تونس تنشغل برسائل الجبالي المسربة

TT

يبدي التونسيون اهتماما متزايدا بمحتوى البريد الإلكتروني لحمادي الجبالي رئيس الحكومة التونسية الحالية الذي سربته مجموعة «النونيموس تونس» هذا الأسبوع. ويسعى الكثير منهم إلى تقصي مختلف المعلومات الواردة بالبريد المذكور في محاولة لجمع ما يكفي من المعلومات حول كيفية إدارة حركة النهضة للبلاد بعد فوز أول حزب إسلامي في الانتخابات في تاريخ تونس بعد الاستقلال. وتتبادل الفئات الشبابية عبر المواقع الاجتماعية مختلف المعلومات ويصنع البعض معلومات من الخيال ويضيفها إلى سلسلة الوثائق السرية الواردة ببريد الجبالي.

ويبدو أن الكم الهائل من الرسائل المعلن عنها قد جلب طمع الفضوليين في الاطلاع على جانب من أسرار رئيس الحكومة. إلا أن الكثير من المتابعين يرون أن تلك المعلومات ليست ذات أهمية كبرى، خاصة بعد اعتراف بعض قيادات حركة النهضة بأن أمينها العام حمادي الجبالي لا يبدي حماسا كبيرا في التعامل الإلكتروني في إدارته للشأن السياسي التونسي.

وكانت مجموعة «النونيموس تونس» قد سربت ما لا يقل عن 2725 رسالة خاصة بحمادي الجبالي رئيس الحكومة وكذلك أعضاء بارزين في حركة النهضة من بينهم حمادي بن سالم وزير الفلاحة. وجاءت عملية اختراق البريد الإلكتروني للجبالي بعد شهر واحد فقط من سلسلة من الاختراقات استهدفت المواقع الإسلامية في تونس من بينها موقع «حزب التحرير» الذي ينادي بالخلافة. وتضمن البريد الإلكتروني رسائل متنوعة من بينها طلب تأشيرة لزيارة إسبانيا تخص 3 أعضاء من حركة النهضة، وتضمن الفيديو الذي نشرته المجموعة معلومات خاصة كتبادل مراسلات مع السفير الألماني والسفارة التركية، ومراسلات مختلفة مع امرأة تونسية في مختلف المواضيع (يرجح أن تكون سكرتيرة أو مسؤولة عن العلاقات في حركة النهضة).

ومن بين الوثائق التي سربت برقية من حمادي الجبالي إلى السفارة التركية تتضمن تفاصيل السيرة الذاتية لرفيق عبد السلام وزير الخارجية الحالي بتاريخ 24 ديسمبر (كانون الأول) 2011 وهي التي كانت محل انتقادات عدة لحركة النهضة فقد شنت الأقلية المعارضة حملة كبرى معتبرة أن حركة النهضة ليست سيدة قرارها، وأنها تستشير أطرافا أجنبية قبل تعيين بعض أعضاء حكومتها. كما تضمنت المراسلات المنشورة رسالة من عضو في النهضة إلى حمادي الجبالي يقول فيها إن التونسيين يمكنهم التصويت مرتين في الانتخابات مرة في الخارج ومرة في تونس وهو أمر اعتبرته أطراف سياسية مناهضة لحركة النهضة ضربا للعملية الديمقراطية بأكملها. هذا إلى جانب ما تضمنته بعض الرسائل عن بعض المعاملات المالية والحسابات البنكية ومراسلات مع بعض السفراء الأجانب.

ويبدو أن مجموعة «النونيموس» متواصلة في عمليات القرصنة وفضح الكثير من الشخصيات السياسية وقد أشارت في بيان لها بعد نشر تلك الرسائل: «قررنا نشر وثائق سرية لحركة النهضة، تتضمن عناوين بريد إلكتروني شخصية، وأرقام هواتف ومعاملات مصرفية إضافة إلى فواتير مالية تم استخلاصها خلال الحملة الانتخابية للحركة». وذكرت أنها احتفظت بجزء كبير من المعطيات السرية مهددة بنشرها إن «لم تحترم حكومة الجبالي حقوق الإنسان وحرية التعبير في تونس».