انتقادات للحكومة البريطانية بعد تعثر ترحيل أبو قتادة

«القاعدة» تحذر من هجمات إرهابية إذا رُحل > وزيرة الداخلية البريطانية: الأمر قد يستغرق شهورا

الإسلامي الفلسطيني أبو قتادة
TT

أثار قرار قانوني صدر في اللحظة الأخيرة وأدى إلى تأجيل ترحيل عمر محمود عثمان المعروف بـ(أبو قتادة) المتهم بقضايا الإرهاب من بريطانيا إلى الأردن الغضب والشك يوم أول من أمس من جانب السياسيين ووسائل الإعلام الذين غضبوا بسبب الطريقة التي تعاملت بها الحكومة مع هذه القضية المهمة.

وقالت صحيفة «ديلي ميل» منتقدة وزيرة الداخلية تريزا ماي لحضورها حفل عيد ميلاد مساء الاثنين الماضي: «يبدو أنها لم تكن تعلم أن رجل الدين المسلم الفلسطيني الأصل كان في الوقت نفسه يقدم استئنافا أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.. يا له من فشل». وجاءت تلك الانتقادات بعد قرار من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بتأجيل ترحيل أبو قتادة من بريطانيا، بسبب مخاوف من احتمال تعرضه للتعذيب أو غياب محاكمة عادلة. وكانت ماي تحتفل بعد ساعات من إخبارها البرلمان بأن الموعد النهائي للجوء أبو قتادة إلى المحكمة قد فات مما يفتح الطريق أمام بريطانيا لاستئناف إجراءات ترحيل رجل كان يوصف بأنه الساعد الأيمن لزعيم «القاعدة» اسامة ابن لادن في أوروبا. إلا أن وزيرة الداخلية البريطانية دافعت عن تعاملها مع قضية ترحيل أبو قتادة، ولكنها قالت إنه من المرجح أن يبقى في بريطانيا « شهورا عدة». ولكن ماي أقرت بأن عملية ترحيل أبو قتادة معلقة في الوقت الراهن. وقالت ماي لأعضاء البرلمان «على الرغم من التقدم الذي أحرزناه، فإن ترحيل أبو قتادة قد يستغرق عدة أشهر». وأضافت أن أبو قتادة يلجأ إلى مناورات للمماطلة والإرجاء، وهو ما يتبعه منذ 2001. لكن المحكمة قبلت طلب أبو قتادة مما فاجأ الوزراء وعرقل محاولتهم للبروز في عناوين الأخبار بالنجاح في ترحيل رجل تحاول بريطانيا التخلص من وجوده منذ عشر سنوات. وقال المعارض العمالي ايفيت كوبر للبرلمان: «عندما تتهم وزيرة الداخلية بعدم معرفة أي يوم من الأسبوع هذا تتحول الفوضى والالتباس إلى مهزلة». وأحبط أبو قتادة الذي أدين في الأردن غيابيا بالمشاركة في التخطيط لأعمال إرهابية محاولات بريطانية سابقة لترحيله. وحصل أبو قتادة على حكم من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في يناير (كانون الثاني) يمنع ترحيله إلى الأردن على أساس أنه لن يلقى هناك محاكمة عادلة لأن أدلة ضده جمعت عن طريق التعذيب.

وأصرت ماي أول من أمس على أن بريطانيا حسبت بطريقة صحيحة موعد نهاية المهلة وستطعن في الاستئناف على هذا الأساس لكنها أقرت بأنه سيكون هناك مزيد من التأجيل إلى حين صدور قرار لجنة من قضاة المحكمة الأوروبية بقبوله من عدمه. ومع اختلاف بريطانيا والمحكمة بشأن هذا التاريخ المهم تساءل حزب العمال لماذا لم تؤجل ماي اعتقال أبو قتادة 24 ساعة للتأكد من أنه لا يوجد شك بشأن متى تنقضي المهلة. وقال كريس بريانت السياسي العمالي لشبكة تلفزيون «سكاي نيوز» إن الوزيرة سمحت لأبو قتادة: «بفرصة أخرى ليسخر من الحكومة». إلى ذلك حذرت جماعة «الشباب» الصومالية المسلحة المرتبطة بـ«القاعدة» مما ستلاقيه بريطانيا من هجمات إرهابية إذا قامت بترحيل أبو قتادة وحذر مسلحو تنظيم القاعدة من حدوث «كارثة» لبريطانيا إذا حاولت الحكومة ترحيل أبو قتادة للأردن. ويقول معهد «سايت»، وهو معهد مختص بمراقبة أي نشاط على الإنترنت للجماعات الإرهابية، إن جماعة الشباب قد نشرت تحذيرا على منتديات المسلحين. وجاء في البيان طبقا لمعهد «سايت»: «لقد تم تحذير البريطانيين من أن ذلك سوف يكون بسبب الحكومة البريطانية، كنتيجة لتهورها، وسيكون عليها تحمل مسؤولية وقوع أي كارثة لهم أو أي إضرار يلحق بمصالحهم الوطنية.» وجاء ذلك بعد أسبوع من تحذير «القاعدة» من مهاجمة بريطانيا إذا قررت تسليم أبو قتادة.