المراقبون الدوليون برفقة «الجيش الحر» في حمص.. وإطلاق نار بعد مغادرتهم حماه

الكردي لـ«الشرق الأوسط» : نلمس جدية في تعاطيهم ونقدر جهودهم.. والانشقاقات تحصل يوميا في سوريا

لقطة من مقطع فيديو أثناء تجول العقيد أحمد حميش مع عناصر «الجيش السوري الحر» في مدينة حمص أمس (أ.ب)
TT

بينما ظهر عدد من المراقبين الدوليين أثناء تجولهم في مدينة حمص برفقة قيادات وعناصر من «الجيش السوري الحر»، أمس، في مقاطع فيديو مصورة، أشارت تقارير إخبارية إلى مقتل ثلاثة مدنيين في أحياء من حمص، إلى جانب إصابة مدنيين في حماه، لدى إطلاق قوات الأمن النار لتفريق مظاهرات بعد انصراف المراقبين.

وأظهرت مقاطع فيديو بثها ناشطون سوريون، أمس، على مواقع التواصل الاجتماعي و«يوتيوب» على شبكة الإنترنت صور عدد من المراقبين الدوليين وهم يسيرون جنبا إلى جنب مع قيادات وعناصر من «الجيش السوري الحر»، أو يستمعون لشروح منهم عن طبيعة العمليات العسكرية التي يقوم بها النظام السوري ضد المدنيين، وتحديدا في مدينة حمص، التي شهدت أمس هدوءا نسبيا لليوم الثاني على التوالي، مع بقاء اثنين من المرقبين الدوليين فيها، غداة الزيارة التي قام بها وفد المراقبين الدوليين إلى المدينة، أول من أمس.

لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد أمس بمقتل ثلاثة مدنيين في مدينة حمص، «في أحياء الخالدية والغوطة والمخيم»، على الرغم من وجود المراقبين في المدينة منذ السبت.

ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن المسؤول في طليعة بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا، نيراج سينغ، قوله إن «اثنين من المراقبين الدوليين بقيا منذ مساء السبت في حمص»، موضحا أن «الزيارة كانت طويلة والتقى جنود حفظ السلام خلالها السلطات المحلية وجميع الأطراف وتكلموا إلى الناس، وقاموا بجولة في المدينة، وتوقفوا في عدد من المناطق».

وخرجت مظاهرات صباحية عدة في أكثر من منطقة في حضور المراقبين الدوليين، لا سيما في حمص والرستن وحماه، كما شهدت بلدة معرة حرمة في ريف إدلب مظاهرة صباحية لمطالبة المراقبين بزيارة إدلب.

وبث ناشطون على موقع «يوتيوب» مقاطع فيديو لعناصر من «الجيش الحر» بلباسهم العسكري، يرافقون وفد المراقبين في حمص أمس، وخلفهم المتظاهرون الذين هتفوا «الشعب يريد إسقاط النظام»، وكذلك «الشعب يريد إعدام الرئيس».

وفي مقطع فيديو ثان التقط، أول من أمس، بدا الملازم أول في «الجيش الحر»، عبد الرزاق طلاس، وهو يتحدث إلى وفد المراقبين في مكان مغلق، متعهدا لهم بضمان «الجيش الحر» لحمايتهم أيا كان عددهم. كما أطلع طلاس المراقبين على ما يقوم به النظام السوري ضد المدنيين، قائلا: «أنتم موجودون هنا ونحن نُقتل.. أنتم تعطون فرصة للنظام ليتابع عمله العسكري واجتياحه. نحن صامدون لكنه لا يجتاحنا بعساكر بل بدبابات وقذائف هاون وراجمات صاروخية.. نطالب ببقاء اثنين منكم على الأقل ليتوقف القتل».

وتعليقا على التعاون مع بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا، أكد نائب قائد الجيش الحر العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط» أن «الجيش الحر التزم بوقف إطلاق النار، طالما أن النظام لا يقوم بالاعتداء على المدنيين في الأماكن التي يوجدون فيها»، معتبرا أن «من واجب الجيش الحر اليوم التعاون مع المراقبين الدوليين والعمل على حمايتهم، وهذا ما يقوم به عناصرنا في الأماكن التي يصلون إليها».

وأعرب الكردي عن «تقديرنا للجهود التي يقوم بها المراقبون من أجل كشف الحقائق، وإن كنا في الوقت ذاته نشكك في إمكانية توصلهم إلى الحقيقة كاملة، في ظل محاولات النظام السوري الدائمة للتعمية على الحقائق والالتفاف حولها».

وقال الكردي إن ثمة فرقا بين مهمة مراقبي جامعة الدول العربية برئاسة الفريق محمد الدابي والمراقبين الدوليين «انطلاقا من أن قدرة فريق الأمم المتحدة هي أكبر، باعتبار أن تفويض مجلس الأمن أقوى من تفويض الجامعة العربية من جهة، ولأن النظام السوري بات يدرك أن المجتمع الدولي لم يعد يحتمل تجاوزاته والتفافه من جهة أخرى».

وأعرب عن اعتقاده بأن «النظام السوري يحاول أن يظهر بأنه متعاون»، قائلا: «لمسنا جدية من الفريق الدولي في التعاطي مع الأزمة السورية».

وكانت مظاهرات عدة خرجت أمس في حضور المراقبين الدوليين، في المناطق التي دخلوا إليها أمس، وتحديدا في الرستن، حيث خرج أبناء المدينة في مظاهرة سلمية، بوجود المراقبين الدوليين، مؤكدين إصرارهم على مطلبهم بإسقاط النظام السوري.

وفي قرية الحواش في ريف حماه، انتظم المتظاهرون في حلقات وصفوف متراصة تزامنا مع زيارة المراقبين لمدينة حماه، مطلقين الهتافات المؤكدة على سلمية تحركاتهم. وذيل الناشطون الفيديو بعبارة: «هل سيؤثر ذلك في اللجنة الأممية وتقاريرها؟».

وفي حماه، خرجت مظاهرة حاشدة في أحياء المرابط والأربعين، بالتزامن مع وصول المراقبين الدوليين إليها. وقال ناشطون إن قوات الأمن أطلقت النار على المتظاهرين في حي الأربعين، فور مغادرة المراقبين، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. وبث ناشطون مقاطع فيديو أظهرت تحليقا للطيران المروحي في الجو، قالوا إنه حصل في سماء حماه بوجود المراقبين الدوليين.

من جهة أخرى، وتعليقا على تداول أنباء عن انشقاقات عسكرية عن الجيش النظامي حصلت في اليومين الأخيرين، قال الكردي إن «هناك انشقاقات جماعية وفردية تحصل يوميا وباستمرار، ولا يتم الإعلان عنها دائما»، مذكرا بأن «النظام السوري لجأ منذ بدء الأزمة إلى سحب البطاقات المجندين العسكرية كافة ومنع الإجازات».