المعارضة: مبادرة أنان «الفرصة الأخيرة» في سوريا قبل الحرب الأهلية

البني لـ«الشرق الأوسط»: الفيصل ضمير السوريين في مواقفه

TT

أكدت المعارضة السورية، ممثلة في المجلس الوطني السوري، وهيئة التنسيق الوطنية، تأييدها لما جاء على لسان وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، لناحية اعتباره أول من أمس أن خطة المبعوث الأممي إلى دمشق كوفي أنان هي «الفرصة الأخيرة قبل الحرب الأهلية في سوريا»، مبدية خشيتها من دخول سوريا في دوامة من الحرب الأهلية والمواجهات في حال فشل مبادرة أنان.

وأعرب عضو المجلس الوطني وليد البني لـ«الشرق الأوسط» أمس عن اعتقاده بأن «تنفيذ خطة أنان لا يسير كما يجب، لأنه لا مصلحة للنظام السوري في تطبيقها». واعتبر أنه «في حال فشل تنفيذها فسيكون السوريون أمام خطر حرب أهلية ولن يوجد أمامهم سوى الذهاب لقتال جيش مدجج بسلاح دفعوا ثمنه من دمائهم وعرقهم، حتى الرمق الأخير»، مشيرا إلى أن «اندلاع مواجهات بين السوريين والنظام سيهدد البنيتين التحتية والاجتماعية في سوريا، وقد يذهب بالبلاد إلى ما لا تحمد عقباه».

وشدد عضو المجلس التنفيذي في «هيئة التنسيق الوطنية» ماجد حبو لـ«الشرق الأوسط» على أن «فشل مهمة أنان سيقود سوريا إلى أكثر من حرب أهلية، وإلى أكثر من جحيم، خصوصا أن ثمة بوادر تشير لذلك على الأرض»، مؤكدا أن المبادرة «فرصة أخيرة للجميع، وخصوصا للنظام السوري من أجل وقف العنف، وإلا فالنتائج ستكون كارثية».

وكان جوبيه في ختام مؤتمر وزراء خارجية عدد من الدول المشاركة في مجموعة «أصدقاء سوريا»، أعلن في باريس أول من أمس، أن «الوضع السوري يمر بلحظة حرجة، وأن خطر الحرب الأهلية والإقليمية قائم»، محذرا من أنه «يتعين أن نأتي بخيارات أخرى» في حال فشل خطة أنان، من دون أن يحدد ماهيتها».

من ناحيته، اعتبر البني أن «إطلاق حرية التظاهر، وهي أحد البنود المنصوص عليها في خطة أنان، يعني خروج عشرات آلاف السوريين إلى الشارع لخلع النظام، وهو ما لا يود حصوله». وقال: «لا أتصور أن النظام سيطبق الخطة، وما صدر من مواقف في باريس كان صائبا جدا، تحديدا لناحية التفكير في بدائل لخطة أنان، وإن كنا لا نزال نقول بضرورة إعطاء فرصة لهذه الخطة في الوقت الراهن لأنه لا بديل عنها، على الرغم من أن دماء السوريين لا تزال تسفك يوميا»».

ودعا البني «المجتمع الدولي إلى أن يكون جاهزا لسماع الرأي العام السوري ولإيجاد بدائل»، معتبرا أنه «أضعف الإيمان أن تتمثل البدائل باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار تحت الفصل السابع»، وفق ما دعت إليه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في مؤتمر باريس، في إطار مطالبتها بوجوب «تشديد الإجراءات» ضد النظام السوري. وأضاف البني: «إذا فشلت خطة أنان، فهل سيكتفي المجتمع الدولي بالقول إن النظام السوري لم يلتزم وهو لا يزال يقتل المدنيين»، مطالبا «المجتمع الدولي بالتلويح بما هو أبعد من القرار الدولي تحت الفصل السابع».

في المقابل، وضع حبو تلويح جوبيه ببدائل لخطة أنان ودعوة كلينتون لإصدار قرار دولي ضد سوريا تحت الفصل السابع في «إطار ممارسة مزيد من الضغوط الدولية على نظام الرئيس بشار الأسد». وقال: «أعتقد أن ثمة محاولة للضغط من أجل رفع مستوى تمثيل المراقبين الدوليين وزيادة الضغط من أجل تحقيق مكاسب من النظام، خصوصا أن لا إمكانية للضغط على النظام إلا عبر المصادر الخارجية المتمثلة بالدول الكبرى كالولايات المتحدة وروسيا وسواهما».

وفي حين أشار البني إلى أن المجلس الوطني يثمّن دعوة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل المجتمع الدولي إلى «مساعدة السوريين للدفاع عن أنفسهم على الأقل، ما دام الموقف الدولي لم يتمكن من وقف النزيف»، واصفا الفيصل بأنه «كان الناطق باسم ضمير السوريين والعرب في المواقف التي صدرت عنه في كل المؤتمرات التي عقدت بشأن سوريا»، رأى حبو أنه «من الواضح تماما أن الأطراف الإقليمية لم تقم بعد بالدور المطلوب منها من الناحية العملانية».

وقال: «الموقفان السعودي والقطري تحديدا اقتصرا على الدعم السياسي في الفترة السابقة بسبب غياب غطاء دولي»، معتبرا أن «دعوة وزير الخارجية السعودي تأتي في سياق محاولة نقل الدعم من الجانب السياسي إلى العملي، لكنه يحتاج إلى غطاء من مجلس الأمن أو المجتمع الدولي».

وأعرب حبو عن اعتقاده بأن المعارضة السورية «مقبلة خلال الأيام العشرة المقبلة على استحقاق كبير يتمثل بدعوة جامعة الدول العربية لمؤتمر وطني عام يندرج في إطار خطة أنان لناحية توحيد المعارضة السورية»، مشددا على وجوب أن «تقدم المعارضة نفسها بصوت واحد، تمهيدا للإعداد للمرحلة الانتقالية». وأكد أن «المعارضة أمام فرصة حقيقية وسانحة لتوحيد صفوفها»، داعيا إلى «بذل الجهد والمتابعة لتحقيق التقارب في وجهات النظر حيال نقاط كثيرة».