السخرية من المراقبين الدوليين تنافس الأسد على لافتات مظاهرات الجمعة

قالوا إن مهمتهم مراقبة «إطلاق النار» وليس «وقف إطلاقها»

TT

سخر السوريون المناهضون للنظام من فريق المراقبين الدوليين، الذي تتابع طليعته استكمال إجراءاتها في العاصمة دمشق لبدء مهامها في مراقبة التزام الحكومة السورية بوقف إطلاق النار. وفي مظاهرات يوم جمعة «سننتصر وينهزم الأسد» التي خرجت أمس، انتقد المتظاهرون المبادرات الدولية، التي لم توقف القتل، بل إن منهم من اعتبرها ترفع منسوب الدماء في الشارع، وكتبوا في حمورية «مبادراتكم تقتلنا»، فيما أكدوا في مدينة تلكلخ القريبة من الحدود مع شمال لبنان «لا تعنينا مبادراتكم ولا مهلكم.. مطالبنا ثابتة: تسليح الجيش الحر، حظر جوي، ومناطق عازلة». واعتبر متظاهرون آخرون خطة كوفي أنان «مخاضا عسيرا من دون ولادة»، أما في باب هود في مدينة حمص فرأوا أن «ما بين الدابي وكوفي أنان وانسحاب الخطيب وروبرت مود جرائم ضد الإنسانية بموافقة دولية»، حيث انصبت الانتقادات الهجائية على المجتمع الدولي المتردد وعلى المراقبين الدوليين، وسخروا من إرسال ستة مراقبين كوفد مقدمة، فكتبوا في حمورية بريف دمشق «أربعة مراقبين للعب وواحد للأرجيلة وأنان لإعداد القهوة والشاي». واعتبروا أن مهمتهم هي لمراقبة «إطلاق النار، وليس وقف إطلاق النار».

وعن رؤيتهم لدول الجامعة العربية ومجلس الأمن كتبوا «الثورة السورية حولت مجلس الأمن والجامعة العربية إلى دار للعجزة»، مع التأكيد على أن «ثورتنا مستمرة رغما عن أنف العالم بأسره مهما تآمرتم»، مع الاعتراف «أصدق عبارة قالها البطة (كناية عن الرئيس السوري) نفسه: سوريا الله حاميها».

وفي مدينة حماه، حذر المتظاهرون هناك المراقبين الدوليين «إذا لم تكونوا صباح غد (اليوم السبت) في حمص التي تذبح فنستقبلكم عند وصولكم حماه بالأحذية»، وذلك بعد أنباء عن عدم تمكن المراقبين من الذهاب إلى حمص. فيما أدان أهالي ريف دمشق المراقبين وكتبوا في عربين «إلى المراقبين.. أتذهبون إلى الفنادق والشعب يدفن بالخنادق؟».. أما في ريف إدلب فاعتبر المتظاهرون في قرية معرة حرمة أن «جرائم الأسد لا تحتاج مراقبين، ومن لا يراها فهو أعمى».

وفي حي العسالى بدمشق حملوا لافتات تحيي فلسطين وتذكر العالم بـ«الشهيد الطفل محمد الدرة» الذي قضى برصاص الاحتلال الإسرائيلي وكان في حضن والده، وكتبوا «نقول لعالمنا المتخاذل في سوريا كل يوم محمد درة»، و«في سوريا لا يؤخذ النصر بل ينتزع انتزاعا».

وفي حمص بحي دير بعلبة، حيث لم يبق سوى القلة من الأهالي بسبب القصف الشديد، قال المتظاهرون «لن نستسلم.. ننتصر أو نموت»، وهزأوا من الأسد وكتبوا «الشعب السوري الحر لا يريد أسدا حتى في حديقة الحيوانات». وبكل إصرار أكدوا على قولهم «أنا عبد لله ولست عبدا لآل الأسد»، كما توجهوا للرئيس للأسد باتهام مبطن بصيغة السؤال «يا بشار، كيف تكون سوريا دولة ذات سيادة كاملة ولديها أراض محتلة؟ حمص صرخة الأمة»، وذلك بعد رفعهم شعارات منها «حمص.. جار البحث عن المراقبين»، حيث بدت كلمة حمص تنزف دما مع التساؤل باستغراب «يبدو أن العالم بأسره يعمل على إخماد الثورة السورية.. لماذا يا ترى؟!».

أما في مدينة القصير، حيث خرج العشرات في مظاهرة صغيرة جراء القصف العنيف على المدينة، فعبر المتظاهرون عن سخطهم لظهور الأسد على الشاشات مع زوجته لمشاركة مجموعة شباب في إرسال مساعدات إنسانية للمنكوبين، وكتبوا على رسم كاريكاتيري للأسد وزوجته «حملة إغاثة بشار لمجازره»، كما تقدموا بالشكر للملكة السعودية وقطر قيادة وشعبا.

وفي مدينة عامودا شمال شرقي البلاد حيث الأكثرية الكردية، رسموا لوحات كاريكاتيرية تظهر الرئيس الأسد ولسان حاله يقول «لن أرحل، وسنبقى إلى يوم القيامة على أرواح الشعب السوري»، ولم ينس المتظاهرون في غمرة حماسهم وإصرارهم على الانتصار في ثورتهم السخرية من وزير الخارجية السوري وليد المعلم وكتبوا له «خليك بالصين.. وجودك في سوريا يسبب مجاعة».

إلا أن غالبية الشعارات استلهمت شعاراتها ولافتاتها من عنوان الجمعة، المتفائلة بتحقيق «النصر»، حيث رفع المتظاهرون في بلدة المليحة بريف دمشق لافتة كتبوا عليها «إما نعيش فوق الأرض سعداء أو نعيش تحت الأرض شهداء»، وفي ريف إدلب بجبل الزاوية «سننتصر ويهزم الأسد.. الله ناصرنا ولا ناصركم». وفي ريف دمشق قالوا «ثورتنا كالصلاة تبدأ بالتكبير وتنتهي بالشهادة»، وفي مدينة تلكلخ عبروا عن القناعة العميقة بأن «هذه الثورة بدأت برعاية ربانية، وستنتهي برعاية ربانية، وستنتصر برعاية ربانية»، مع تأكيد «مستمرون في ثورتنا حتى نحقق النصر على النظام الفاجر»، كما كرر المتظاهرون في بعض المناطق مطالب تسليح الجيش الحر، لا سيما في ريف دمشق، باعتبار «الجيش السوري الحر هو نواة للجيش العربي الحر الذي سيحرر الأقصى».