كارثة طيران تودي بحياة 131 في قلب إسلام آباد

الطائرة الخاصة تحطمت بظروف جوية سيئة في رحلة داخلية

باكستانيون متأثرون أثناء انتظار أنباء عن مصير أقاربهم في كراتشي أمس (إ.ب.أ)
TT

تحطمت طائرة ركاب خاصة في باكستان، وسط ظروف جوية سيئة، في قلب العاصمة إسلام آباد، ويبدو أن جميع ركابها، البالغ عددهم 131، قد لقوا حتفهم. وكانت الطائرة التابعة لشركة «بهوجا» الجوية، قادمة من كراتشي وسقطت على مشارف مطار إسلام آباد. وصرح فازل أكبر، المسؤول البارز في الشرطة من موقع الحادث للصحافيين: «لا توجد أي فرصة لوجود ناجين. ولا يمكن أن ينجو أحد إلا بمعجزة، فالطائرة محطمة تماما».

وتضاربت الأنباء حول عدد الركاب الذين كانوا على متن الطائرة وهي من طراز «بوينغ 737». وصرح برويز جورج، المسؤول بالطيران المدني، بأن عدد الركاب هو 131، لكن مسؤولا آخر قال إن 122 كانوا على متن الطائرة. وقال متحدث باسم الشركة المالكة، جاسر إبرو، إن 116 راكبا كانوا على متن الطائرة علاوة على طاقم مؤلف من نحو ستة أفراد.

وصرح مسؤول في وزارة الدفاع ردا على سؤال حول وجود ناجين على متن الطائرة وهي من طراز «بوينغ 737» قائلا «حتى الآن لا توجد أخبار جيدة» عن وجود ناجين. وقال سيف الرحمن، المسؤول في فريق الإنقاذ التابع للشرطة، إن الطائرة سقطت في قرية حسين آباد على بعد 3 كلم من الطريق السريع الرئيسي في إسلام آباد. وأضاف أن «النار اندلعت في الطائرة بعد تحطمها، ولا تزال مشتعلة في الحطام. والطائرة محطمة تماما».

وتحدث شهود عيان عن رؤية أشلاء بشرية بين الحطام المتناثر في المنطقة السكنية التي تحطمت فيها الطائرة. وقال سكان محليون إنهم شاهدوا كرة من النار في السماء عندما تحطمت الطائرة. وصرخ رجل كان ينتظر وصول الطائرة في مطار بي نظير بوتو الدولي والدموع تنهمر من عينيه قائلا «ماتت ابنتاي»، بينما تجمع أقارب آخرون حول القوائم التي تضم أسماء من كانوا على متنها.

وقال التلفزيون الرسمي إن كل مستشفيات العاصمة ومدينة روالبندي المجاورة وضعت على أهبة الاستعداد. كما صرح مسؤول عسكري بأن فرق الإنقاذ التابعة للجيش والمجهزة بعربات إسعاف توجهت إلى الموقع. وذكر مصدر في المطار، أنه كان من المقرر أن تهبط الطائرة في مطار إسلام آباد في الساعة 6:50 بالتوقيت المحلي، إلا أنها فقدت الاتصال ببرج المراقبة عند الساعة 6:40 مساء وتحطمت بعد ذلك بفترة وجيزة قبل أن تصل إلى المدرج.

وكانت خطوط «بهوجا» أعادت تسيير رحلاتها الداخلية بين مدن كراتشي وسوكور ومولتان ولاهور وإسلام آباد باستخدام أسطول من خمس طائرات من طراز «بوينغ 737» في مارس (آذار) الماضي، طبقا لتقارير الصحف. وكانت هيئة الطيران المدني قررت في عام 2000 وقف عمليات شركة «بهوجا» بسبب مشاكل مالية، بحسب التقارير.

وتعتبر حوادث تحطم الطائرات نادرة نسبيا في باكستان، حيث تعتبر الطائرات الطريقة الأكثر فاعلية للتنقل بين المدن. وفي يوليو (تموز) 2010 تحطمت طائرة ركاب من طراز «إيرباص 321» تابعة لشركة «أيربلو» الجوية الخاصة، بعد اصطدامها بجبال مطلة على إسلام آباد أثناء هبوطها بعد رحلة من كراتشي، مما أدى إلى مقتل 152 شخصا كانوا على متنها. وفي عام 1992 تحطمت طائرة تابعة للخطوط الباكستانية من طراز «إيرباص إيه 300» عند اصطدامها بتلة غطتها السحب لدى اقترابها من العاصمة النيبالية كاتماندو، مما أدى إلى مقتل 167 شخصا.