هيل في رام الله لدعم أي شكل للمفاوضات.. وأبو مازن: سننتظر الرد الإسرائيلي

سيزور دولا خليجية لطلب الدعم المالي للسلطة

أبو مازن («الشرق الأوسط»)
TT

ألقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بالكرة في الملعب الإسرائيلي، قائلا للمبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط، ديفيد هيل، أمس، إنه في انتظار رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الرسالة التي سلمها إليه قبل أيام صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، وذلك ردا على محاولات هيل إحياء عملية السلام.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئيس الفلسطيني، نبيل أبو ردينة، في بيان «جرى خلال اللقاء الحديث عن الرسالة الفلسطينية التي أرسلت لرئيس الوزراء نتنياهو، وأبلغنا الجانب الأميركي بأننا بانتظار الرد الإسرائيلي على الرسالة السياسية بعد أسبوعين، فإذا كان الرد الإسرائيلي إيجابيا فإن ذلك سيكون مشجعا على تحريك الأمور بالاتجاه الصحيح».

والتقى هيل بعباس بعد يوم من لقائه كبيري المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين، عريقات وإسحق مولخو في القدس الغربية، وقبل قليل من لقائه برئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض. كل هذا يأتي ضمن جولة تشمل الأردن والكويت والسعودية وقطر، وتستهدف دفع عملية السلام وضمان تواصل الدعم المالي للسلطة الفلسطينية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند «إن واشنطن تسعى للحفاظ على عملية السلام وتشجيع الإسرائيليين والفلسطينيين على العودة إلى الحوار المباشر بينهما في أعقاب الرسالة التي بعث بها عباس إلى نتنياهو الثلاثاء الماضي».

وأضافت «كذلك فإن هيل سيزور في الأيام القريبة المقبلة دولا خليجية وسيجري محادثات تبحث أساسا جهود السلطة الفلسطينية المستمرة في بناء المؤسسات وتشجيع الجميع على تقديم الدعم المالي». لكن قبل أن ينطلق المبعوث الأميركي إلى دول الخليج، سيزور المملكة الأردنية، بصفتها راعية ما يسمى بالمحادثات الاستكشافية التي جرت بين الفلسطينيين والإسرائيليين في عمان بداية هذا العام.

ولمحت الناطقة الأميركية إلى إمكانية استئناف اللقاءات في عمان، قائلة «إننا نرحب بأي محادثات في أي مكان»، وأوضحت أن«الأردن يرحب بالأطراف في حال قرروا العودة إلى عمان».

ويبدو أن هيل سيبقى في المنطقة 3 أسابيع أخرى قبل أن يعود إلى واشنطن، وسيعود مجددا بعد جولته الخليجية للقاء المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين وتسلم الرد الإسرائيلي، حتى لا يفوتوا فرصة استمرار الحوار ولو عبر رسائل. وأوضحت نولاند أن «اللجنة الرباعية تشجع أي نوع من الاتصالات. لقد كانت هناك رسالة، وقد يكون هناك اتصالات مكتوبة، هذه هي الأمور التي سيشجعها ديفيد هيل». وكان أبو مازن قد طالب في الرسالة التي سلمت لنتنياهو يوم الثلاثاء الماضي، بالتزام إسرائيلي بمرجعيات عملية السلام، بما في ذلك الالتزام بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967، مع «تبادل طفيف للأراضي بالقيمة والمثل»، ووقف الاستيطان بما في ذلك في القدس الشرقية وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.

وقال عباس في رسالته إن السلطة في ظل الوضع الحالي «فقدت مبرر وجودها»، محذرا من أن ذلك لا يمكن أن يستمر، لكن من دون التهديد بحل السلطة. وأضاف في الرسالة التي كان يفترض أن يسلمها فياض على رأس وفد ثلاثي يضم أيضا ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة، لكنه تراجع كما تراجع عبد ربه في اللحظة الأخيرة، أنه «نتيجة لسياسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، لم يعد للسلطة الفلسطينية أي سلطة وأصبحت من دون ولاية حقيقية في المجالات السياسية والاقتصادية والجغرافية والأمنية، أي أن السلطة فقدت مبرر وجودها».

وستجتمع القيادة الفلسطينية، فور رد نتنياهو المتوقع مطلع الشهر المقبل، وستطلب اجتماعا أيضا للجنة المتابعة العربية من أجل بلورة شكل الخطوات المقبلة. ويعتقد أن السلطة ستتابع تحركاتها في الجمعية العامة ومجلس الأمن ومؤسسات دولية أخرى إذا ما كان رد نتنياهو سلبيا.