار الوطني بقدر استهدافه تعميق الخلافات بين السلطة والمعارضة. وأضاف قوله: «يبدو أن هدف اللقاء لا يتمثل في إيجاد أسس لبدء الحوار الوطني السوري، بل على العكس تماما، في تعميق الخلافات بين المعارضة ودمشق بهدف عزل الأخيرة دوليا»، فيما أشار إلى أن «موقف روسيا من مثل هذه اللقاءات معروف. ولا يختلف عن تقييمنا لاجتماعي ما يسمى بـ(مجموعة أصدقاء سوريا) السابقين في تونس واسطنبول. إن لقاء باريس له نفس الصفات، حيث لم توجه دعوة إلى ممثلي النظام لحضوره». ودعا المسؤول الروسي إلى توحيد جهود المجتمع الدولي من أجل تجاوز الأزمة ووضع حد لمعاناة الشعب السوري ووقف إراقة الدماء وتأمين تطور البلاد سلميا وديمقراطيا من خلال التوصل إلى اتفاق وطني، بعيدا عن السياسات التخريبية. وناشد المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية كل الأطراف المعنية تقديم العون والمساعدة في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا على أساس خطة أنان بعيدا عن أي خطوات أحادية الجانب ذات طابع مشبوه على حد تعبيره.

إلى ذلك قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، إن الولايات المتحدة لا تقدم أسلحة إلى المعارضة السورية ولكن تقدم لها دعما لوجستيا ووسائل اتصالات ونقل وستظل تساعد المعارضة حتى تصبح صوتا بديلا لمستقبل الشعب السوري، وأضافت أن واشنطن تحدد خطواتها تجاه نظام الأسد بناء على تصرفاته وليس بناء على كلماته. وعلى هامش اجتماعات لوزراء دول حلف الناتو ببروكسل، قالت الوزيرة الأميركية إنه في الوقت الذي يتم فيه نشر فريق من المراقبين على الأراضي السورية، تواصل مدافع نظام الأسد إطلاق النار في حمص وإدلب وغيرها، والسوريون ما زالوا يموتون، ولم تذكر كلينتون تفاصيل بشأن ما قد تفعله الولايات المتحدة والدول الأخرى إذا لم تتوقف انتهاكات وقف إطلاق النار بين القوات الحكومية والمعارضة وإذا لم يتمكن مراقبو الأمم المتحدة من الانتشار بشكل كامل في سوريا.