المرأة التي غيرت وجه الموضة

ديانا فريلاند.. تركت لعشاق الموضة إرثا ثقافيا لا يقل ثراء

TT

تعتبر ديانا فريلاند المرأة التي غيرت شكل مجلات الموضة البراقة ونظرتنا إلى الموضة ككل، فهي التي شكلت مجلة «فوغ» الأميركية كما نعرفها اليوم، وزرعت بذرة التعامل مع فنانين ومصورين شباب خلال عملها في مجلة «هاربرز بازار»، عدا عن اكتشافها لمصممين وضعتهم على أول الطريق من أمثال مانولو بلانيك.

عاشت ديانا حياة غنية بالأحداث والعطاءات، وتركت لعشاق الموضة إرثا ثقافيا لا يقل ثراء. لكل هذا لم يكن غريبا أن تحتفل بها دار «تودز» في مبادرة تندرج ضمن رعاية الدار الإيطالية المعهودة للفنون والثقافة. كان ذلك خلال مهرجان البندقية السينمائي الـ68، حيث احتفلت بعرض خاص جدا لفيلم «Diana Vreeland: The Eye Has To Travel» (من إنتاج وإخراج ليزا إيموردينو فريلاند)، وهو فيلم وثائقي يتناول سيرة حياة ديانا فريلاند، وخياراتها الجريئة واقتراحاتها وحس السخرية الذي لم يفارقها حتى مماتها. وتزامن الاحتفال بافتتاح معرض في البندقية، مع إصدار كتاب بالعنوان نفسه يتتبع مسيرتها من خلال أعمالها ومن خلال أكثر من 350 صورة خاصة بها وبأعمالها.

وهناك ثلاث مراحل مهمة في حياة ديانا فريلاند (1903 - 1989)، الأولى عملها كمسؤولة تحرير في مجلة «هاربرز بازار»، والثانية كرئيسة تحرير مجلة «فوغ»، والثالثة كمستشارة لمتحف المتروبوليتان للفنون منذ السبعينات حتى مماتها. غير أن أكثر ما سيتذكره عالم الموضة دورها في إنزال المجلات البراقة من نخبويتها وأبراجها العالية، ففي عهدها تحولت إلى مجلات متاحة للكل، ويمكن الاستمتاع بقراءتها والتعلم مما تقترحه من موضة، فضلا عن قراءة التغييرات الاجتماعية والثقافية من خلالها، عدا عن دورها في تشكيل أذواقنا. ومدفوعة بحبها للفنون وخيالها الواسع، كانت أول من تعامل مع الكثير من الشباب آنذاك من أمثال المصور ديفيد بايلي، والعارضة تويغي، والفنان أندي وورهول، كما يعود إليها الفضل في اكتشاف دار «ميسوني»، وفي إقناع مانولو بلانيك أن يصبح مصمم أحذية.