سوق الصفافير وسط بغداد ضجيج من العصر العباسي

بسبب ابتعاد الزبائن عنها خفتت ضربات الصفارين

TT

ظلت سوق الصفافير وسط العاصمة بغداد واحدة من أجمل وأشهر الأسواق المحلية التراثية التي يقصدها الزوار والسياح من كل صوب، يحرصون على اقتناء معروضاتها كهدايا مميزة لأهلهم وذويهم، بما تمتاز به من جمال صنعتها ولونها الأصفر البراق، لكن الحال اليوم تغيرت كثيرا، وحملت معها عقوقا كبيرا لهذه السوق التي خفت نورها وقل ضجيجها المميز، تحاصرها زحف مهن أخرى لا تمت بِصلة إلى تاريخها الحافل، مقابل صمت الجهات الحكومية، وهجرة معظم حرفييها إلى الخارج.

«الشرق الأوسط» تجولت في السوق التي ضرب بها المثل الشعبي الشهير في وصف الضوضاء: «ضجيج كأنك في سوق الصفافير»، لكن اللافت أن السوق بدت كأنها التزمت الصمت والعصيان، على إهمالها وابتعاد الزبائن عنها، فخفتت ضربات الصفارين على الأدوات النحاسية، ومعها بهت اللون الأصفر للنحاس، علامة السوق الفارقة. يمتد الشارع الذي يعود تاريخه إلى العصر العباسي ويمتهن تطويع المعادن لصنع الأواني المنزلية وأباريق الشاي وغيرها إلى مسافة مائة متر تقريبا وسط شارع الرشيد، أقدم شوارع العاصمة بغداد، في زقاق ضيق تتراص فيها المحلات الصغيرة كأنها حزمة واحدة، تحيطه أسواق شهيرة.