عباس ينوي العودة للجمعية العامة إذا رد نتنياهو على رسالته سلبيا

عريقات لـ «الشرق الأوسط»: اجتماع للجنة المتابعة العربية بعد الجواب الإسرائيلي

TT

قال صائب عريقات، رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، إن القيادة الفلسطينية تنتظر ردا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على رسالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) خلال أسبوعين حتى تقرر بعد ذلك طبيعة الخطوات القادمة. ورفض عريقات الكشف عن الخطوات الفلسطينية، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا أعرف، سنقرأ الرسالة أولا ثم نقرر».

وكرر عريقات القول: إن طبيعة الخطوات الفلسطينية ستتقرر في اجتماعين، واحد للقيادة الفلسطينية يعقد في رام الله ويشارك فيه إلى جانب أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قادة الفصائل المنضوية تحت مظلة المنظمة أو أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، والثاني للجنة المتابعة العربية. وأوضح أن هذين الاجتماعين سيعقدان بعد وصول الرد الإسرائيلي من أجل تحديد الخطوات المقبلة.

ويعتقد أن السلطة ستتابع تحركاتها في الجمعية العامة ومجلس الأمن ومؤسسات دولية أخرى إذا ما كان رد نتنياهو سلبيا. وقال عريقات في مؤتمر عضوية فلسطين في الأمم المتحدة في الخليل: «إن السلطة تنتظر ردا إسرائيليا خلال أسبوعين حول (الالتزامات) للعودة للمفاوضات، وإذا لم يحدث ذلك فإن السلطة ستتابع الاستراتيجية فيما يتعلق بالتوجه إلى الجمعية العامة ومجلس الأمن ومؤسسات الأمم المتحدة الأخرى». وأضاف: «قلنا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بأننا لن نسمح باستمرار الأوضاع على ما هي عليه».

وأكد هذا التوجه الرئيس عباس نفسه الذي وصف الأفق السياسي أول من أمس بالمغلق، بسبب السياسات الإسرائيلية المتعنتة. وقال لمجلة «الموقف» الفلسطينية، التي تصدر عن هيئة التوجيه السياسي العسكرية: «إن الجانب الفلسطيني يرغب في مفاوضات جدية مباشرة ومثمرة، وفي كل جولات التفاوض، بما فيها المحادثات الاستكشافية في العاصمة الأردنية عمان، قدمنا رؤيتنا وتصورنا لحل القضيتين الأبرز وهما الحدود والأمن، لكن الجانب الإسرائيلي لم يقدم شيئا مكتوبا، واكتفى بإعلان إصراره على الاحتفاظ بسيطرته على منطقة الغور والحدود الشرقية، واستمراره في التوسع الاستيطاني بمعدلات خطيرة للغاية ما يعني استحالة قيام دولة فلسطينية مستقلة، إذن باتت المفاوضات أمرا غير ذي مغزى ولا طائل من ورائها».

وأضاف أبو مازن: «أرسلنا خطابنا إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، وأجملنا فيه محطات عملية السلام والموقف الراهن، وننتظر الرد وفي الوقت نفسه قدمنا للجنة الرباعية الدولية رأينا وتصورنا، وفي حال لم نجد استجابة مشجعة فإننا سنكون أحرارا في رسم خطواتنا المقبلة، سنذهب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلى كل المنظمات الدولية المنبثقة عنها، وسنتابع تحركنا الدبلوماسي الرامي إلى عزل السياسة الاحتلالية وكشف الأطماع الإسرائيلية في أرضنا ومياهنا ومقدساتنا، إلى أن ينتبه العالم إلى حقيقة أن السلام يحتاج إلى دور دولي أكثر حزما وأكثر فاعلية وتأثيرا». وكان عباس قد طالب في الرسالة التي تسلمها نتنياهو يوم الثلاثاء الماضي، بالتزام إسرائيلي بمرجعيات عملية السلام، بما في ذلك الالتزام بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو (حزيران) 1967 مع «تبادل طفيف للأراضي بالقيمة والمثل»، ووقف الاستيطان بما في ذلك في شرق القدس وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.

وأكد أبو مازن أن السلطة في ظل الوضع الحالي «فقدت مبرر وجودها» محذرا من أن ذلك لا يمكن أن يستمر، لكن من دون التهديد بحل السلطة. وأضاف في الرسالة: «نتيجة لسياسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، لم يعد للسلطة الفلسطينية أي سلطة وأصبحت دون ولاية حقيقية في المجالات السياسية والاقتصادية والجغرافية والأمنية، أي أن السلطة فقدت مبرر وجودها». ولا توجد مؤشرات إسرائيلية بخصوص شكل الرد الإسرائيلي، واكتفى مكتب نتنياهو بالتأكيد على أن «إسرائيل والسلطة الفلسطينية ملتزمان بتحقيق السلام». وأن «الجانبين يأملان في أن يساعد تبادل الرسائل هذا في إيجاد سبيل لدفع السلام».