توالت ردود الفعل الغاضبة في مصر والعالم العربي تجاه زيارة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية يوم الأربعاء الماضي، إلى الأراضي المقدسة بالقدس المحتلة، وفي حين أعلن الشيخ يوسف القرضاوي رئيس هيئة علماء المسلمين أسفه لانتهاك جمعة فتوى تحريم زيارة القدس، ناقش «اتحاد الكتاب» في مصر فصل مفتي الديار المصرية من عضوية الاتحاد لخروجه عن الإجماع الوطني، بينما دعت قوى سياسية لمسيرة إلى دار الإفتاء للمطالبة بعزل جمعة.
واستمرارا لردود الأفعال الغاضبة تجاه سفر جمعة إلى الأراضي المقدسة بالقدس المحتلة، أعلن الشيخ يوسف القرضاوي على موقعه الإلكتروني أمس أنه أصدر فتوى من مدة بعيدة، تحذر من زيارة القدس لأن السفر لدولة العدو الصهيوني يعد حراما شرعا، حيث أوضح أنه على المسلم مقاطعة عدوه اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا، وذلك منعا لكسر الحاجز النفسي بين الدولتين وعدم السماح بالتطبيع مع العدو.
وأضاف القرضاوي أن زيارة المسلمين للقدس تعد تهديدا لمجتمعاتنا العربية والإسلامية، بنشر الفساد والرذيلة والإباحية التي ربوا عليها، وأتقنوا صناعتها، وإدارة فنونها، لهذا كان سد الذرائع إلى هذا الفساد المتوقع فريضة يوجبها الدين، وضرورة يحتمها الواقع.
وأعرب القرضاوي عن أسفه لقيام الشيخ جمعة بانتهاك تلك الفتوى والذهاب للمسجد الأقصى بالقدس المحتلة، وقال إنه ما كان يتمنى أن يسافر وهو يعد من أكبر علماء المسلمين بالدول العربية جميعا، ومفتي الديار المصرية.
وأضاف القرضاوي على موقعه أن قضية تحريم زيارة القدس وهي تحت الاحتلال الصهيوني، محل اتفاق وطني، إسلامي مسيحي، فالأزهر حرمها على المسلمين في مصر والعالم، والكنيسة الأرثوذكسية حرمتها كذلك على أتباعها وأكدت استمرارها على ذلك من وقت قريب.
كما أبدى القرضاوي تعجبه من المحاولات الحثيثة من أكثر من جهة، على جعل المسلمين في العالم، ولا سيما العرب، يزورون المسجد الأقصى، في الوقت الذي تمنع فيه إسرائيل الشيخ رائد صلاح، من فلسطينيي الداخل، من زيارته، وكثيرا ما تغلق أبواب المسجد أمام الفلسطينيين من خارج القدس، أو من هم دون سن الأربعين وتصدهم عن الصلاة فيه بحجج شتى.
إلى ذلك، أعلن أمس مسؤول بـ«اتحاد كتاب مصر» أن هيئة الاتحاد قد عقدت اجتماعا طارئا مساء أول من أمس لبحث زيارة المفتي للقدس، وأعدت مشروع قرار بفصله من عضوية الاتحاد، وذلك القرار نتاج خروجه عن إجماع المصريين على عدم التطبيع مع الكيان الصهيوني بأي صورة من الصور، وهو الخروج الذي تمثل في زيارته للكيان الصهيوني.
وفي حين أنه من المقرر أن يعقد مجلس إدارة «اتحاد كتاب مصر» اجتماعا طارئا الاثنين المقبل لاتخاذ قرار الفصل، قام الداعية الإسلامي صفوت حجازي، رئيس مجلس أمناء الثورة، بالدعوة إلى مسيرة يوم الأحد المقبل إلى دار الإفتاء المصرية لإسقاط المفتي من منصبه، قائلا إن زيارته إلى القدس تعد تطبيعا مع العدو الإسرائيلي.