وزارة النفط الإيرانية تتعرض لهجوم معلوماتي.. وتشكل «خلية أزمة» لصده

«الفيروس الإلكتروني» محا معلومات خاصة

TT

تعرضت وزارة النفط الإيرانية أول من أمس لهجوم معلوماتي نشر فيروسا دمر الملفات المخزنة في أجهزة الكومبيوتر، ما حمل السلطات على فصل المحطة النفطية الرئيسية عن شبكة الإنترنت وإنشاء خلية أزمة لصده.

وقالت مصادر بصناعة النفط الإيرانية أمس إن السلطات الإيرانية تحقق فيما قد يكون هجوما إلكترونيا على مرفأ تصدير النفط الرئيسي بالبلاد، وعلى وزارة النفط نفسها. وقال مصدر بشركة النفط الوطنية الإيرانية إنه تم اكتشاف فيروس بأنظمة التحكم في جزيرة خارج، التي تمر عن طريقها معظم صادرات الخام الإيرانية، لكن المرفأ ما زال يعمل. ووقع هجوم الفيروس في وقت متأخر أول من أمس الأحد، ومن المرجح أن تنعقد مقارنات بينه وبين فيروس «ستكسنت» الذي قالت تقارير إنه استهدف منشآت نووية إيرانية في 2009-2010.

وأفادت وكالة أنباء «مهر» بأن المحطة الرئيسية الواقعة في جزيرة خارج في الخليج فصلت عن شبكة الإنترنت منذ الأحد، شأنها شأن منشآت أخرى في البلاد. وبحسب الشركة الوطنية للمنشآت النفطية فإن 90 في المائة من الصادرات النفطية الإيرانية تنقل عبر محطة خارج. وأضافت الوكالة أن هذه العملية «لم تسبب أي مشكلة» للإنتاج والصادرات النفطية.

ولم تذكر الوكالة المصادر ولم تؤكد أي وسيلة إعلام إيرانية رسمية هذه المعلومات. ومنذ الأحد تعرضت مواقع رسمية عدة في الوزارة وشركة النفط الوطنية «إن آي أو سي» لهذا الهجوم، بحسب وكالة «مهر» ووكالات أنباء أخرى، منها «فارس» ووكالة الأنباء الطلابية. وتعطل الموقع الرسمي لوزارة النفط الإيرانية لساعات عدة، إلا أنه استأنف العمل بعد ظهر أمس، خلافا لموقع شركة النفط الوطنية. وأفادت وكالة «إيسنا» بأنه تم تحديد الفيروس على أنه من نوع «فايبر» المصمم لتدمير الملفات وإحداث أضرار في الأقراص الصلبة.

غير أن الناطق باسم وزارة النفط، علي رضا نكزاد، أكد لموقع «شانا» المتخصص التابع للوزارة، أن الفيروس تمكن من محو معلومات مخزنة على خوادم رسمية خلافا لمعلومات سابقة.

وأوضح: «القول إن أي معلومات لم تمح غير صحيح. وحدها المعلومات المرتبطة ببعض المستخدمين تضررت». وأضافت «مهر»، نقلا عن مسؤول في الدفاع المدني في الوزارة، أن وزارة النفط شكلت «خلية أزمة» لمواجهة هذا الهجوم المعلوماتي وصده.

وقد تعرضت إيران منذ سنتين لهجمات معلوماتية عدة نسبها القادة الإيرانيون إلى الولايات المتحدة وإسرائيل. وأتلفت عشرات الآلاف من أجهزة الكومبيوتر الصناعية في 2010 بفيروس «ستكسنت» المصمم لتدمير المحركات التي تديرها أجهزة الكومبيوتر.

واعتبر معظم الخبراء أن «ستكسنت» كان يهدف إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني بتدمير محركات أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، لكن طهران أكدت أن برنامجها النووي لم يتضرر، خلافا لما أكده الكثير من الخبراء الغربيين.