سفاح النرويج: تدربت على نزع الشفقة من قلبي لارتكاب المذبحة

قال إنه أراد تدمير جناح الشباب في الحزب الحاكم.. وأنه «ظريف في الأوقات العادية»

برييفيك أمام المحكمة في أوسلو أمس (أ.ف.ب)
TT

قال أندرس بيرينغ برييفيك، المتهم بقتل 77 شخصا في النرويج، أمس، إن الهدف من إطلاقه النار بشكل عشوائي العام الماضي كان تدمير جناح الشباب التابع لحزب العمال الحاكم.

وفي اليوم الخامس من محاكمته، عاد اليميني المتطرف إلى وقائع إطلاق النار الذي استمر 75 دقيقة وقتل فيه 69 شخصا، خصوصا من المراهقين في 22 يوليو (تموز) 2011 من مئات الشبان الأعضاء في حزب العمال في مخيم صيفي في جزيرة أوتويا. وكان فجر قنبلة قبيل ذلك قرب مقر الحكومة النرويجية في وسط أوسلو أدت إلى مقتل 8 أشخاص.

وقال برييفيك أمام المحكمة أمس: «لو نجحت الخطة، لكان الجميع قد ماتوا. كما أن جناح الشاب كان سيختفي من الوجود أو على الأقل زعماؤه». وأضاف برييفيك أنه بدأ في عام 2006 عملية «التدريب ونزع الشفقة من قلبه» استعدادا لتنفيذ الهجمات. وأضاف قائلا: «لو حاولت تفهم هذه المعاناة كنت لن أكون جالسا هنا اليوم». وقال: «إن هجمات 22 يوليو لا تتعلق بالمكلومين أو بي، إنما تتعلق بمستقبل النرويج وأوروبا». وأضاف برييفيك أنه استعان بالإنترنت في جمع معلومات عن كيفية صنع القنابل ودرس المنظمات الإرهابية الأخرى. وخلص إلى أن «القاعدة» هي أكثرها نجاحا، منوها إلى أنهم (عناصر القاعدة) على استعداد للموت في سبيل قضيتهم. وقال أيضا إن علاقته بوالدته كانت جيدة حيث انتقل للعيش معها في 2006. وكان غير ليبشتاد محامي برييفيك صرح مساء أول من أمس بأن موكله قضى عاما كاملا في لعب ألعاب الفيديو ومن بينها لعبة «وورلد أوف ووركرافت» (عالم الحرب) التي تعتمد على إطلاق النار على الآخرين. وقال: إن ذلك كان في إطار استعداده لتنفيذ مهمته التي كان يأمل أن تكون انتحارية. وقال برييفيك من ناحية أخرى: إنه «شخص ظريف جدا في الأوقات العادية»، لكنه أضاف أنه اضطر إلى كبت عواطفه ولا سيما بممارسة التأمل وقطع علاقاته الاجتماعية عام 2006 استعدادا للهجومين. وتحت مراقبة الخبراء النفسيين الرسميين الجالسين أمامه، برر كلامه «التقني» البارد جدا بحاجته إلى «أخذ مسافة» من أعماله كي يتمكن من الإدلاء بشهادته، فيما شكل الاستماع إليه معاناة لأهالي الضحايا الذين اعتبرهم «أهدافا مشروعة». وقال: «لو كنت أستخدم لغة عادية لما كنت قادرا على شرح كل شيء».

وأقر برييفيك بقتله الأشخاص الـ77 في أوسلو وجزيرة أوتويا، لكنه يرفض الاعتراف بالذنب، مؤكدا أنه يشن حربا على «النخب» التي تجيز «أسلمة» أوروبا. وقال ردا على أسئلة محامي الدفاع: «إنها أعمال مروعة، أعمال همجية. لا يمكنني أن أتخيل كيف يعيشها الآخرون». لكنه أوضح أنه كان مقررا أن ينفذ «عملية انتحارية» لاعتقاده أنه سيموت في 22 يوليو، بعد أن استنفد «جميع الوسائل السلمية» للترويج لقضيته القومية التي اصطدمت بحسبه «برقابة» وسائل الإعلام التي تحبذ التعددية الثقافية. وقال برييفيك إن وسائل الإعلام الأوروبية فرضت رقابة منتظمة على الآيديولوجيات القومية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية فيما باتت المدرسة «معسكر تلقين عقائدي» يعمل لصالح «الماركسية الثقافية».

واعتبر أن حزب العمال الأكثر نفوذا في النرويج ما بعد الحرب قرر بدعم من الاتحاد السوفياتي «إجراء ثورة شيوعية في المدارس النرويجية». وقال: «فجأة بات على الفتيان العمل في الحياكة والتطريز والطبخ وبدأت الفتيات ممارسة النجارة». وأكد اليميني المتطرف البالغ 33 عاما أنه لجأ إلى «آلية دفاعية» كي يتمكن من تنفيذ هجومه فعمد إلى «تجريد (الضحايا) من إنسانيتهم» من خلال قيامه طوال سنوات بتدريب نفسه على هذه الفكرة. وأوضح: «ينبغي تجريد العدو من إنسانيته. لو لم أفعل ذلك لما كنت نجحت» في تنفيذ الهجوم. كما قال: «أنا ضد العنصرية»، ردا على سؤال لمحاميه حول هذه النقطة موضحا أن «العنصرية المناهضة لأوروبا» في وسائل الإعلام تثير حنقه.

وأكد برييفيك أنه «ليس مريضا نفسيا» مؤكدا أنه يريد الاعتراف بمسؤوليته الجزائية على هجماته. وردا على سؤال محامية الادعاء المدني حول غياب تأثره العاطفي الظاهر قال: «أنا لست مريضا نفسيا، أنا مسؤول جزائيا». وتكتسب مسألة صحة برييفيك العقلية أهمية مركزية في المحاكمة التي تستغرق 10 أسابيع، حيث اعتبر غير مسؤول جزائيا في تقرير نفسي أول الأمر الذي نقضه تقرير خبراء ثان. وفي حال البت بعدم مسؤوليته جزائيا، فقد يسجن في مصح نفسي لمدى الحياة. أما في حال الحكم بمسؤوليته فقد ينال عقوبة السجن 21 عاما يمكن تمديدها طالما يتم اعتباره شخصا خطيرا.