المراقبون زاروا حمص وتفقدوا أحياءها وتعرضوا لإطلاق نار

الحمود لـ«الشرق الأوسط»: النظام السوري يضلل المراقبين ويقيد حركتهم على الأرض

سيدة سورية تحمل لافتة تعبر عن عدم التزام النظام بقرار وقف إطلاق النار بإدلب أمس (أوغاريت)
TT

لم تحقق بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا أي إنجاز على صعيد وقف إطلاق النار، على الرغم من مرور نحو أسبوع على بدء مهمتها على الأرض، في ظل استمرار العمليات العسكرية للجيش النظامي والقصف العنيف الذي يطال أحياء حمص وإدلب وحماه وحلب وريف دمشق ودرعا، وفي ظل تقييد تحركات أعضاء هذه البعثة على الأراضي السورية. وفي وقت أعلنت وكالة «سانا» الرسمية السورية للأنباء، أن «مراقبي الأمم المتحدة زاروا (أمس) حمص والتقوا محافظ المدينة»، أعلن الجيش السوري الحر أن «هذه الزيارة اقتصرت على بضعة أحياء، وكان الاستقبال الشعبي لهم في حي البياضة الذي احتله علويون موالون لنظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، بهدف تضليل المراقبين».

وأكد المقدم المظلي في الجيش السوري الحر (المسؤول الميداني عن عمليات الجيش الحر على الأرضي السورية) خالد يوسف الحمود، أن «النظام السوري يقيد تحركات المراقبين ويحول دون وصولهم إلى المناطق الساخنة التي تشهد تدميرا يوميا». ولفت الحمود في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «بعد مناشدات ومطالبة يومية بأن يزور المراقبون مدينة حمص، أوقفت قوات بشار الأسد قصفها العنيف للمدينة صباح اليوم (أمس) ثم أقدم علويون من سكان حمص، على احتلال حي البياضة وطرد من تبقى من أهله واحتلوا البيوت، وبعدها نقل المراقبون إلى حي البياضة ليستقبلهم العلويون ويرحبوا بهم على أساس أنهم أبناء الحي، وهذا دليل على أن هذا النظام كاذب ومخادع»، مشيرا إلى أن «النظام يعطي ضباط الجيش المكلفين بقيادة العمليات العسكرية بطاقات شرطة، ليوهم المراقبين أنهم من ضباط حفظ الأمن، وكي لا يضطر إلى سحبهم من المناطق السكنية التي يزورها المراقبون». وقال الحمود: «بالتأكيد هؤلاء المراقبون هم أفضل من بعثة (الضابط السوداني أحمد) الدابي العربية، لكنها لن تحقق أي إنجاز على الأرض، ونحن نأمل أن يكون عمل هذه البعثة الفرصة الأخيرة، وأن تكون مهمتها في إطار التدرج الدبلوماسي الذي تعتمده الأمم المتحدة ومجلس الأمن للوصول إلى قرار تحت الفصل السابع يجيز استخدام القوة ضد النظام السوري». وختم: «معلوماتنا أن مهمة المراقبين هي الفرصة الأخيرة».

أما الناطق الرسمي باسم لجان التنسيق المحلية عمر إدلبي، فأكد أن «زيارة المراقبين لمدينة حمص حصلت بالفعل». وأوضح في اتصال مع «الشرق الأوسط» أنه «بمجرد وصول أنباء عن قدوم بعثة المراقبين إلى مدينة حمص توقف قصف الجيش السوري لهذه المدينة بشكل مفاجئ، وسحبت الدبابات من شارع طريق الشام الدولية، وأدخلت إلى مبنى المركز الثقافي، كما أن انتشار الجنود والمسلحين على الحواجز كان بحدوده الدنيا، بعد أن انسحب معظمهم واختبأوا في الغرف الإسمنتية الموجودة قرب هذه الحواجز». وقال: «إن توقف إطلاق النار والقصف المدفعي والصاروخي دام نحو أربع ساعات»، مشيرا إلى أن «بعثة المراقبين التقت محافظ مدينة حمص، ثم زارت حي جورة الشياح، فالمشفى الوطني، برفقة عبد الرزاق طلاس، القائد الميداني لكتائب الفاروق في الجيش، وناشطين آخرين، وبعدها انتقلوا إلى حي الخالدية، وأثناء وجودهم هناك أطلق الرصاص من حاجز الأمن الموجود في شارع القاهرة على تجمع للناس كان حضر لاستقبال المراقبين». وأعلن إدلبي أن «المراقبين زاروا أيضا أحياء حمص القديمة برفقة ناشطين، وأثناء وجودهم في هذه الأحياء تجدد القصف على حي الخالدية بواسطة قذائف الهاون»، واصفا يوم أمس بأنه «كان الأكثر هدوءا بالنسبة لمدينة حمص منذ شهر بسبب وجود المراقبين فيها».