الناشطون السوريون يؤكدون أن النظام يسوق للحرب الأهلية

معارضون يرفضون «وضع العلويين جميعا في سلة واحدة»

TT

في الوقت الذي تكثر فيه الأخبار عن تصاعد وتيرة الأحداث الطائفية في مختلف مدن سوريا لا سيما مدينة حمص التي شهدت ارتكاب مجازر وأعمال خطف وتهجير قالت المعارضة إنها «ممنهجة» وهدفها تهجير سكان المدينة ذات الغالبية السنية، ما يزال الكثير من الناشطين المعارضين لنظام الأسد يعتقدون أن سيناريو الحرب الأهلية هو من صنيعة النظام وقد يكون ورقته الأخيرة التي سيفشل في استثمارها. يدعم هؤلاء الناشطون رأيهم بالإشارة إلى محدودية الظواهر الطائفية في البلاد، جازمين أن طبيعة الصراع في سوريا هي بين نظام استبدادي من جهة وشعب يطلب الحرية والكرامة والعدالة من جهة أخرى.

لا ينفي فؤاد وهو واحد من مئات الناشطين الذين فروا من مدينة حمص بعد اجتياح أحيائها من قبل الجيش النظامي أن أعمال عنف وقعت في المدينة على خلفية طائفية وتحديدا بين السنة الذين يعارضون نظام الأسد والعلويين الذين يوالونه. يقول: «النظام استطاع أن يخوف أبناء الطائفة العلوية الذين يسكنون في 3 أحياء تقريبا من مدينة حمص». ويضيف: «أجهزة الأمن دفعت مجموعات من الشبيحة إلى ارتكاب أعمال لا أخلاقية بحق سكان الأحياء المعارضة، مما برر لاحقا وجود ردود فعل». في هذا السياق يضع الناشط الحمصي، الذي شهد معظم مظاهرات المدينة ونظم بعضها، الأعمال الطائفية العنيفة التي ارتكبت هناك. ويرفض تعميم حالة مدينته التي تحمل «خصوصية معينة» كما يقول على «بقية المدن السورية». ويضيف: «إذا كان النظام استطاع توريط بعض علويي حمص في معركة بقائه فهذا لا يندرج على بقية أبناء الطائفية العلوية المتواجدين في مختلف محافظات البلاد». ويؤكد فؤاد أن في سوريا توجد ظواهر طائفية محدودة بتأثير كبير من النظام ولا يوجد مناخ عام طائفي.

ويفضل محمد، الناشط في تنسيقيات العاصمة دمشق، أن يستنجد بالتاريخ لدحض رواية احتمال الحرب الأهلية التي يروج لها حاليا فيقول: «في تاريخ سوريا المعاصر لم تحدث أي نزاعات على أساس طائفي»، مشيرا «أن هناك تراكما طويلا من التعايش والألفة الاجتماعية بين مختلف الطوائف ما يجعل احتمال وقوع صراع طائفي أمرا مستبعدا». ويضيف محمد «في أسواق دمشق مثلا هناك تجار مسيحيون وعلويون وسنة ودروز تجمعهم مصالح مشتركة، لا يمكن لهؤلاء أن ينقسموا على أساس طائفي، في سوريا توجد علاقات اقتصادية واجتماعية وثقافية بين الطوائف تشكل نسيجا معقدا يجعل احتمال فرز الناس على خلفية طائفية أمرا مستحيلا».

وعن تشنج الوضع الطائفي في بعض مناطق دمشق وريفها، يشير محمد «أن لهذه الأعمال سياقاتها التي أسس لها النظام السوري حيث شيد في بعض مناطق ريف دمشق كالكسوة وبرزة مساكن للضباط العسكريين الذين يتحدرون من الطائفة العلوية بحجة وجود قطع للجيش السوري قريبة في هذه المناطق» وينفي الناشط أن تكون المشكلات بين السكان الذين يقطنون مناطق معارضة في معظمها لنظام الأسد وأهالي المساكن المحاذية لهم أساسها طائفي».من جهته يرفض عدنان أحد الناشطين العلويين الذين انضموا إلى الحراك الشعبي «وضع العلويين جميعا في سلة واحدة» يقول: «نعم، هناك علويون يقفون مع النظام ويدافعون عنه ويرتكبون أعمال عنف، لكن هؤلاء لا يعبرون عن رأي أكثرية الطائفة». ويضيف: «شريحة كبيرة من العلويين تشعر بالخوف من البديل لكنها لا تؤيد هذا النظام بشكل جذري». وهذا ما يدفع عدنان إلى الوثوق بأن الطائفة العلوية ستتخلى عن الأسد عاجلا أم آجلا حين تشعر بالأمان وهذا - كما يقول الناشط المعارض - من مسؤولية المعارضة «أن تعمل على تنضيج رؤية للمستقبل تكفل حقوق جميع الجماعات».

ويجزم عدنان أن العلويين لن يدخلوا في حرب مع الأكثرية السنية دفاعا عن نظام الأسد، مشيرا أن عائلة الأسد اضطهدتهم كما اضطهدت بقية السوريين وزجت بخيرة شبابهم في السجون وتركت قراهم مهملة وفقيرة.