العربي يلتقي وفد المعارضة السورية غدا قبل الاجتماع الوزاري

موسكو تستقبل ممثلين عنها الأسبوع المقبل سعيا لتثبيت وقف إطلاق النار

صبي يرفع شارة النصر في مظاهرة ضد النظام في بينش (شبكة شام نيوز)
TT

قالت مصادر دبلوماسية إن جامعة الدول العربية ستحدد توقيت مؤتمر قوى المعارضة السورية خلال اللقاء الذي سيعقد ظهر غد (الأحد) بين الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي، ووفد المعارضة السورية. وتوقعت المصادر أن ينعقد المؤتمر قبل نهاية أبريل (نيسان) الحالي.

وأوضحت المصادر أن هدف المؤتمر هو صياغة رؤية موحدة للمعارضة السورية، وفقا لما طالبت به مصر في كلمتها أمام مؤتمر «أصدقاء سوريا» في إسطنبول مطلع الشهر الحالي، حين اتفق وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو مع برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري، على أهمية انعقاد مؤتمر المعارضة السورية في أقرب وقت ممكن.

وأعلنت جامعة الدول العربية عقد اجتماع وزاري عربي طارئ يوم 26 أبريل الحالي، بالقاهرة برئاسة دولة الكويت، رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة، للنظر في التطورات السورية ومتابعة جهود المبعوث الأممي العربي المشترك الخاص بسوريا كوفي أنان.

وقال السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية، إن مجلس الجامعة العربية، الذي سيلتئم على المستوى الوزاري يوم الخميس المقبل، سيناقش موضوعين رئيسيين هما تطورات الوضع في سوريا، وكذلك النظر في الأزمة بين جمهورية السودان ودولة جنوب السودان.

إلى ذلك، أعلنت الخارجية الروسية استعداد موسكو لاستقبال وفود من المعارضة السورية. وقالت الوزارة في بيان لها أمس: «ننتظر في الأسبوع المقبل وصول ممثلي الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير. وينتظر مجيء وفود وسياسيين آخرين، بينهم أعضاء في المجلس الوطني السوري».

وأشارت الوزارة في البيان الذي أوردته وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء، إلى أن الهدف من الاتصالات مع ممثلي الحكومة السورية والمعارضة هو «تثبيت وقف إطلاق النار». وأضافت: «لسنا بصدد طرح أو فرض أية حلول جاهزة، ولكننا نقترح جملة حجج هامة للسياسيين السوريين ذوي الاتجاهات الوطنية كافة، تدعم السلام والتطبيع في سوريا».

وتابعت الخارجية «كنا، ونظل، مستعدين لتقديم الخدمات الحميدة على هذا الطريق. ونرى ضرورة أن يركز الجميع الآن على إنجاح خطة كوفي أنان. ونأمل أن يعمل سائر اللاعبين الخارجيين الآخرين مثل روسيا في هذا الاتجاه».

وكانت روسيا رفضت تلبية الدعوة للمشاركة في اجتماع وزاري عقد في باريس أول من أمس، مبررة ذلك بأنها رأت أن الاجتماع «يهدف إلى فرض عزلة على السلطات السورية، وليس تنظيم الحوار بين السلطات والمعارضة السورية من أجل تحقق التوافق».

من جهته، قال ألكسندر لوكاشيفيتش، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، إن وفدا من ممثلي «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» سيصل إلى موسكو بهدف إجراء المشاورات والاتصالات، مؤكدا أن «المهمة الملحة الآن» تتمثل في الحفاظ على وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن الهدنة لا تزال قائمة على الرغم من الانتهاكات والاستفزازات التي سجلتها الفترة الأخيرة، وهو ما يعتبر «إنجازا كبيرا قد يؤدي فقدانه إلى موجة جديدة من العنف وتدهور الوضع»، على حد تعبيره.

وأضاف لوكاشيفيتش قوله: «إن تطورات الأحداث في البلاد دخلت مرحلة حساسة، حيث تواجه خيارين: إما الانتقال إلى الحوار الوطني، وإما الانحدار إلى الحرب الأهلية. وعلى كل من يشارك في النزاع الداخلي أن يختار». واختتم المتحدث الرسمي الروسي بيانه بقوله: «نحن بعيدون عن فرض أية حلول جاهزة، لكننا نقترح عددا من البراهين المهمة لكل السياسيين الوطنيين السوريين، التي تدعم السلام وتطبيع الوضع في سوريا. وكنا ولا نزال جاهزين لتقديم مساعدة إيجابية في هذا الاتجاه»، مؤكدا ضرورة التركيز على إنجاح خطة المبعوث الخاص.