الأمم المتحدة تتفاوض لتوسيع نطاق عمل منظمات الإغاثة

خطة مساعدات قيمتها 180 مليون دولار على مدى 6 أشهر

TT

قال مدير عمليات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية جون غينغ، أمس، إن المنظمة الدولية تأمل في الحصول على تصريح من الحكومة السورية في الأيام المقبلة لإرسال المزيد من عمال الإغاثة إلى البلاد لمساعدة ما لا يقل عن مليون شخص بحاجة إلى مساعدة عاجلة.

وأضاف غينغ، أن سوريا أقرت بأن هناك «احتياجات إنسانية خطيرة» وأن هناك حاجة إلى التحرك، لكن المسائل المتعلقة بالنقل والإمداد والإيواء ومنح التأشيرات لعمال الإغاثة ما زالت قيد النقاش. وتابع قوله إن «المهم الآن هو مسألة تنفيذ هذه الخطط. في هذا الصدد نحتاج إلى المزيد من الانخراط الفعال مع السوريين حتى ننفذ هذه الخطة»، موضحا أن «الخطوة التالية في العملية التي نريد إتمامها في غضون أيام.. هي الاتفاق على تفعيل الخطة ليتزامن مع هذا حشد الموارد لتحقيقه».

ومن المهم الحصول على موافقة سوريا على الخطة وحشد وكالات الإغاثة الشريكة لما قال غينغ إنها ستكون «عملية إنسانية ضخمة».

وكان غينغ يتحدث إلى الصحافيين بعد المنتدى الإنساني السوري الذي عقد في جنيف لبحث خطة مساعدات قيمتها 180 مليون دولار على مدى ستة أشهر. ووضعت الخطة بعد بعثة تقييم مشتركة مع مسؤولين سوريين الشهر الماضي.

وشارك مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة في جنيف فيصل خباز الحموي في المحادثات المغلقة مع ممثلي الدول ألمانحة ومنظمة المؤتمر الإسلامي. وعلى صعيد منفصل، قال الحموي للصحافيين، إن الاجتماع كان بناء، لكنه اتهم بعض الوفود التي لم يسمها بمحاولة تسييس المساعدات الإنسانية.

وأضاف «نحن مستعدون للتعاون، لكننا نأمل أن يدخلوا البيت من بابه الأمامي وليس من النافذة.. ليست لدينا أي أزمة في سوريا فهي ليست الصومال».

ولدى سؤال غينغ عن ضمانات من السلطات السورية بشأن إمكانية الوصول، قال «هذه هي القضية المحورية لما نتفاوض بشأنه الدخول وطاقة الوكالات الإنسانية والمنظمات على الأرض». ومنعت وكالات الأمم المتحدة من العمل في سوريا، حيث إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر هي الهيئة الدولية الوحيدة التي تنشر عمال إغاثة.

وعلى صعيد منفصل، طلبت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين 84 مليون دولار لمساعدة أكثر من 60 ألف لاجئ سوري فروا إلى الأردن ولبنان وتركيا والعراق. وقالت مليسا فلمينغ، المتحدثة باسم المفوضية في إفادة صحافية إن المفوضية تلقت 19 في المائة فقط من التمويل الذي طلبته.

وأعلنت الولايات المتحدة أنها ستتبرع بثمانية ملايين دولار إضافية للشعب السوري تخصص في أغلبها للمساعدات الغذائية والرعاية الصحية، مما يرفع مساهمتها إلى 33 مليون دولار. وقالت مصادر بالأمم المتحدة إن كندا والصين والسويد تعهدت بتقديم مساعدات خلال المحادثات. وقال غينغ إن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يهدف إلى مضاعفة عدد من يساعدهم في سوريا هذا الشهر إلى 200 ألف بعد أن كان 100 ألف في مارس (آذار).

ووفرت وكالات للأمم المتحدة بعض إمدادات الإغاثة ليوزعها الهلال الأحمر العربي السوري. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان أمس إن الاضطرابات في سوريا ما زالت تتسبب في معاناة ونزوح جماعي.

وقال ألكسندر إيكوي نائب رئيس وفد الصليب الأحمر في سوريا «هناك تدفق مستمر للناس الذين يغادرون منازلهم بحثا عن ملاذ آمن.. وبينما تمكن البعض من الانتقال للسكن عند أقارب لهم أو أصدقاء أو حتى غرباء عنهم يرغبون في المساعدة لم يكن لدى البعض الآخر خيار بديل عن اللجوء للمدارس والمساجد والكنائس». وقدمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري عبوات أغذية لستين ألف شخص في عدة محافظات خلال الأسابيع الأخيرة إلى جانب أدوات نظافة ومناشف وبطاطين وأفرشة. وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر هشام حسن إن السلطات السورية سمحت للمنظمتين بحرية أكبر خلال الأسابيع الأربعة الماضية بدخول مدن من بينها حمص.