المنافس الإخواني على الرئاسة المصرية: أنا المرشح الإسلامي الوحيد

اعتصام مفتوح لأنصار أبو إسماعيل.. وقوى ثورية تسعى لتوحيد الصف

مرشح الإخوان المسلمين د. محمد مرسي
TT

بينما اعتبره مراقبون قطعا لطريق التحالفات الإسلامية المحتملة لخوض سباق الرئاسة بمرشح إسلامي توافقي، قال الدكتور محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين للانتخابات الرئاسية المصرية المقرر إجراؤها نهاية الشهر المقبل، إنه «المرشح الإسلامي الوحيد». جاء ذلك في وقت أعلن فيه أنصار المرشح السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل، المستبعد من الانتخابات الرئاسية، دخولهم في اعتصام مفتوح، احتجاجا على قرار اللجنة العليا للانتخابات باستبعاد مرشحهم، بينما تستعد قوى ثورية (من غير الإسلاميين) لتوحيد صفوفها خلف مرشح رئاسي توافقي يخوض الانتخابات المقبلة بـ«فريق رئاسي».

وأطلق الدكتور مرسي أمس حملته الانتخابية في مؤتمر صحافي بأحد فنادق القاهرة. وظهر للمرة الأولى منذ أسبوع بمفرده، لتدشين حملته بعد استبعاد اللجنة العليا للانتخابات مرشح الإخوان الأساسي خيرت الشاطر بسبب أحكام جنائية سابقة بحقه تمنعه من مباشرة حقوقه السياسية.

واستعاد مرسي الذي يشغل حاليا منصب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للإخوان، ولأول مرة منذ نجاح ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، الشعار المثير للجدل «الإسلام هو الحل»، مشيرا إلى أن برنامج «النهضة» الذي يخوض به الانتخابات، هو التحقيق العملي لهذا الشعار.

وغاب شعار «الإسلام هو الحل» عن دعاية جماعة الإخوان في الانتخابات البرلمانية التي جرت نهاية العام الماضي، واستبدلت به الجماعة شعار «نحمل الخير لمصر»، ولا يزال مستخدما على لافتات مرسي.

وتعهد مرشح الإخوان بالاستقالة من حزب الحرية والعدالة حال فوزه في الانتخابات الرئاسية التي يقترع مصريو الخارج فيها يوم 11 مايو (أيار) المقبل وعلى مدار أسبوع، بينما يبدأ الاقتراع في الداخل يوم 23 من الشهر نفسه ولمدة يومين.

وفي سياق الحديث عن العلاقات الدولية وموقفه من إسرائيل إذا ما نجح في الانتخابات المقبلة، قال مرسي إن «مصر دولة كبيرة ومهمة ولها علاقات وتمثيل دبلوماسي والمؤسسة الديمقراطية تفرض على الرئيس أن يكون معبرا عن كل المصريين وأن يحترم اتفاقيات الدولة المصرية مع باقي الدول»، مشددا على أن رئيس مصر المقبل لن يكون تابعا إلا لإرادة المصريين الذين تمثل لهم القضية الفلسطينية قضية محورية، مضيفا «نحن قادرون أن نحمي وطننا ونرفع الظلم عن أنفسنا ونعلن أننا ضد الاستعمار».

وقال مرسي إن «العنوان الأكبر لبرنامج الإصلاح الذي يريده الحزب والجماعة هو (الإسلام هو الحل)، وأن قرار الدفع به جاء بناء على هذا البرنامج الكبير الذي بدأ في انتخابات مجلسي الشعب والشورى، ومن ثم تقديمه كمرشح للرئاسة، ليؤكد أهمية المرجعية الإسلامية التي نسعى لها».

ويتجنب مرسي استخدام توصيف «الدولة المدنية»، ويفضل استخدام تعبير «الدولة الديمقراطية الحديثة، ذات المرجعية الإسلامية».

وتابع مرسي خلال المؤتمر أن مشروعه وبرنامجه يؤكدان أنه «المرشح الإسلامي الوحيد»، وأن الشعب المصري هو الذي يحكم على هذه البرامج في الانتخابات المقبلة، من خلال صناديق الاقتراع.

ويخوض الانتخابات الرئاسية 13 مرشحا بينهم 3 مرشحين محسوبين على تيار الإسلام السياسي، وهم عبد المنعم أبو الفتوح القيادي الإخواني السابق، والمفكر الإسلامي محمد سليم العوا، بالإضافة إلى مرشح الإخوان.

ورغم الجهود التي تبذلها جماعة الإخوان المسلمين لحشد تيارات الإسلام السياسي خلف مرشحها، وهي الجهود التي أشار مرسي أمس إلى جانب منها، لا تزال معظم القوى الإسلامية تتحفظ بشأن إعلان موقفها من مرشح الرئاسة.

وعلق مراقبون على استخدام مرسي لشعار «الإسلام هو الحل» بقولهم إن مرسي «يستشعر ضعف موقفه، خاصة أنه كان بالنسبة لجماعته مرشحا بديلا». وقال الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع (اليساري)، لـ«الشرق الأوسط»، إن «مرسي يعرف جيدا أسباب استخدامه شعار (الإسلام هو الحل).. فهو الشعار الوحيد الذي يمكن أن يمنحه بعض الأصوات».

وتابع السعيد الذي دفع بالمستشار هشام البسطويسي كمرشح رئاسي عن حزبه قائلا: «مرسي شخص غير مقبول جماهيريا وكذلك إخوانيا، كما أنه لا يلقى قبولا في أوساط القوى المتأسلمة الأخرى.. ولجوؤه إلى هذا الشعار هو لجوء المضطر».

وبحسب استطلاعات الرأي التي أجرتها مراكز بحثية محلية منها «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، لا يزال عبد المنعم أبو الفتوح يتصدر المرشحين الإسلاميين، وإن جاء تاليا للمرشح السلفي المستبعد حازم صلاح أبو إسماعيل، بينما حافظ المرشح الليبرالي عمرو موسى على صدارته في الاستطلاعات.

وفي غضون ذلك، تتصاعد أزمة أبو إسماعيل الذي استبعدته اللجنة الانتخابية العليا من السباق لمخالفته شروط الترشح للانتخابات، بعد أن ثبت للجنة أن والدته تحمل الجنسية الأميركية، وهو أمر محظور بحسب الإعلان الدستوري المعمول به حاليا.