قتلى وجرحى في أبين وصعدة.. وانتقادات للتردي الأمني

اليمن: تطهير لمناطق في زنجبار.. ولواء مدرع لمواجهة «القاعدة»

TT

حقق الجيش اليمني، أمس، تقدما ميدانيا في مواجهات مع عناصر تنظيم «أنصار الشريعة» التابع لتنظيم القاعدة في جنوب اليمن، في وقت شهدت فيه صنعاء رفعا للكثير من المظاهر المسلحة.

وتفيد التقارير الواردة من محافظة أبين بجنوب اليمن بأن وحدات من الجيش اليمني تمكنت، أمس، من تطهير مناطق واسعة من مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة، من مسلحي «القاعدة» بعد مواجهات عنيفة جرت مع اللواء العسكري «25 ميكا»، وقال شهود عيان في زنجبار إن 8 من مسلحي التنظيم قتلوا في هذه المواجهات التي تهدف إلى تحرير زنجبار من سيطرة «القاعدة» منذ عدة أشهر، في الوقت الذي عاد فيه الهدوء النسبي إلى مدينة لودر بعد دحر المسلحين الذي حاولوا، خلال الأسبوعين الماضيين، السيطرة عليها.

في هذه الأثناء، قام وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد، أمس، ومعه عدد من أعضاء اللجنة العسكرية لإعادة الأمن والاستقرار، بتوديع «اللواء 135 مشاة مدرع» قبيل توجهه لتنفيذ مهمة قتالية، ترجح المصادر أنها في محافظة أبين لمواجهة مسلحي «القاعدة»، وجرت مراسم التوديع في مقر «الفرقة الأولى مدرع» التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر، حيث يعد هذا اللواء العسكري أحد الألوية التابعة له والمؤيدة للثورة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وبحسب مصادر حكومية، فإن وزارة الدفاع اليمنية ومعها لجنة الشؤون العسكرية وضعتا خطة عاجلة لدعم الألوية العسكرية التي تقاتل في أبين، وأنه جرى طلب هذا اللواء من «الفرقة الأولى مدرع» التي أعدته للمهمة بصورة عاجلة.

ودعا وزير الدفاع اليمني المقاتلين، الذين غادروا صنعاء نحو وجهتهم، إلى «تعميق الوحدة الوطنية وتجسيد روح التلاحم والتآخي فيما بينهم، واحترام المواطنين في المحافظات التي سيؤدون مهامهم وواجباتهم فيها، والتعامل معهم بروح المحبة والوئام والسلام»، وشدد على «ضرورة التحلي بروح الانضباط العسكري واليقظة الدائمة، وإثبات وجودهم في مهمتهم المسندة إليهم في مواقع تمركزهم الجديدة، والحفاظ على الجاهزية القتالية العالية».

إلى ذلك، انتقد برلمانيون يمنيون حالة العنف والفوضى التي تشهدها مدينة عدن، حيث تنتشر فيها عصابات مسلحة، وتجري فيها عمليات اغتيالات لضباط وجنود في الجيش والأمن من قبل من يعتقد أنهم عناصر ينتمون لتنظيم القاعدة، وقال الدكتور عبد الباري دغيش، النائب عن دائرة «دار سعد» في عدن، إن ما تشهده عدن يرجع إلى «ضعف وجود الدولة وسلطتها، وتلكؤ الأجهزة الأمنية في ممارسة واجباتها». وإن هذه الأجهزة «لا تحرك ساكنا تجاه من يعبثون بالأمن في عدن التي لم تعرف حمل السلاح منذ عقود».

وطالب دغيش، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، اللجنة الأمنية والعسكرية المعنية بإعادة الأمن والاستقرار في ضوء المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن، بسرعة الالتفات إلى الوضع في عدن والشروع الجاد في إجراءات على الأرض تعيد للناس السكينة والطمأنينة، كما طالب «وزارتي الداخلية والدفاع وكل الأجهزة الأمنية التي ينفق عليها من ميزانية الدولة، بالقيام بواجباتهم القانونية تجاه حماية الوطن والمواطن والسلم الأهلي والاجتماعي»، ودعا النائب دغيش إلى سرعة افتتاح «مراكز الشرطة المغلقة ولو في مبان بالإيجار بصورة مؤقتة»، وإلى سرعة إلقاء القبض على كل المتورطين في أعمال العنف الجارية في عدن.

في موضوع آخر، لقي 8 أشخاص مصرعهم في محافظة صعدة بشمال البلاد، في مواجهات مسلحة بين جماعة عبد الملك الحوثي والسلفيين في منطقة دماج، بعد فترة هدوء حذر بين الطرفين إثر المواجهات العنيفة بين الطرفين خلال الأشهر الماضية، واتهم السلفيون الحوثيين بـ«خرق الصلح ونقض العهد».