مساع محمومة لاختيار منافس رئاسي لـ«الثورة» قبل إعلان القائمة النهائية للمرشحين

برلماني مصري يدفع بمشروع قانون لعزل رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات

عبد المنعم ابو الفتوح
TT

مع اقتراب موعد الإعلان عن القائمة النهائية لمرشحي الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها نهاية الشهر المقبل، كثفت القوى السياسية من استعدادها لما يعتبرونه «أول تجربة ديمقراطية حقيقية»، من شأنها أن تنهي المرحلة الانتقالية، بعودة الجيش إلى ثكناته بعد أن تولى منذ فبراير (شباط) من العام الماضي إدارة شؤون البلاد.

وبينما تسعى قوى ثورية للاتفاق على ممثل للثورة ليخوض الانتخابات المقبلة في مواجهة مرشح الإخوان المسلمين، دفع برلماني مصري مناصر للمرشح المستبعد حازم صلاح أبو إسماعيل، بمشروع قانون لعزل رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات من منصبه.

ورغم التزام المجلس العسكري بالجدول الزمني المعلن لانتخابات الرئاسة، لا تزال الشكوك تساور القوى السياسية بشأن جدية قيادات المؤسسة العسكرية في تسليم السلطة، خاصة في ظل تصريحات للمشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري، والتي قال فيها إن الجيش لن يسلم السلطة إلا بعد وضع دستور جديد للبلاد وهو أمر لا يزال تكتنفه تعقيدات كثيرة بحسب مراقبين.

ومن المقرر أن تعلن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية القائمة النهائية للمرشحين يوم 26 من الشهر الحالي، كما تستعد للإعلان عن الرموز الانتخابية لهم. وبات من المؤكد خوض مرشح جماعة الإخوان الانتخابات برمز الميزان وهو نفس الرمز الذي خاض به حزب الجماعة الانتخابات البرلمانية الماضية.

وفرضت مائة شخصية وطنية حالة من السرية حول مفاوضاتها مع عدد من مرشحي الرئاسة للتوافق حول ممثل يصفونه بـ«مرشح القوى الثورية». وخرجت تسريبات عن اتجاه داخل مجموعة المائة لإعلان الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح مرشحا رئاسيا يقود فريقا رئاسيا من مرشحين آخرين أبرزهم الناصري حمدين صباحي، والمرشح اليساري الشاب خالد علي، بالإضافة لشخصيات عامة أخرى.

لكن مصادر مقربة من صباحي الذي انضم لسباق الانتخابات الرئاسية مدعوما بأكثر من 30 ألف تأييد شعبي، نفت لـ«الشرق الأوسط» قبول المرشح الناصري التنازل لصالح القيادي الإخواني السابق أبو الفتوح.

وتأمل قيادات وطنية في إقناع من يعتبرونهم «مرشحين معبرين عن ثورة 25 يناير» بالتوافق فيما بينهم لمواجهة مرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي، وكذلك الليبرالي عمرو موسى الذي يحظى بتأييد حزب الوفد، ويملك تعاطفا شعبيا ملحوظا. ومن جانبه، عقد المرشح الرئاسي عمرو موسى لقاء مع الهيئتين العليا والبرلمانية لحزب الوفد مساء أول من أمس. وكان الوفد، وهو أعرق الأحزاب المصرية على الساحة السياسية ويعود تاريخ تأسيسه إلى عشرينات القرن الماضي، قد أعلن دعم موسى مطلع الشهر الحالي. وقال الدكتور سيد البدوي رئيس حزب الوفد، خلال اجتماع قيادات الحزب مع موسى إن «الانتماء الأسري لموسى وفدي، كما أنه في عز سطوة النظام السابق أعلن عن هذا الانتماء.. وقد سمعنا وعايشنا المواقف الوطنية له في السياسة الخارجية».

ومن جهته قال موسى إنه اجتمع أكثر من مرة مع الهيئتين العليا والبرلمانية في حزب الوفد، حيث الجو الليبرالي وعبق التاريخ، وحيث الشخصيات السياسية ذات الدور الهام خصوصا في هذه المرحلة من تاريخ مصر، مضيفا: «غني عن البيان أن الوضع غير مطمئن وهناك خطط يمكن أن تحدث اضطرابات وربما تؤخر تقدم مصر في محاولتها علاج المشاكل التي تركها العهد الماضي».